الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عاجل

كرم جبر: زيارة الرئيس التركي لمصر صفحة جديدة من التعاون.. وبدأنا جني ثمار ملف العلاقات الخارجية

السبت 17/فبراير/2024 - 11:10 ص
 الصحفي كرم جبر
الصحفي كرم جبر

أكد  الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين عنوانها "طي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة"، موضحًا أن الزيارة نتاج للسياسة المصرية الهادئة والعاقلة والرشيدة طوال السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج "مانشيت"، عبر قناة "CBC" مع الإعلامي جابر القرموطي.
 

وأوضح أننا شاهدنا حرب التصريحات المشتعلة من الجانب التركي، فيما كان موقف الجانب المصري هادئًا وعقلانيًا ولم يتم تناول الشأن التركي بشيء مسيء، وهو ما مهد الطريق لجنى الثمار، حيث تم رفع العلاقات للمستوى الاستراتيجي، مشيرا إلى أن الاتفاق وقعه الرئيسين خلال الاجتماع الأخير وهناك زيارة ستكون للرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى تركيا في إبريل المقبل.


وأضاف أنك تجني ثمار السياسية المصرية التي وضعها الرئيس منذ توليه الحكم، مضيفًا أنه تم توقيع اتفاقيات اقتصادية مع تركيا تمكننا من الاستفادة منها، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية طوال الفترة الماضية لم تتراجع ولم تتأثر.


وأشار، إلى أن ذلك يحدث أيضًا مع البرازيل، حيث طلب الرئيس البرازيلي رفع العلاقات بين البلدين للمستوى الاستراتيجي.


وقال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن هناك اتفاقًا حول القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من الطرفين التركي والبرازيلي، مضيفًا أن الرئيس البرازيلي أكد أن إسرائيل تقتل غزة بطريقة غير مسبوقة في التاريخ.

 

مصر وتركيا يعملان على حلحلة الأزمة الليبية 


وأكد على أن مصر وتركيا يعملان على حلحلة الأزمة الليبية، والاتفاق بين مصر وتركيا حول الوضع في ليبيا خطوة جيدة وتؤتى ثمارها في المستقبل، كما أن العلاقات الجديدة بين مصر وتركيا ستعمل على استعادة الأمن في ليبيا، مضيفًا أن توحيد الجيش الليبي والإسراع في الانتخابات سيؤثر على الأمن القومي المصري بالإيجاب لأنه سيقضي على المليشيات المسلحة وكذلك فتح مجال للتعاون في المشروعات الاقتصادية وفتح الحدود وعودة العلاقات كما كانت في الماضي.


وأوضح أن تصريح الرئيس السيسي بوضع خط أحمر في ليبيا كان له أثر كبير في استقرار المنطقة، مضيفًا أنه في مثل تلك الأيام حدث حادث قتل المصريين في سرت ومصر أخذت الثأر في أقل من 24 ساعة وتمكن الجيش المصري من تدمير معسكرات الإرهابيين وكذلك حادث الواحات المؤسف، مضيفًا أن هدوء الأوضاع في ليبيا سيخفف الأعباء الكبيرة التي تتحملها مصر لتأمين الجانب الغربي.

 

ملف الإخوان الهاربين إلى تركيا


وأضاف أن الملف الثاني من الزيارة هو ملف الإخوان الهاربين إلى تركيا، حيث إن المظلة السياسية بين الدولتين الجيدة جدًا والعلاقات التي عادت ستؤدي بالضرورة إلى أن تركيا ستضع حدًا للهجوم على مصر، ولا أعتقد أن الهجوم سيكون بالشكل السافر الذي كان في الماضي، مشيرًا إلى أن تركيا اتخذت عددًا من الإجراءات في العام الأخير لتحجيم الإخوان وتقدمنا عدة خطوات، ومطلوب انعكاس العلاقات على الفصائل الإخوانية الموجودة في تركيا.


وقال إن تركيا دولة صديقية عليها أن تراعي الأمن القومي المصري وأن يتم وقف الحملات الهجومية على مصر، وعليها أن تدرك أن مصر لم تهاجم تركيا ولذلك يجب التعامل بالمثل، مضيفًا أنه ليس مطلوبًا من تركيا أن تلقي القبض على الإخوان وأن تسجنهم ولكن على الأقل وقف الحملات العدائية ضد مصر وذلك وفقًا للعلاقات بين الدول.


وأشار إلى أن إي إخواني حتى من يعيش داخل مصر طالما لم يقتل أو يحرض ضد بلده فلا يتم اتخاذ أي إجراءات ضده، مضيفًا أن أي شخص حتى لو لم يكن إخوان يده تلوثت بالدماء يحاسب فالقانون لا يفرق بين إخواني أو غيره، ولذلك فالإخواني الذي يعيش في تركيا ولم تتلوث يده بدماء المصريين ليس مطلوبًا من تركيا أن تتخذ أي إجراءات ضده.

 

الرئيس السيسي استطاع إنهاء الخصومات الموجودة بين أفراد المجتمع


وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع إنهاء الخصومات الموجودة بين أفراد المجتمع ولم شمل المجتمع وجمعهم في غرفة تفاوض واحدة من خلال تطبيق مفهوم العدالة التصالحية، وأنقذ مصر من أن تعوم على بحر من الدماء بعدما رفض الانصياع وراء بعض المطالبات بمحاكمات شعبية أو أشياء من هذا القبيل، مضيفًا أن مصر قامت بالعدالة التصالحية لذلك لن تقوم بأي إجراءات انتقامية ضد الإخوان طالما لم يحضروا أو يقوموا بعنف ضد بلدهم.


وأكد أن مصر دولة متسامحة ونظام الحكم حكيم ورشيد، يعمل على لم شمل المصريون جميعًا ويقوم باحتوائهم، ويطالب من فترة لأخرى باصطفاف المواطنين خلف الدولة وهذا لم يكن ليحدث لو هناك إجراءات انتقامية.

 

زيارة الرئيس التركي لمصر مبشرة


وأوضح أن زيارة الرئيس التركي لمصر مبشرة وتؤكد أنك طويت صفحة الماضي وبدأت صفحة جديدة من العلاقات والاتفاق بينهما حول الوضع في ليبيا خطوة جيدة وتؤتي ثمارها في المستقبل، مضيفًا أن الرأي العام المصري سعيد بهذه الزيارة، خاصة في وقت تحاول فيه إسرائيل ودول أخرى إقامة حصار على مصر، مضيفًا أن حضور دولتين كبار مثل تركيا والبرازيل إلى مصر للتفاوض وفتح علاقات اقتصادية يؤكد أن لديهم قناعة بجدوى الشراكة مع مصر وثقة في الاقتصاد المصري، في وقت تعاني فيه من أزمة اقتصادية ومشاكل في الدولار.


وقال إننا لو نظرنا إلى الأوضاع في مصر، سنجد أن ما يحدث ليس قبيل الصدفة لأنه خلال عام ونصف تحركت كل المشاكل والأزمات، بما يذكرنا مثلما فعل صندوق النقد الدولي من تنفيذ خطة أوميجا مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الستينيات حينما منع تمويل السد العالي وقام بوقف الصادرات والواردات وإفساد العلاقات بين مصر والدول العربية خصوصًا السعودية لأنهما قوتان كبار في المنطقة، مضيفًا أن على هذه القوى ومن يحركها أن يعلموا أن مصر لن تذل ولن تركع وكثيرًا ما عبرت أزمات.


وأضاف أن هذه ألاعيب ليست بريئة وهي محاولات لممارسة ضغوط بسبب أشياء معينة، مضيفًا أن الغرب طالما تعامل مع مصر بهذا الشكل للضغط علينا مثلما كان يحدث مع الأقباط قديمًا ولكنهم علموا بأن مجرد ورقه للضغط على مصر فعلموا أن مصر هي أمنهم وأمانهم، موضحًا أن ما يمارسه البنك الدولي وصندوق النقد على مصر نتاج لما يحدث في عزة لتقديم تسهيلات، حيث إن هناك ربطًا بين ما يحدث في رفح وصندوق النقد الدولي.


وأشار إلى أنه كلما وقفت مصر على قديمها تحدث مخاوف ولكن كل ذلك كانت الدولة المصرية متوقعاه، مضيفًا أنهم تناسوا أنه قديمًا أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان معاديًا لمصر ولكن حاليًا الوضع مختلف لأن مصر هي رمانة الميزان في المنطقة وهناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل ونصر على التمسك بها طالما تمسك بها الطرف الأخر، ومصر هي الوسيط العادل والأمين بين كل الأطراف، ومصر مثلما قال الرئيس أنها تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف.

 

نريد علاقات طيبة مع أمريكا


وقال إننا نريد علاقات طيبة مع أمريكا، لكن أمريكا التي راعت السلام بين مصر وإسرائيل، وليست أمريكا التي تتحكم فيها إسرائيل حتى أصبحت شريكة في اتخاذ القرارات فكلنا نقرأ أن بعض القرارات الخاصة بالمنطقة تصنع في تل أبيب وليس واشنطن، مضيفًا أن على الأمريكان أن يدركوا أن الرئيس الراحل أنور السادات وروؤساء أمريكا قاموا بالكثير لإزالة العداء بين مصر وأمريكا الذي كان موجودًا في الستينيات، حتى أصبحت مصر شريكًا استراتيجيًا لأمريكا.


وأوضح أن أمريكا كانت عادلة في الفترة التي تمت فيها مباحثات كامب ديفيد ولكن بعد ذلك أصبحت منحازة بالكامل لإسرائيل، مضيفًا أن إسرائيل تحاول إفساد العلاقات المصرية الأمريكية لأنه ليس من مصلحتها أن تكون العلاقات ممتازة رغم أنه إذا تحسبت العلاقات سوف تستفاد إسرائيل.

 

الولايات المتحدة الأمريكية تدفع ثمن من المصداقية العربية


وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع ثمن من المصداقية العربية بسبب ما تقوم به إسرائيل من جرائم في غزة، مضيفًا أن الأمر يزداد صعوبة كلما مر الوقت خصوصًا ونحن على مشارف رمضان، لأنه لو جاء رمضان والحرب مستمرة سيكون الوضع في منتهى الخطورة لأن الجميع سوف يصلي التراويح في الوقت الذي يصلي فيه الفلسيطنيين ويفطرون على بحور من الدماء، وهو ما سيتسبب في اللعنات التي تصب على رأس أمريكا وإسرائيل في كل صلاة والغضب سيعم في المنطقة.

 

 إسرائيل تعرض أمن واستقرار المنطقة إلى خطر كبير


وحول عقد قمة عربية استثنائية حال استمرار المجازر في قطاع غزة، أكد جبر أنها ستكون رسالة تؤكد أن التضامن العربي ما زال حيا وموجودًا، مضيفًا أن إسرائيل تعرض أمن واستقرار المنطقة إلى خطر كبير، مؤكدًا أن ما يحدث في المنطقة الآن يستدعي عقد قمة عربية استثنائية.


وأضاف أنها القمة ستكون رسالة للعالم كله أن العرب جميعًا يرفضون ما يحدث في غزة، وستجعل الشوب العربية تشعر بالارتياح من أن الحكام العرب على قلب رجل واحد، مشيرًا إلى أنه ليس مطلوبًا من القمة استخدام سلاح البترول أو الآت الثلاث ولا فرض حصار أو حرب، ولكن التفكير في مستقبل غزة، خاصة وأن العالم كله أصبح مع حل الدولتين.

 

الجرائم الإسرائيلية لم يعد لها حد


وأشار إلى أن الدماء أصبحت أنهارًا والخسائر أصبحت فادحة والجرائم الإسرائيلية لم يعد لها حد، مضيفًا أنه إذا تعرضت المصالح الإسرائيلية لأي تهديد فسترفع شعار الحرب على الجميع، لذلك يجب وجود موقف عربي واحد لوقف العربدة الإسرائيلية، لأن لبنان قد تكون الضحية الجديدة، موضحًا أن القمة ستجعل أمريكا تشعر أن مصالحها في المنطقة أصبحت مهددة، لأن أمريكا لا زالت تصدر السلاح إلى إسرائيل وتعارض وقف إطلاق النار ولكن إلى متى.


وأستطرد أن المعونات الأمريكية لإسرائيل وصلت إلى 14 مليار دولار، وأمريكا تؤكد أنها تطالب إسرائيل بمرعاه المدنيين ولكن كيف سيتم ذلك خاصة وأن القنابل والصواريخ لا تفرق بين حماس والمدنيين، مضيقًا أن القمة الطارئة يجب أن تضع أمامها عدم السماح باقتحام رفح لأنه سيؤدي إلى بحور من الدماء لأن إسرائيل تشعر أنها تحصل على كل شيء دون ثمن.


وتابع أنه لو اقتحمت إسرائيل رفح فسوف تسير بالجرافات فوق جثث الفلسطينيين وتساويهم بالأرض، متسائلًا فإن لم نجتمع لتوجيه رسالة شديدة ضد ما يحدث متى سنجتمع وإلى متى سنكتفي بالشجب والإدانة.
وأشار إلى أن مصر تدفع فاتورة باهظة تجاه القضية الفلسطينية منذ عام 1948، مرورًا بحروب 1956 و1967 و1973 وصولًا لـ 2011، قائلًا إنه لو تعرضت أمريكا لما تعرضت له مصر من حروب ما كانت لتكون قائمة حتى الآن، مضيفًا أنك تشعر بأن هناك من يمسك الديمود كنترول ويضغط لضرب قناة السويس والدولار والأسعار ويقوم بتحريك الأزمات والمسألة تحتاج إلى وعي.


وأوضح أنه بعد 2011 استطاعت مصر الوقوف على قدميها وانخفضت معدلات البطالة بسبب المشروعات القومية وبدأنا في الاختلاف على فقه الأولويات في وقت تختلف فيه الدول الأخرى على فقه التدمير، قائلًا إن العرض مما تقوم به إسرائيل في فلسطين ليس قتلهم ولكن إيجاد وطن لهم في سيناء، والغرب طلب ذلك ولكن الرئيس السيسي كان حاسمًا.

 

 وقوف مصر على قدميها بعد أحداث 2011 حفظ أمن واستقرار المنطقة


وأكد أن وقوف مصر على قدميها بعد أحداث 2011 حفظ أمن واستقرار المنطقة بأكملها، ولو كان حدث لمصر ما حدث للدول حولنا لكانت المنطقة بالكامل تحت يد الإرهاب.


وتابع: "كنا نقول زمان إنه إذا حدثت ثورة بمصر ستحدث ثورات في جميع المنطقة العربية وإذا ضعفت مصر سقطت جميع دول المنطقة العربية وهو بالفعل ما حدث"، مضيفًا أن مصر دائمًا تحاول جمع شمل المنطقة العربية منذ كان الرئيس جمال عبدالناصر يحكم مصر، والذي أصيب بثلاث طعنات بسبب ذلك، الأولى بعد حل الجمهورية العربية المتحدة، ثم أحداث أيلول والأزمة بين الأردن وفلسطين، وأخيرًا وفاة ناصر نفسه بعد أن وصل الأمير الكويتي إلى المطار ولفظ أنفاسه الأخيرة بعدها.

 

سوف تحدث وحدة اقتصادية بين الدول العربية قريبًا 


وأوضح أنه سوف تحدث وحدة اقتصادية بين الدول العربية قريبًا بعدما تشعر الدول بالخطر، قائمة على تبادل المنافع والمصالح، مضيفًا أن الوحدة ستؤدي إلى انفراج الأوضاع، وتركيا والبرازيل طلبوا زيادة التعاون مع مصر ولذلك آن الأوان أن يتعاون الأشقاء مع مصر التي لا تطلب مساعدات ولا معونات بل تطلب التكامل الاقتصادي إلى أن تعبر الأزمة.

عبور مصر للأزمة الحالية تساوي زيادة أمن واستقرار كل دول المنطقة


وأضاف أن عبور مصر للأزمة الحالية تساوي زيادة أمن واستقرار كل دول المنطقة، مضيفًا أن أمريكا وإسرائيل لن تنتهي بغزة بل فتحت جبهة في اليمن لضرب الحوثيين، قائلًا إن موقف مصر من البداية كانت ضد ضرب الحوثيين أو ضرب الجنوب اللبناني حتى لو اختلفت مع حزب الله، كذلك ترفض ضرب إيران.
 

وقال إن ثورات الربيع العربي لم تضرب سوى الدول الجمهورية الثورية التي لها خطاب أنها تعادي إسرائيل مثل مصر وسوريا واليمن وتونس والعراق، موضحًا أن كل الدول العربية ستتحمل فاتورة باهظة إذا استمرت الأوضاع في غزة.


وأشار إلى أننا نتذكر ما حدث في مثل هذا اليوم قبل 9 سنوات حين قام تنظيم داعش الإرهابي بمذبحة في المسيحيين، متابعًا أن الرد جاء قويًا وسريعًا من مصر فلم يمر أكثر من 24 ساعة وكانت مصر أخذت الثأر لشهدائها، مضيفًا أن ذلك رفع رأسنا جميعًا وأكد أن الدولة تحترم مواطنيها وترفع شأنهم وتأخذ ثأرئهم على الفور.


وأكد أن رسالة الرئيس السيسي بأن مصر تحتفظ بحق الرد، هي رسالة في كل الأوقات وكذلك لإسرائيل إذا حاولت أن تهدد غزة، فمصر تحتفظ لنفسها بحق الرد، قائلًا إن مصر لا تترك أبنائها ولا دماء شهدائها، مثلما حدث في حادث ليبيا والواحات وكذلك الحرب ضد الإرهاب فمصر أخذت ثأر كل شهيد، ونتمنى أن تكون زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر فاتحة خير لهدوء الأوضاع في ليبيا.