أمين مفتاح كنيسة القيامة يكشف لـ"مصر تايمز" تضييقات الاحتلال على الوجود المسيحي في فلسطين بعد غلق جبل الطابور
في قلب الأرض المقدسة، حيث تجلّى السيد المسيح أمام تلاميذه، يفترض أن تتلألأ شموع عيد التجلي المجيد، وتعلو أصوات الترانيم والصلوات، لكن هذا العام، جاء العيد محاطا بالحواجز والقيود، إذ أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جبل الطابور أمام آلاف المؤمنين، وحُرِموا من أداء شعائرهم في المكان الذي يشع قداسة وتاريخا، وهكذا، تحولت فرحة العيد إلى صرخة حزن على حرية العبادة المهدورة وعلى التضييق المستمر على الوجود المسيحي في فلسطين.
أمين مفتاح كنيسة القيامة يكشف لـ"مصر تايمز" تضييقات الاحتلال على الوجود المسيحي في فلسطين
انتهى قبل أيام قليلة عيد التجلي المجيد، الذي احتفل به العالم المسيحي يوم الأربعاء 6 أغسطس 2025، وهو العيد الذي يخلد حدث تجلي السيد المسيح أمام تلاميذه على جبل الطابور.
إغلاق الجبل ليلة العيد
أديب جوده الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، أنه للسنة الثالثة على التوالي، لم يتح للمؤمنين المسيحيين في الأرض المقدسة أن يحيوا هذا العيد في موقعه الطبيعي على جبل الطابور.
و أوضح أديب جوده الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق الجبل ليلة العيد، ومنعت آلاف الحجاج من الوصول إلى كنيسة التجلي للمشاركة في القداس والطقوس الدينية، بحجج أمنية وتنظيمية واهية.
وأضاف الحسيني، أن ما جرى لا يمثل مجرد إجراء إداري عابر، بل هو انتهاك صارخ لحرية العبادة، واعتداء مباشر على قداسة هذا الموقع المسيحي العالمي. لقد حرم المؤمنون من الصلاة والاحتفال في المكان الذي تجلى فيه السيد المسيح، في مشهد مؤلم يعكس التضييق المستمر على الوجود المسيحي في الأرض المقدسة.
وتابع لقد انتهى عيد التجلي هذا العام وسط غصة كبيرة في قلوب المؤمنين، ورسالة واضحة للعالم بأن حرية العبادة في الأراضي المقدسة تتعرض لتآكل ممنهج.
ودعا أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، المجتمع الدولي، ومجلس الكنائس العالمي، وجميع المؤسسات الروحية والحقوقية إلى أن تتحمل مسؤوليتها، وأن تضغط من أجل ضمان فتح جبل الطابور في الأعوام المقبلة أمام المؤمنين، ليعود عيد التجلي إلى مكانه الطبيعي، عيداً للصلاة، والنور، والسلام.
عيد التجلي هذا العام لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل رسالة صامتة عن حجم التحديات التي يواجهها المسيحيون في الأرض المقدسة، حرمان المؤمنين من الصلاة في جبل الطابور يعكس استمرار التضييق على حرية العبادة ويضع ضوءًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الروحية والحقوقية، فالأمل يبقى أن يعود جبل الطابور في الأعوام المقبلة منارة للسلام والنور، مكانًا للاحتفال بالإيمان كما أراده التاريخ والمقدسات، بعيدًا عن القيود والحواجز.