الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

دور الفلسفة السياسية في تحليل قيام الاتحاد الاوروبي بحملات عسكرية ضد الحوثيين

الخميس 08/فبراير/2024 - 05:14 م

لطالما كان الفلسفة السياسية لها دور في تحليل الاحداث والصراعات في الازمنة القديمة، فالفلسفة السياسية هي فرع من فروع الفلسفة يهتم بدراسة الأفكار والمفاهيم المتعلقة بالحكم والسلطة، وكيفية تنظيم المجتمع وتحقيق العدالة والحرية و تسعى الفلسفة السياسية إلى فهم طبيعة الحكم، والغايات والوسائل التي يجب أن يستخدمها المجتمع لتحقيق التقدم والرفاهية.

 

والجدير بالذكر ان ارسطو كان من اهم الفلاسفة عبر التاريخ واهم اعماله كانت “ سياسة ارسطو ” الذي ما زال يدرس في الجامعات الاوروبية حتي وقتنا الحالي . 
 

وسوف نلقي الضوء علي قيام الاتحاد الاوروبي بحملات عسكرية علي البحر الاحمر لاجل تدمير قوة الحوثيين المسيطؤة علي الممر الملاحي . 

 

و تشير التقارير إلى أن مدينة لاريس اليونانية ستكون مركز قيادة للعمليات العسكرية الأوروبية ، حيث سيكون القائد للمهمة هو أدميرال يوناني.

 

تأملات في الفلسفة السياسية حول :

 

1. تناقض الأمن والحرية:

يسعى الاتحاد الأوروبي من خلال العملية العسكرية "أسبيدس" إلى تأمين الملاحة التجارية في البحر الأحمر، لكنه في نفس الوقت يهدد بحرية الملاحة والتنقل عند نشر المعدات العسكرية فيمكن ان تستخدم كسلاح ذو حدين : الاول وهو السماح بمرور سفن تجارية امريكية و اوروبيه وحلفاء الاتحاد الاوروبي ، وعلي جانب اخر يدمر الاقتصاد الصيني الذي يعتمد علي 60 % من الواردات من افريقيا فضلا عن تهديد المصالح التجارية بتواجد العديد من السفن الحربية  . 

2. مسؤولية القوة:

بامتلاكه القوة العسكرية، يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولية استخدامها بمسؤولية أخلاقية. فهل ستستخدم "أسبيدس" لحماية التجارة فقط أم ستصبح أداة هيمنة وتسلط ؟

3. حلول عسكرية لحل مشاكل سياسية:

تُظهر "أسبيدس" الاعتماد على الحلول العسكرية لمشاكل سياسية معقدة ،  فهل ستؤدي هذه العملية إلى مزيد من التوتر في المنطقة أم ستساعد في حل الأزمات الحقيقية؟  .

4. دور اليونان:

اختيار مدينة “  لاريس اليونانية  ” مركزًا للقيادة يُظهر دور اليونان المتزايد في أوروبا فهل ستصبح اليونان قوة إقليمية مؤثرة في المستقبل؟ .

5. مستقبل الشرق الأوسط:

تُثير عملية "أسبيدس" تساؤلات حول مستقبل الشرق الأوسط فهل ستؤدي إلى مزيد من التدخلات الأجنبية أم ستساعد في تحقيق الاستقرار في المنطقة؟  .

6. دور الفلسفة في تحليل هذه الصراعات :

في خضم هذه التطورات، يُصبح دور الفلسفة أكثر أهمية ،  فالفلسفة هي التي تُساعدنا على فهم هذه الأحداث وتحليلها بعقلانية، وتحديد المسؤوليات وتوجيه مسار التاريخ نحو مستقبل أفضل.

7. تساؤلات أخلاقية:

تثير "أسبيدس" تساؤلات أخلاقية حول استخدام القوة، وحقوق الإنسان، ومسؤولية الدول تجاه بعضها البعض ، فما هي القيم التي يجب أن تُوجه هذه العملية؟ . 

8. البحث عن حلول سلمية:

يجب أن تُذكرنا "أسبيدس" بأهمية البحث عن حلول سلمية للصراعات في الشرق الأوسط  ، فالحلول العسكرية لم تُقدم حلولًا دائمة على مر التاريخ.

9. دور المواطن:

يجب على المواطنين في أوروبا والشرق الأوسط أن يُطالبوا بحلول سلمية للصراعات وأن يُشاركوا في صنع القرارات التي تُؤثر على حياتهم.

10. مسؤولية الإعلام:

يجب على الإعلام أن يُقدم معلومات مُوضوعية وتحليلًا دقيقًا للأحداث لمساعدة المواطنين على فهم ما يجري واتخاذ قرارات مُستنيرة.

 

وكان السابق يدلل علي دور علم الفلسفة السياسية “  المنسية  ” في ادارة هذه الازمات والصراعات في الشرق الاوسط فيمكن ان تطرح طرق جديدة مساعدة لتحليل الازمة من مناظير اوسع .