عاجل.. ديمتري دلياني يكشف لـ"مصر تايمز" المخطط الإسرائيلي لتغيير ديمغرافية غزة
في ظلّ التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وما يرافقه من استعدادات ميدانية غير مسبوقة لاستدعاء عشرات آلاف الجنود، تبرز أصوات فلسطينية تحذّر من أنّ ما يجري يتجاوز كونه عملية عسكرية إلى كونه مشروعًا استعماريًا يرمي إلى إعادة صياغة الواقع الديمغرافي في القطاع، على نحوٍ يهدّد الوجود الفلسطيني برمّته.
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: «إن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لفرض السيطرة على مدينة غزة، عبر استدعاء ما بين خمسين إلى ستين ألف جندي احتياط وإطلاق المرحلة التمهيدية للعملية، هي خطوة متقدمة في إطار مخطط تطهير ديمغرافي، يهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني وتشويه معالم مدينةٍ صمدت أمام كل محاولات الإبادة».
وأوضح ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أنّ هذه السياسة تشكل امتداداً استعمارياً متواصلاً لتفكيك البنية المدنية وإعادة صياغة المكان والإنسان على مقاس المشروع الصهيوني الإبادي.
جريمة ضد الإنسانية
وأكد القيادي الفتحاوي أنّ ما يجري في غزة يشكّل لحظة فارقة ستُسجَّل في الذاكرة التاريخية كمرحلة يتكثّف فيها المشروع الاستعماري إلى أقصى درجاته عبر سياسة الإبادة والتطهير الديمغرافي. وأوضح أنّ استمرار هذا المسار يعني تثبيت واقع جديد في الجغرافيا والسياسة على حساب الحق الفلسطيني، وأن صمت العالم أمامه يرتقي إلى مستوى الشراكة الكاملة في جريمة ضد الإنسانية ستظل لعقود شاهداً دامغاً على انهيار منظومة القيم والقانون والضمير البشري.
غزة ستبقى عنوانا للصمود والتحدي
وختم دلياني بالتأكيد على أنّ الشعب الفلسطيني، رغم الكلفة الباهظة والمعاناة الإنسانية، لن يسمح بمرور هذا المشروع الاستعماري، وأنّ غزة ستبقى عنوانا للصمود والتحدي. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف ما وصفه بـ"التطهير الديمغرافي" الذي يشكّل جريمة لا تسقط بالتقادم، مؤكداً أن التاريخ سيسجّل المواقف، وأنّ الشعوب لا تُباد بقرارات عسكرية مهما بلغت وحشيتها.
وشدّد دلياني على أنّ معركة الوجود في غزة ليست معركة جغرافيا فحسب، بل معركة هوية وذاكرة وتاريخ، لن تنجح أي قوة استعمارية في محوها. فالأرض، كما قال، تنتمي لأصحابها، والحقّ الفلسطيني عصيّ على الإلغاء مهما طال زمن العدوان.