الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الديمقراطيون يسابقون الزمن لمساءلة ترامب بشأن اقتحام الكونجرس

الثلاثاء 12/يناير/2021 - 09:53 م
جانب من الأحداث في
جانب من الأحداث في الولايات المتحدة

يمنح الديمقراطيون الرئيس دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، المنتهيه ولايته، فرصة أخيرة اليوم الثلاثاء، لترك المنصب قبل أيام من انتهاء ولايته وإلا واجه مساءلة للمرة الثانية في حدث لم يسبق له مثيل، وذلك بسبب اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في السادس من يناير.

ويعتزم مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون التصويت ربما غدا الأربعاء على بند المساءلة الذي يتهمه بالتحريض على التمرد ما لم يقدم استقالته أو يتحرك نائبه مايك بنس لعزله بموجب مادة في الدستور.

وفي أول ظهور علني له منذ اقتحام الكونجرس، انتقد ترامب الديمقراطيين لمضيهم قدما في مسعى المساءلة.

وقال للصحفيين لدى مغادرته إلى زيارة للجدار الحدودي مع المكسيك قرب تكساس "المساءلة تثير قدرا كبيرا من الغضب". 

ودافع أيضا عن التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي لحشد من أنصاره قبل أن يعمد بعضهم مباشرة إلى اقتحام الكونجرس، قائلا "لا أريد عنفا".

غير أن الرئيس الجمهوري لم يجب على سؤال لصحفي عما إذا كان سيستقيل.

ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب اليوم الثلاثاء على قرار يدعو بنس، الجمهوري، إلى تفعيل التعديل 25 بالدستور، وهو مادة لم يسبق استخدامها وتتيح لأغلبية أعضاء الحكومة عزل الرئيس إذا عجز عن أداء واجبات المنصب.

ويقول مستشارون لبنس إنه يعارض الفكرة. 

وأثار العنف بمبنى الكونجرس خلافا حادا بين ترامب وبنس، ولم يتحدث الاثنان معا لأيام قبل أن يلتقيا في البيت الأبيض أمس. 

وقال مسؤول كبير في الإدارة إنهما تناولا في الاجتماع ما حدث من أعمال شغب.

وأضاف المسؤول "أجرى الاثنان حوارا مثمرا ناقشا خلاله (جدول أعمال) الأسبوع المقبل واستعرضا عمل الإدارة وإنجازاتها خلال السنوات الأربع الماضية".

وقال زعماء الديمقراطيين إنه إذا لم يقدم ترامب استقالته، أو لم يتحرك بنس بحلول يوم الأربعاء فإنهم سيطرحون إجراءات مساءلة الرئيس في مجلس النواب، بعد أسبوع واحد من أعمال الشغب التي أجبرت أعضاء الكونجرس على الاختباء لساعات وأودت بحياة خمسة بينهم ضابط بالشرطة.

وقال اثنان من المشرعين الديمقراطيين، وهما براميلا جايابال وبوني واطسون كولمان إن نتائج الفحوص أظهرت إصابتهما بـ"كوفيد-19" بعد أيام من قضائهما ساعات مع زملاء آخرين، منهم جمهوريون لم يكونوا يضعون الكمامات، خلال هروبهما من الحشود التي اقتحمت مقر الكونجرس.

* توبيخ جمهوري
ومن ناحية أخرى، كتب عضو الكونجرس توم ريد، وهو جمهوري معتدل، في مقال رأي بصحيفة نيويورك تايمز يقول إنه وزملاءه بالمجلس سيطرحون تشريعا يحمل توبيخا لترامب اليوم الثلاثاء كبديل لإجراءات المساءلة "المتسرعة المثيرة للانقسام". 

غير أن مصدرا مطلعا نقل عن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب قولها لزملائها الديمقراطيين في مؤتمر عبر الهاتف أمس الاثنين إن التوبيخ "سيكون تخليا منا عن المسؤولية".

وطرح الديمقراطيون بمجلس النواب أمس تشريعا من مادة واحدة لمساءلة ترامب تمهيدا لعزله بتهمة "التحريض على التمرد" بعد خطاب حماسي حض فيه الآلاف من أنصاره على التوجه إلى مبنى الكونجرس حيث كان الأعضاء مجتمعين للتصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر.

وقالت بيلوسي "تهديد الرئيس لأمريكا عاجل، وهكذا سيكون أيضا تحركنا".

وتبدو احتمالات نجاح حملة الديمقراطيين في عزل ترامب ضعيفة، مع بقاء ثمانية أيام فقط في ولايته.

ويؤدي قرار المساءلة إلى محاكمة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وهو في عطلة ولن يعود للانعقاد قبل 19 يناير، قبل يوم واحد من تنصيب بايدن. 

وتحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى تصويت ثلثي الأعضاء بالموافقة، الأمر الذي يعني أنه سيتعين انشقاق ما لا يقل عن 17 جمهوريا عن الرئيس الذي أحكم السيطرة على حزبه طيلة الأعوام الأربعة التي قضاها في السلطة.

وقد تستمر محاكمة المساءلة حتى بعد مغادرة ترامب منصبه. وعبر بعض الديمقراطيين عن قلقهم من أن يعرقل عقد محاكمة جدول أعمال بايدن مما يبطئ التصديق على مرشحيه لشغل المناصب في الإدارة الجديدة ويصرف الانتباه عن أولويات تشريعية مثل حزمة إعانات جديدة للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا.

وقال جو مانشين عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي المعتدل لقناة فوكس نيوز الإخبارية أمس الاثنين إنه يعتبر مسعى المساءلة "غير حكيم" لأن الإدانة تبدو مستبعدة.

وقال بايدن أمس الاثنين إنه يأمل أن يتمكن مجلس الشيوخ من مواصلة أعماله على النحو المعتاد إذا انعقدت محاكمة المساءلة، ربما عن طريق تقسيم ساعات عمله بين الأمرين.

* إسكات ترامب
ولم يظهر ترامب علنا منذ يوم اقتحام الكونجرس إلى أن غادر اليوم إلى تكساس.

وانقطعت وسيلة ترامب المفضلة في التواصل في الأسبوع الماضي عندما أغلق موقع تويتر حسابه تماما قائلا إنه قلِق من احتمال استخدامه للتحريض على المزيد من الفوضى.

وأحدثت أفعال الرئيس انقساما بين الجمهوريين حيث طالبه عدد من أعضاء مجلس النواب بالتنحي على الفور أو صرحوا بأنهم يفكرون في دعم المساءلة.

والموافقة على المساءلة مرجحة على ما يبدو، إذ يقول المشرعون الذين صاغوا الاتهام الرسمي إن ما لا يقل عن 214 من 222 ديمقراطيا في المجلس يؤيدونها بالفعل.

وكان مجلس النواب قد ساءل ترامب في ديسمبر كانون الأول 2019 فيما يتعلق بضغطه على أوكرانيا للتحقيق في تصرفات بايدن لكن مجلس الشيوخ الخاضع لسيطرة الجمهوريين برأه من التهمة في فبراير2020. 

ولم يسبق أن خضع للمساءلة سوى رئيسين أمريكيين آخرين.

وبعد أحداث عنف الأسبوع الماضي، شددت السلطات إجراءات الأمن قبل مراسم تنصيب بايدن التي جرى تقليصها على نحو كبير بسبب جائحة كورونا.

ونشرت السلطات 15 ألفا من الحرس الوطني في واشنطن، ومُنع السائحون من زيارة نصب واشنطن التذكاري بسبب تهديدات بعض أنصار ترامب بمزيد من العنف.

وقال مسؤول بجهات إنفاذ القانون الاتحادية لرويترز إن مكتب التحقيقات الاتحادي حذر من أن هناك احتجاجات مسلحة مزمعة في واشنطن وكل عواصم الولايات الأمريكية الخمسين قبل العشرين من يناير.