السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

في ذكرى وفاته.. برقية عاجلة من أحمد زكي إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك

الأربعاء 27/مارس/2024 - 10:33 م

27 مارس 2005 تحل ذكرى رحيل أحد عباقرة فن الأداء التمثيلي في الشرق الأوسط في القرن العشرين أحمد زكي.

 

لم يكن أحمد زكي  فنان كبير ضمن قائمة شرف كبيرة  بأسماء الفنانين الكبار الذين قدموا لنا  فن و إبداع و ثقافة ولكن أحمد زكي تخطي هذا ليكون واحداً من عباقرة فن التمثيل و الإبداع الفني.


الفنان العبقري أحمد زكي الذي قدم أعمالاً تعد علامات يقف أمامها التاريخ الفني في فخر و شرف و كان من أفضل من عبًر بفنه عن طبقة البسطاء و المهمشين حتي أنه إستطاع أن يعبًر أيضاً عن طبقة رجال السلطة و الأعمال و أصحاب السطوة و النفوذ.

 

قدم أعمالاً فنية جمعت بين النجاح الفني و الجماهيري و حصد عنها جوائز دولية في مختلف مهرجانات العالم، ولكن يظل فيلم {  أيام السادات } الذي قام ساهم بإنتاجه وقدمه عام 2001 هو أهم فيلم قدمه في حياته حسبما قال هو بنفسه. 

 

ويرجع السبب في ذلك لأن الفيلم رغم نجاحه الجماهيري المدوي إلا أنه أصبح حدث يتحدث عنه جموع الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. 

 

ويُذكر أن أسرة الزعيم الراحل محمد أنور السادات كانت تبكي علي كل مشهد من مشاهد أحمد زكي بسبب التشابه الكبير بين السادات و أحمد زكي ليس فقط في الشكل بل أيضاً في أداء أحمد زكي الذي جعل السيدة جيهان السادات يغشي عليها في أول مرة شاهدته للتطابق الكبير بين أحمد زكي و الرئيس السادات. 

 

هذا و قد  تم عرض الفيلم  عرض خاص علي السيد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك و أسرته و لفيف من كبار رجال الدولة و ذلك بناء على طلب الرئيس محمد حسني مبارك نفسه.


ونال إشادة كبيرة من الرئيس مبارك حتي أن الرئيس مبارك قال لأحمد زكي {أنت خلتني أشعر بأن السادات عاد إلي الحياة من جديد} وإنهمرت دموع أحمد زكي بعد ذلك التصريح وقام أحمد زكي يسجد شكر لله أمام كل الحاضرين.

 

وفي  سابقة لم تحدث من قبل منح الرئيس مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لكل من أحمد زكي و محمد خان و السيناريست أحمد بهجت وباقي أبطال الفيلم نفس الوسام من الطبقة الثانية  هذا و يختص أحمد زكي وحده بشهادة تقدير مع الوسام، وبات هذا الوسام في حضن أحمد زكي مع شهادة التقدير. 

 

وفي غضون أيام فكر أحمد زكي برد التحية والتقدير للرئيس محمد حسني مبارك و ذلك  بإرسال تلغراف في أحدي الجرائد الرسمية يشكر فيها الرئيس محمد حسني مبارك في تقليد هو الأول من نوعه. 

 

وعزم أحمد زكي علي أن يقوم بتجسيد شخصية الرئيس محمد حسني مبارك في فيلم بعد ما جسد شخصية الزعيم جمال عبد الناصر و الزعيم أنور السادات وكان الإتفاق على السيناريو علي أن يجسد شخصية مبارك من بداية حرب أكتوبر المجيدة ويسمي الفيلم الضربة الجوية وهذا ما أعلن عنه أحمد زكي بالفعل 
حتي أنه قام بشراء الملابس الخاصة للشخصية و قام بتقليد الرئيس مبارك في مشيته و أدائه و إلقاء الخطب وذلك أمام بعض أصدقاءه المقربين.


ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يمرض أحمد زكي و يعلم بمرضه الرئيس محمد حسني مبارك ويتصل به تليفونياً ويقول له " لازم تسافر يا أحمد باريس في خلال 48 ساعة"، ليرد زكي قائلًا: "دول شوية برد في صدري يا ريس"، ليكمل الرئيس الأسبق حديثه: "اسمع اللي بقولك عليه يا أحمد أنت ثروة قومية لازم نحافظ عليها".

 

إلي أن شاء الله و رحل أحمد زكي في 27 مارس 2005 بعد صراع مرير مع المرض ولكن كانت جنازته الشعبية أكبر دليل على تقدير و حب الناس له، ونعاه الكثير من رؤساء و ملوك الوطن العربي و علي رأسهم الرئيس  محمد حسني مبارك الذي  نعاه بنفسه في نفس الجريدة الرسمية الذي شكره فيها أحمد زكي.