الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عملية الغزو البري تثير الخلافات.. انقسامات عميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. وواشنطن تقترح "خطة بديلة" تتضمن عزل رفح عن بقية القطاع وتأمين الحدود بين مصر وغزة

الأربعاء 03/أبريل/2024 - 01:49 م
صورة ارشيفية من غزة
صورة ارشيفية من غزة

كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الانقسامات العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن العملية الإسرائيلية المخطط لها في رفح، كانت واضحة في الاجتماع الافتراضي، الذي عقد بين كبار مسؤولي البلدين.

 

وعُقد الاجتماع الافتراضي، الذي استمر ساعتين ونصف هذا الأسبوع، بعد أن ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاجتماع في وقت سابق، بسبب قرار الولايات المتحدة بعدم استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.


محادثات جادة
وحسب الموقع الأمريكي، ترأس مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الجانب الأمريكي في المحادثات. ومن الجانب الإسرائيلي، حضر وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، كما شارك في اللقاء العديد من مسؤولي الدفاع والسياسة والاستخبارات من الجانبين.

 

وقال مصدران إن "الاجتماع كان عملياً وبناءً، على الرغم من خلافات الحليفين"، حيث أجرى الجانبان مناقشة جادة بهدف التوصل إلى تفاهم، وليس مجرد الحديث مع بعضهما البعض.

 

وأوضح الموقع أن اللقاء بين الحليفين ركز على كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني في جنوب مدينة غزة، إذ كررت إدارة بايدن قلقها من أن يؤدي الإخلاء السريع وغير المنظم إلى كارثة إنسانية.

 

تشكيك أمريكي
ومن جهتها، قالت 3 مصادر مطلعة،: "إن الجانب الإسرائيلي قدم أفكاراً عامة لديه بشأن إجلاء المدنيين، وقال إن التنفيذ قد يستغرق 4 أسابيع على الأقل وربما أطول، اعتماداً على الوضع في الأرض"، وأضافت أن "الجانب الأمريكي قال إن هذا تقدير غير واقعي، وأبلغ الإسرائيليين أنهم يقللون من صعوبة المهمة".

 

وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا الإسرائيليين، أن الأزمة الإنسانية في غزة التي تدهورت خلال الأشهر الخمسة الماضية، لا تخلق الثقة في قدرة إسرائيل على إجراء إجلاء فعال ومنظم للمدنيين من رفح.

 

ووفقاً لمصدرين، قال أحد ممثلي الولايات المتحدة في الاجتماع إن "عملية الإخلاء المخطط لها والمدروسة بشكل كاف قد تستغرق ما يصل إلى 4 أشهر". ورفض الإسرائيليون هذا الادعاء.

 

مجاعة في غزة
وفي سياق متصل، قال مصدران إن سوليفان حذر الإسرائيليين في الاجتماع من أن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، قد تصدر في الأسابيع القليلة المقبلة إعلاناً عن المجاعة في غزة.

 

ولفتت المصادر إلى أن "سوليفان أبلغ الإسرائيليين أنه إذا حدث ذلك فسيكون هذا هو الإعلان الثالث فقط من نوعه في القرن الـ 21".


وأضافت "قال سوليفان إن ذلك سيكون سيئاً لإسرائيل والولايات المتحدة".

 

وحسب مصدرين، قال الإسرائيليون إنهم لا يتفقون مع أن غزة على حافة المجاعة، وزعموا أن جيش الدفاع الإسرائيلي لديه أفضل المعلومات حول الوضع في غزة، وقالوا إن التقديرات الأخرى تستند إلى معلومات كاذبة.

 

وقال أحد المصادر إن "الجانب الأمريكي أبلغ الإسرائيليين أنهم الوحيدون في العالم الذين يزعمون أن غزة ليست على وشك المجاعة"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تتفق مع التقييم الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالوضع في شمال غزة، وشددت على أن إنكار المشكلة ليس موقفاً جيداً بالنسبة لإسرائيل.


اقتراح خطة بديلة
وأوضح مصدران أن الولايات المتحدة قدمت أيضاً أفكارها الأولية لنهج بديل لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.

 

وقال المصدران إن:"البديل الأمريكي، الذي تم تقديمه بعبارات واسعة، يشمل عزل رفح عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف كبار قادة حماس في المدينة، وتنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية".

 

وذكرت المصادر أن الرسالة الرئيسية من الولايات المتحدة، كانت أنه بينما تحتاج حماس إلى الهزيمة في رفح، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العمل بشكل أبطأ، وبكثافة أقل مما فعل في مدينتي غزة وخان يونس.

 

هزيمة حماس
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع، قال الطرفان إنهما اتفقا على أنهما يشتركان في الهدف المتمثل في رؤية حماس مهزومة في رفح.

 

وجاء في البيان حسب ما نقلت أكسيوس: "إن الجانب الأمريكي أعرب عن قلقه إزاء مختلف مسارات العمل في رفح. ووافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار".

 

وأوضح أن الطرفان اتفقا على عقد اجتماعات افتراضية منفصلة لـ 4 مجموعات عمل من الخبراء في الأيام الـ 10 المقبلة، ستركز على جوانب مختلفة لعملية رفح المحتملة: الاستخبارات والخطط العملياتية، وحلول المساعدات الإنسانية، وكيفية تأمين الحدود بين مصر وغزة.

 

وقالت مصادر إنه "بعد اجتماع مجموعات العمل هذه، سيتم عقد اجتماع آخر رفيع المستوى شخصياً في واشنطن في وقت ما خلال الأسبوعين المقبلين".