عاجل.. العثور على جثة طبيبة مصرية مدفونة في غابة بألمانيا بعد 7 أشهر من اختفائها

في واقعة هزّت الجالية المصرية في ألمانيا، عثرت السلطات الألمانية على جثة الطبيبة المصرية الشابة "إيمان" مدفونة داخل إحدى الغابات النائية، وذلك بعد مرور ما يقرب من سبعة أشهر على بلاغات باختفائها في ظروف غامضة.
العثور على جثة طبيبة مصرية مدفونة في غابة بألمانيا
وبحسب ما أعلنت عنه وسائل إعلام ألمانية، فإن الشرطة توصلت إلى موقع الجثة بعد جهود مكثفة من البحث والتحقيق، حيث تبيّن أن الطبيبة كانت قد اختفت منذ شهور دون أن تترك خلفها أي أثر، ما أثار الشكوك حول احتمالية تعرّضها لجريمة قتل متعمدة.
الجثة عُثر عليها في حالة تحلل، مدفونة بطريقة توحي بوجود شبهة جنائية، ما دفع السلطات لفتح تحقيق موسع تحت إشراف النيابة العامة الألمانية، التي أمرت بإجراء تشريح للجثمان لتحديد ملابسات الوفاة والتوقيت الدقيق لها. كما بدأت الشرطة في استدعاء عدد من الأشخاص المقربين من الطبيبة والاستماع لأقوالهم.
الراحلة د. إيمان، بحسب معارفها وزملائها، كانت تتمتع بسمعة طيبة وتعمل في أحد المراكز الطبية في ألمانيا، وقد اعتادت التواصل مع أسرتها بشكل دوري، إلى أن انقطعت أخبارها فجأة منذ ما يقرب من سبعة أشهر، مما دفع الأسرة لتقديم بلاغ رسمي للشرطة الألمانية، إلا أن تطورات القضية ظلت غامضة حتى إعلان العثور على الجثمان أخيرًا.
الحادثة أثارت صدمة واسعة بين أفراد الجالية المصرية والعربية في ألمانيا، وطالب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة الكشف عن القاتل وتقديمه للعدالة في أسرع وقت، معربين عن حزنهم العميق لفقدان شابة ناجحة كانت تمثل نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية بالخارج.
من جانبها، تتابع الجهات القنصلية المصرية في ألمانيا تطورات التحقيق بالتنسيق مع السلطات الألمانية، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن استلام الجثمان ومتابعة تفاصيل القضية حتى الكشف الكامل عن ملابساتها.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى أواخر العام الماضي، عندما أبلغت أسرة الطبيبة إيمان عن اختفائها المفاجئ، بعدما فقدوا التواصل معها لأيام متتالية، وهو أمر لم تعتده الأسرة من قبل، خاصة وأنها كانت تواظب على الاتصال بذويها بانتظام.
ورغم تقديم بلاغات رسمية في حينها، أكدت الشرطة الألمانية في بداية الأمر أنها لم ترصد ما يشير إلى تعرض الطبيبة لأي تهديد مباشر، وظلت التحقيقات تدور في دائرة البحث التقليدي دون نتائج حاسمة. ومع مرور الوقت، بدأت الشكوك تتزايد لدى الأسرة وأصدقائها بشأن احتمال تعرضها لجريمة، خصوصًا بعد أن تبين أن هاتفها المحمول توقف عن العمل، ولم تُستخدم أي من بطاقاتها البنكية.
وفي ظل غياب أي دلائل واضحة، كثفت الشرطة مجهوداتها لاحقًا، وقامت بتمشيط عدد من المناطق المحيطة بمحل سكن الطبيبة، حتى قادتها التحريات أخيرًا إلى إحدى الغابات القريبة، حيث تم العثور على الجثة مدفونة على عمق متوسط وتظهر عليها آثار تحلل شديد بسبب مرور الوقت والعوامل البيئية.
وفور التأكد من هوية الجثة عبر تحليل الحمض النووي، باشرت السلطات الجنائية إجراءات التحقيق الموسع، وبدأت بفحص كاميرات المراقبة ومراجعة سجلات المكالمات وتحديد آخر من تواصل مع الطبيبة قبل اختفائها، بالإضافة إلى فحص علاقتها الاجتماعية والشخصية في محيط عملها وسكنها.
وحتى الآن، لم تعلن الشرطة الألمانية عن تفاصيل الجاني المحتمل أو دوافع الجريمة، مشيرة إلى أن التحقيقات ما زالت في مراحلها الأولى، وأنها تتعامل مع القضية بحساسية نظرًا لتعقيداتها.
الواقعة أثارت موجة تضامن واسعة مع أسرة الطبيبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الآلاف عن حزنهم الشديد لفقدانها، مطالبين بضرورة تدخل السفارة المصرية لمتابعة القضية عن قرب، وضمان محاسبة المسؤول عن هذه الجريمة التي صدمت الجميع.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن السفارة المصرية في برلين تتابع باهتمام بالغ تفاصيل الواقعة، وقدمت الدعم الكامل لأسرة الفقيدة، وتواصلت مع السلطات الألمانية للمشاركة في التحقيقات والتعرف على الملابسات الرسمية للحادث تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لنقل الجثمان إلى مصر ودفنه في مسقط رأسه.