الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

أسامة فخري: نعيش في عصر تدفق الأفكار ولا بد من "الانتقاء الواعي" لا السطحي

الأحد 27/يوليو/2025 - 10:39 م
الدكتور أسامة فخري
الدكتور أسامة فخري

قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إننا نعيش في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا بلا توقف، وعالم الأفكار بلا حدود، حيث يمكن لأي إنسان أن يرى ما يحدث في أقصى الأرض في لحظة، وهذا الانفتاح الكبير يوجب على المسلم أن يتعامل مع عالم الأفكار بحذر ووعي، لا بمرور عابر ولا بإنكار مطلق ولا بقبول عشوائي، بل بـ"الانتقاء الواعي".

وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن المفهوم الذي طرحه الدكتور أحمد الرخ حول أن "العقل يجب أن يكون كالمصفى" هو تعبير بالغ الدقة، مشيرًا إلى أن التصفية تعني التمييز بين الغث والسمين، بين النافع والضار، وبين ما يُبنى عليه وما يُلقى جانبًا، وللعقول ثلاثة أنواع: العقل السطحي، والعقل العميق، والعقل المستنير.

وبيّن أن العقل السطحي هو العقل الذي ينشغل بالظواهر دون تحليل أو تأمل، فهو يركض خلف الأخبار السطحية، من تزوج؟ من خاصم؟ من طلق؟ دون أن يقف على أسباب أو نتائج.

وأضاف: "هذا العقل يعيش في رمال متحركة لا ينتج فكرة ولا يصنع حضارة، لأنه ببساطة لا يفكر بعمق"، أما العقل العميق، فهو على النقيض تمامًا، حيث يتأمل الظواهر، وينظر في المعطيات، ويحللها ليصل إلى الغايات، يشبه من يحل مسألة هندسية بمعطيات ومطلوب، هذا العقل يرى في الكون آيات لله، ويتدبرها، فيكون سببًا في الإبداع والاكتشاف والاختراع، وهو بذلك من صُنّاع الحضارة والعمران.

وأضاف الدكتور الجندي أن العقل المستنير هو أرقى درجات التفكير، لأنه يجمع بين التحليل العقلي العميق والإيمان بالله عز وجل. فكل ما ينتجه من علم واكتشاف وربط بين الظواهر، يربطه بالخالق سبحانه وتعالى، فيزداد به الإنسان إيمانًا وعمرانًا في الوقت ذاته. وقال: "العقل المستنير هو الذي يرى في كل ابتكارٍ سرًا من أسرار الله، وفي كل ظاهرةٍ آية من آياته".

وأكد على أن التحدي اليوم ليس في كثرة الأفكار، بل في كيفية التعامل معها، واختيار ما يوافق الحق والعقل والدين، فالعقول التي تبني هي العقول التي تُفكر بعمق وتستنير بالإيمان، لا تلك التي تمر مرور العابرين أو تغرق في ضجيج السطحيات.