الإثنين 08 ديسمبر 2025 الموافق 17 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

عاجل.. "طفل المرور" يعود من جديد..إعتداء وحشي أدخل شاباً العناية المركزة..ما القصة

السبت 24/مايو/2025 - 07:30 م
الواقعه
الواقعه

في مشهد يعيد إلى الأذهان قضية أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع المصري قبل سنوات، عاد "طفل المرور" المعروف إعلاميًا بهذا اللقب، واسمه الحقيقي أ. أبو المجد، إلى الواجهة مجددًا، هذه المرة لم يكن السبب مخالفة مرورية أو تعديًا على شرطي، بل حادث اعتداء عنيف كاد أن يودي بحياة شاب في مقتبل العمر.

بلاغ من والد المجني عليه

فجر الأربعاء الماضي، تلقى قسم شرطة المقطم بلاغًا من خالد السيد، والد الطالب يوسف خالد، يتهم فيه "أ. أبو المجد" بالاعتداء على نجله بشكل وحشي أدى إلى إدخاله العناية المركزة.

وأفاد البلاغ بأن الجاني كان بصحبة اثنين من أصدقائه، وأنهم كانوا يستقلون سيارة ملاكي، وقاموا بانتظار يوسف أمام منزله أثناء توجهه لأداء امتحاناته الدراسية، وانهالوا عليه بالضرب مستخدمين عصا بيسبول.

"عصا بيسبول وضرب مبرّح"

بحسب شهادة شهود العيان وكاميرات المراقبة، ترصّد الجناة المجني عليه منذ الصباح الباكر، وما إن خرج من منزله حتى باغتوه وانهالوا عليه بالضرب.. ووفقًا للتحريات، استخدم "طفل المرور" عصا بيسبول ووجّه عدة ضربات متتالية إلى رأس ووجه يوسف، بينما تكفّل شريكاه بتثبيته وضربه في أنحاء متفرقة من جسده.

إصابات بالغة تنذر بالخطر

نُقل يوسف على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث تم إدخاله إلى غرفة العناية المركزة، ولا يزال تحت الملاحظة الدقيقة منذ ثلاثة أيام. وبيّن التقرير الطبي إصابته بـ:

اشتباه كسر في الجمجمة

نزيف داخلي بالأذن الوسطى

تورم شديد حول العين اليمنى

كدمات وسحجات متعددة في الوجه والشفتين

تورم في اليدين
وصف الأطباء حالته بأنها "حرجة"، ويحتاج إلى مراقبة مستمرة منعًا لأي مضاعفات.

خلافات مدرسية تتحول إلى عداء دموي

كشفت التحريات أن الحادث لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة خلافات سابقة نشبت بين المجني عليه ومجموعة من زملائه، من بينهم شقيق فتاة كانت زميلة لهم بالمدرسة، وعلى خلفية هذه التوترات، توعّد "أ. أبو المجد" يوسف وأصدقاءه أكثر من مرة، حتى قرر تنفيذ تهديده صباح الأربعاء، فيما بدا كـ كمين مُخطط له مسبقًا.

ضبط المتهمين والتحقيقات مستمرة

نجحت أجهزة الأمن في القبض على "أحمد أبو المجد" وشريك له، بينما تتواصل عمليات البحث لضبط باقي المتهمين، وأحيلوا جميعًا للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وقررت حبسهم احتياطيًا على ذمة القضية، ومن المتوقع أن توجّه لهم تهم الشروع في القتل، إلى جانب الضرب المفضي إلى عاهة مستديمة في حال ثبوت التلفيات الجسدية الدائمة في جسد المجني عليه.

سجل من العنف والنجاة من العقوبة

يُذكر أن أحمد أبو المجد كان بطلًا لقضية شهيرة قبل سنوات، عُرفت باسم "طفل المرور"، حين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهره وهو يعتدي على فرد شرطة مرور ويسخر منه، مستخدمًا سلطته والده، ورغم إصدار حكم بإيداعه في إحدى دور الرعاية، تم إلغاء الحكم لاحقًا، وتم الاكتفاء بتدابير تأديبية لم تفلح - كما يبدو - في تعديل سلوكه.

عودة الطفل إلى الواجهة بهذه الطريقة تثير جدلًا واسعًا حول فعالية الإجراءات التأديبية السابقة، وتطرح تساؤلات عن البيئة الاجتماعية والتربوية التي نشأ فيها، وعن الحصانة الاجتماعية التي تجعله يكرر اعتداءاته دون خوف من العقاب.

تساؤلات مشروعة ومطالب بالمحاسبة

تصدّر أسم "طفل المرور" مواقع التواصل مجددًا، وعبّر آلاف المستخدمين عن غضبهم من تكرار اسم المتهم في قضايا عنف، مطالبين بتطبيق القانون بشكل حاسم، ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته، وعدم التهاون مع أي محاولة لإخفاء الحقائق أو التدخل في مجريات العدالة.

تبقى أنظار الرأي العام معلقة على مصير الشاب يوسف خالد، الذي يقاوم في العناية المركزة، وعلى مسار التحقيقات التي ستحدد ما إذا كان "طفل المرور" سيواجه هذه المرة العدالة الحقيقية، أم أن القصة ستُطوى كما طويت في السابق، تاركة جرحًا جديدًا في ذاكرة المجتمع المصري.