الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

السحر الأسود

الجمعة 08/يناير/2021 - 07:43 م

أراه في أحلامي، أشعر وكأن يديه تلمسني، تلمس وجهي وشعري وعنقي، لا أعلم إن كان هذا حلما أو كابوسا، ولكنني أستيقظ سعيدة ثم يلاحقني إحساس الذنب والندم طوال اليوم، لا ينبغي أن أكون هكذا.
 
اسمي إيمان، تخرجت في كلية الآثار جامعة القاهرة وأسرتي ميسورة الحال، والدي يعمل في وزارة الخارجية ووالدتي موظفة كبيرة في التأمينات، تمنيت طوال عمري أن أعيش في قصة حب أسطورية من التي قرأت عنها في الروايات  ورأيتها في الأفلام الرومانسية، تمنيت أن أكون بوسي مثلا في حبيبي دائما وتخيلت حبيبي يشبه نور الشريف في شبابه، حبيب يفعل كل ما بوسعه حتى نبقى معا، حتى بعد الموت.

أسرق من الزمن ساعات قليلة كل أسبوع وأتسكع في شوارع وسط البلد لأتذكره، سرنا هنا سويا مرات ومرات، اشترى لي فطورا من هذا المطعم يوما ما، أحفظ كل سينمات وسط البلد وحفلات العاشرة صباحا، لماذا هذا الرجل دون غيره؟ أحببته من أولى جامعة وكان يكبرني بعام، كان مميزا ولكن أكثر ما كان يميزه هو قلبه، قلبه كان يشع نورا يعطيني أملا في الغد، جميل الطلة مبتسم الثغر يعلم كيف يعاملني، كيف يجعلني أغرق فيه دون أن يمد لي أحد طوقا للنجاة،كان ساحرا ووقعت ضحية لسحره، ذهب الساحر وترك تعويذته في قلبي، هل أصبحت ملعونة بعدما  تحول سحر الحب إلى سحر أسود لا أستطيع الخلاص منه.  

الشتاء كان له سر عجيب في هذه العلاقة، بدأت في شتاء 2007 وسافرنا سويا أسوان مع الكلية في الشتاء الذي يليه، شهدت أسوان أول قبلة طبعها على شفتي، شعرت بدفء وسعادة وكان يعاودني هذا الشعور في كل مرة يقترب مني، مرت سنة وانتهت علاقتنا في ثالث شتاء ، عندما يسألني أي شخص لماذا كرهت الشتاء رغم حبي له منذ الصغر لا أجيب، الفراق يجعلك تكره طعم ورائحة كل الأشياء التي كنت تحبها  وتشارك فيها من فارقك.  
 
الخميس 20 يناير 2015

في كل مرة كانت تلمس شفتاه شفتي كنت أشعر بتأنيب الضمير، كأنني أخونه، كأنني عاهرة، لا أنا لست عاهرة، هو زوجي ووالد ابني، ينطق صوتا من داخلي: "إذن فلماذا تتخيلين نفسك في أحضان طارق؟ وحشك مش كدا؟" اخرس، الآن لا أريده أن يشعر بشيء، وبينما تتلامس أجسادنا كأي زوجين ويبتل جلدي بعرق نشوته وسخونة جسده أشعر وكأنه هو، لا لا أنا أحترم وأقدر زوجي، لماذا يحدث هذا؟ كيف لي أن أتخيل نفسي في أحضان رجل آخر؟! أنا لست خائنة، ليقول ذلك الصوت اللعين الذي في رأسي: "لكنكِ على أي حال تمارسين الخيانة".
 
خمس سنوات على فراقه، تزوجت بعده بعام رجل  يعشقني ولا يرفض لي طلبا، يعمل في أحد أجهزة الدولة السيادية ويوفر لي حياة مرفهة، لماذا لم أستطع أن أبادله نصف شعوره؟ لماذا لا أنسى؟ تركت طارق بعد عدم موافقة أهلي بسبب ظروفه المادية ووافقتهم الرأي بعد محاولات إقناع أمي لي، فلماذا في ظل هذه الظروف المادية الميسرة أنا غير سعيدة؟
 
ضميري يؤنبني، لا أعلم هل يؤنبني لأنني أخون زوجي في خيالي مع طارق، أم أخون طارق بجسدي مع زوجي؟ جسدي يرفض أن يداعبه ويلمسه سواه، أشعر وأن زوجي يغتصبني، هل يعقل هذا؟! زوج يغتصب زوجته!
أمي تصفني بالجنون، من يرفض هذه الحياة الرغدة الجميلة من أجل المجهول؟! أنا فعلا لا أعلم أين هو الآن؟ كيف اجتاز علاقتنا؟ هل يشارك غيري لحظاته السعيدة الآن؟ هل تزوج؟ لا أعلم، تحدثني نفسي بأنه طالما يأتي لي في أحلامي ربما أنا أزوره أيضًا في أحلامه، لو كان هذا صحيحا إذن فلماذا لم يحاول مرة واحدة أن يصل لي؟ اكتفى بالأحلام مثلي؟
 
الخميس 20 سبتمبر 2015

يا له من شتاء قارس هذا العام! العاصفة وصوت المطر يعزفان لحنا حزينا، اقترب مني زوجي واحتضنني من خلفي وأنا أحضر القهوة، أشعر بأنفاسه وحرارة جسده المشتاق لي، أحاول منذ شهور التهرب منه بكل الطرق ، لا أريد خيانته حتى في خيالي، لا أريد أن أكون عاهرة في نظر نفسي، التفتت له وارتميت في أحضانه وأنا أبكي كالطفلة الصغيرة، ثم قلت له: "أريد الطلاق".