السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

شاروخان .. مثال يجب الاحتذاء به في السينما المصرية

الأحد 08/أكتوبر/2023 - 01:56 م

مما لا شك فيه أن شاروخان هو مثال حقيقي للفنان الشامل لأنه بعيدا عن كونه أهم نجم ببوليوود لأنه يعد متربعا على قمة السينما الهندية على مدار 30 عاما، إلا أنه لديه قدر كبير من الاستمرارية و الذكاء و الاحترافية، و يعرف جيدا ما الذي سيقدمه للجمهور و المواضيع التي يناقشها و يطرحها في أعماله، خاصة أن أعماله دائما تسلط الضوء على المجتمع الهندي، و أن شاروخان حريص في أعماله أن يقدم شئ يلمس المجتمع و يعبر عن مشاكلهم، و أريد أن أتوقف عند فيلمين قدمهما فيلم “ My Name Is Khan ”، و فيلمه الأخير “ Jawan ” . 

 

 

 

 

شاهدت أول أمس فيلم “ My Name Is Khan ” على قناة “ Mix One ” بالتلفاز، و أنا دائما بحالة انبهار بهذا الفيلم، و دائما أرى أن هذا الفيلم من أعظم أفلام السينما الهندية، و أجمل فيلم قدمه شاروخان على الاطلاق ، و لكن هذا الفيلم جعلني أتساءل سؤال مهما للغاية و هو لماذا السينما المصرية لا تستطيع أن تقدم أعمال فنية بنفس المستوى و الجودة التي تم تقديمها بفيلم ( My Name Is Khan ) ؟، هل المشكلة في الامكانيات أم المشكلة في الكتاب و المؤلفين أم شيئا آخر ؟ . 

 

 

مع الأسف أن أكبر مشكلة تقابل مصر كصناعة سينما هي السيناريو بشكل عام، لأن للأسف السينما المصرية تعاني بشكل عام من أزمة بالسيناريو على مدار العشر سنوات الأخيرة، لأن على مستوى الامكانيات واضح جدا أن الامكانيات لدينا مقارنة بامكانيات بوليوود و هوليوود ضعيفة للغاية، لأن بوليوود و هوليوود لديهم كوادر فنية و امكانيات قوية تساعدهم أن يقدموا أعمال على مستوى متميز من الجودة، و لكن بالسينما المصرية لدينا كوادر فنية متميزة سواء على مستوى التمثيل أو التأليف أو الاخراج و ليس لدينا امكانيات قوية بنفس قدر امكانيات هوليوود و بوليوود . 

 

 

فيلم “ My Name Is Khan ” يعد درس مهما للغاية في فن صناعة السينما على مستوى العالم، لأن الفيلم طرح و ناقش قضية في غاية الأهمية، و أن الفيلم كان به رسالة شديدة الأهمية و لكن تم تقديمها بشكل سلس و بسيط، و أن رسالة الفيلم تلخصت في جملة قالها شاروخان بالفيلم “ My Name Is Khan , I am not a terrorist ”، و أن ميزة الفيلم و قيمته أنه كان يرد على ظاهرة التطرف و يحاربها، و في نفس الوقت اظهار الجانب الحقيقي و الصورة الصحيحة للإسلام و هي أن الإسلام دين الرحمة و السماحة و ليس دين التطرف و الارهاب، و أن الفيلم حارب ظاهرة التطرف دون اظهار انفجارات أو صوت عالي أو متطرفين يرتدون لحية و جلاليب، و أن الفيلم كان رسالة من القلب للعالم كله عن الجانب الحقيقي للدين الاسلامي . 

 

و لهذا السبب ألوم على أغلب الكتاب و المؤلفين المصريين لماذا لا تقدموا نماذج فنية بهذا الشكل الذي تم تقديمه بالفيلم، لماذا دائما منحصرين في تقديم هذه الظاهرة من خلال نمط واحد، يجب أن يكون هناك تجديد في التقديم و الطرح، أتمنى أن تقدموا نماذج بهذا الشكل الذي تم تقديمه في “ My Name Is Khan ”، لمحاربة الظاهرة و توعية الجمهور و لكن بأسلوب مختلف، و في نفس الوقت اظهار الصورة الحقيقية للاسلام . 

 

 

 

و بعد أن شاهدت فيلم “ Jawan ” الفيلم الأخير لشاروخان وجدت نفسي في حالة انبهار لأن دائما أقول أن هذا الفيلم أصنفه فيلم اجتماعي لأن الفيلم ناقش و طرح و سلط الضوء على مشاكل موجودة بالمجتمع الهندي و ان الفيلم كان مليئ بالاسقاطات السياسية و أن مع كل مشكلة طرحها الفيلم كان يعطي اقتراحات حل تلك المشاكل، لذلك ما المشكلة في أن نقدم أعمال بهذه الجودة و المستوى، الى هذه الدرجة الابداع انتهى ؟، أتمنى أن الكتاب و المؤلفين بمصر يقدموا صورة حقيقية للمجتمع و مشاكله مثلما اعتادنا أن نرى في أفلام وحيد حامد و أسامة أنور عكاشة، لذلك أنا حرصت أن أقول أن شاروخان مثال يجب أن يحتذى به بالسينما المصرية .