السبت 11 مايو 2024 الموافق 03 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

متخصصون يستعرضون "الطب والتحنيط في مصر القديمة" بمعرض الكتاب

السبت 03/فبراير/2024 - 04:04 م
معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي

استضافت القاعة الرئيسية في الدورة الخامسة والخمسين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان الطب والتحنيط في مصر القديمة، ضمن محور الحضارة، تحدث خلالها الدكتور جمال مصطفى السعيد  أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأورام، والدكتور مصطفى إسماعيل مدير مخزن المومياوات مشتملاتها ورئيس معمل حفظ وصيانة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وإدارتها هدى عبد العزيز.

 

بدأت الندوة بعرض الدكتور جمال مصطفى السعيد لما توصل له الطب في مصر القديمة، كاشفا أن المصري القديم كان سباقا باكتشاف أمراض عرفها العالم الحديث من بينها الأورام، وأمراض الغدة ، وسرطان الفقرات والثدي، بالإضافة إلى استخدامهم للكي والتخدير في العلاج وإجراء الجراحات المختلفة، مثل عملية التربية " ارتجاج المخ"، والبواسير، والكسور.

 

واستعرض الدكتور مصطفى السعيد اهتمام المصريين القدماء للطب والأطباء لأن أهم شئ عند الإنسان هو الروح والحياة، مضيفا في بعض الأحيان تؤدي أهمية الخوف من فقدانها إلى أفعال لا يمكن أن يقوم بها الإنسان في الظروف الطبيعية، مضيفا إذا وجدت شخص يستطيع أن ينقذ حياتك وروحك، عندما تحاول فعل كل شئ للنجاح ولا تفلح، فالوضع الفطري في ذلك الموقف أن تظل ممتن جدا للشخص الذي استطاع أن يعالجك، لذلك على مر التاريخ كان احترام الناس الحكيم ، و المعالج والطبيب، كبير جدا، لذا أطلق على أمنحتب الطبيب الأعظم ووثق ذلك في سقارة، فلم نجد ممن وصلوا إلى درجة التقديس من البشر، أو مما خلفه من الفكر الفرعوني، فرغم التيارات السياسية والدينية المختلفة، ظل أمنحتب محتفظا بمكانته كالطبيب الأعظم ورجل الدواء الأول.

 

وأشار السعيد إلى اعتقاد المصري القديم أن غضب الآلهة والأرواح الشريرة هو ما يتسبب في إصابة الشخص بالمرض، وأن الإله يعاقبه ويلقنه درسًا لارتكابه ذنبما، وقد كانوا يلجأون لذلك الاعتقاد بالأخص  مع الأمراض التي يصعب عليهم فهمها أو التعامل معها، مشيرًا إلى ما يراه المصري القديم متجسدًا في تمثال الإله "حكا" أو هكع إله الطب والسحر، معًا يظهر الإله كما تصوره المصريون القدماء وهو حامل لاثنين من الأفاعي ويقال أن هذا الرمز هو ما اقتبس منه اليونانيون تصورهم عن إله الشفاء عندهم "أسكليبيوس".

 

وأضاف الدكتور مصطفى السعيد أنه كان هناك آله أخرى لأمراض بعينها على سبيل المثال" سرقة أو سلكت" للشفاء من لدغة العقرب، إلى جانب بعض الأمراض الأخرى، وتاروت وبس لحماية النساء الحوامل والأطفال، وسوبيك لأجل العمليات الجراحية، مضيفًا: بالرغم من وجود كل هذه الآلهة مهما بلغت قوتها، كان لابد من استدعاء شخص متمرس في كل الأحوال وهو طبيب مصر القديمة الذي كان ساحرًا وكاهنًا ومعالجًا في الوقت ذاته، كما أشار إلى إيزيس التي غدت في مصر مع زوجها أوزوريس على أنها أول من اخترع الطب والدواء في العلم، حيث كان ابنها حورس معروفًا عند اليونانيين بالإله أكوول، الكشف عن العلوم الطبية حوالي عام 1500 ق.م، والذي يقول عنه اليونانيون أنه مخترع الطب والصيدلة والموسيقى.

 

ومن جانبه استعرض الدكتور مصطفى إسماعيل مدير مخزن المومياوات ومشتملاته ورئيس معمل حفظ وصيانة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية، علم التحنيط في مصر القديمة عبر العصور المختلفة، موضحًا مراحل ظهور التحنيط منذ بداية الفكرة وآخر ما توصل له العلم عن لماذا يتم الحفاظ على الجثمان عند القدماء المصريين، وما هو الأساس العلمي للتحنيط، وكيف كان القدماء المصريين يستخدمون العلم في خدمة عقيدتهم، وتقديسهم لعلم التحنيط حتى أصبح "التحنيط هو علم العلوم".

 

وقال دكتور مصطفى إسماعيل إن التجفيف الطبيعي كان أول مراحل التحنيط في عصر ما قبل الأسرات، وكانت أقدم مومياء أستخدمت معها تقنية التجفيف هي مومياء معروفة باسم جينجر ترجع لعام 3500 ق.م، وتعرض الآن بالمتحف البريطاني، ثم اختلفت التقنيات في العصر العتيق وبدأ استخدام طرق جديدة للعزل واللف بالكتان، ثم عصر الدولة القديمة عارضًا صورة لمومياء في ذلك العصر لكاهن المجموعة الجنائزية للملك "نفر إير كارع"، ثم مومياء أخرى تنتمي لعصر الدولة الوسطى لسيدة تدعى "ساتشيني" ترجع لعصر الأسرة الثانية عشر وصولا طرق التحنيط المختلفة في عصر الدولة الحديثة حيث اختلفت تقنيات التحنيط، ليوضع المتوفي على سرير التحنيط استعدادا لاستخراج المخ لأنهم اكتشفوا أنه أول عضو يتلف في جسد الإنسان عقب وفاته.