عميد دار العلوم: اللغة العربية جوهر الهوية ولن تستعيد مكانتها إلا بإرادة سياسية وتعليم منظم
قال الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، إن اللغة العربية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية، التي تعاني حاليًا من أكبر انتهاك على المستويين التاريخي والجغرافي.
وأوضح "بلبولة" في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء السبت، أن اللغة العربية ليست مجرد وعاء للتعبير وإنما هي المعادل الموضوعي للهوية، وقد أثبتت قدرتها على الصمود والنجاة في أصعب الظروف.
وأشار إلى التحديات التي تواجهها في ظل الانفتاح العالمي ووسائل التواصل الاجتماعي وانتشار ما يُعرف بـ"الفرانكوعرب"، معتبرًا أن النظر إلى العربية على أنها "موضة قديمة" يمثل خطرًا على الوعي الجمعي.
وأكد أن اللغة العربية حاملة للحضارة، إذ أسهمت مؤلفاتها في نقل العقل الإنساني نقلة كبيرة عبر العصور.
وأضاف أن استعادة مكانة اللغة لن تتحقق إلا عبر إرادة سياسية، وهي إرادة متوفرة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن البداية يجب أن تنطلق من المدرسة.
وشدد بلبولة، على ضرورة ترسيخ الدراسة باللغة العربية في المراحل التعليمية الأولى، لافتًا إلى أن مزاحمة اللغات الأخرى في هذه المراحل تربك الطالب وتشتت تركيزه.
ودعا إلى عودة المدرسة ككيان تعليمي منظم تابع للدولة يضع ضوابط وحدودًا واضحة للعملية التعليمية، مؤكدًا أن التعليم الحكومي في المراحل الأولى هو السبيل لترسيخ الهوية اللغوية.
وختم بقوله: "حين يتأسس الطالب بلغته الأم سيتمكن من تلقي المعارف باللغات الأخرى بسهولة، وسيستعيد العقل عافيته وقدرته على الإنتاج".