الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

حفلات أم كلثوم التي هتف فيها العرب تحيا مصر

الجمعة 18/أغسطس/2023 - 04:25 م

لم تكن حفلات السيدة أم كلثوم للخارج لجمع التبرعات لتسليح الجيش المصري عقب هزيمة يونيو ١٩٦٧ فقط  ولكن ليعلم العالم كله أن صوت مصر لا يزال عاليًا وسيظل صوت مصر عاليًا بجملة عاشت مصر و تحيا مصر وهذا كان هدف السيدة أم كلثوم الأساسي في حفلاتها للخارج.

 

وبذكر أم كلثوم يأتي لها موقف ضربت فيه مثل أعلي في حب مصر بل و علمت غيرها من هي مصر.

 

وكانت من ضمن رحلات السيدة أم كلثوم في الخارج لجمع إيرادات هذه الحفلات لصالح المجهود الحربي و تسليح الجيش المصري كانت حفلة الكويت يوم ٢٥ أبريل ١٩٦٨ فأصرت أن يتم إستقبالها في مطار الكويت الدولي بأعلام مصر وكان إستقبال مهيب كإستقبال الملوك والرؤساء وكان هناك وفد رفيع المستوى يستقبلها نيابة عن الأمير صباح السالم والذي إستقبالها في قصره صباح اليوم التالي علي مأدبة غداء دعا فيها كبار رجال الدولة من وزراء و سفراء و مثقفين. 

 

وغنت أم كلثوم علي مسرح  سينما الأندلس بأغنية الأطلال ثم أغنية فات الميعاد ولكن قبل أن تغني هاتين الأغنيتين شدت أولاً بقصيدة { مصر تتحدث عن نفسها } كما لو كانت تريد أن توصل رسائل كثيرة لجهات كثيرة بهذه القصيدةوكان برفقة السيدة أم كلثوم وفد رفيع المستوى يرأسه  وزير الإعلام الكويتي سعدون الجاسم ومعه وفد مكون من 25  إعلامي كويتي في خدمة سفيرة مصر أم كلثوم.

 

وبعد نهاية الحفل سلم لها وزير الإعلام سعدون الجاسم الشيك الخاص بإيراد  الحفلات  وقدره 100,000 دينار كويتي فأخذته منه و أعطته بالكامل لمندوب بنك مصر الذي كان برفقتها ليضعه في حساب المجهود الحربي ثم جاء لها أحد أمراء الكويت ليعطيها شيك آخر لها بضعف إيراد الحفله وقدره 200,000 دينار كويتي  فشكرته وأعطته أيضاً لمندوب بنك مصر ليضعه في حساب المجهود الحربي وهنا إندهش الجميع وكانوا أكثر من ثلاثين كويتيا حتي سأل الأمير الكويتي أم كلثوم في إستغراب هذا الشيك إيراد الحفله وللمجهود الحربي أما الشيك الآخر فهو لكي هدية فضحكت أم كلثوم وقالت للجميع { أنا هنا مش الفنانة أم كلثوم أنا هنا سفيرة لبلدي مصر و مصر تستاهل كل التضحيات بالروح و المال و الهدايا } وكان لكلام أم كلثوم أكبر الأثر في إحراج الوفد الكويتي المرافق لها 
حتي إنهالت كثير من التبرعات لصالح الجيش المصري من كثير من المواطنين الكويتيين بسبب موقف السيدة أم كلثوم.


بل وعندما وصلت السيدة أم كلثوم إلي قصر الضيافة كان هناك مواطنين كويتيين كثيرين في استقبالها ويهتفوا  { عاشت أم كلثوم } فخرجت لهم أم كلثوم تحييهم بيدها و اليد الاخري ماسكه علم مصر و تشاور لهم عليه حتي يهتفوا بإسم مصر فضج الجميع { تحيا مصر }. 

 

وعندما كرمها أمير دولة الكويت صباح السالم وأهداها قلادة كويتية وبها شارة صغيرة تحمل علم الكويت قالت له قبل أن تتسلمه {  من الأفضل أن يكون علم بلدي مصر أيضاً علي القلادة فأنا هنا بإسم مصر  }  حتي إستجاب علي الفور و وضع علم مصر علي القلادة. 

 

وظلت أم كلثوم في الكويت تسعة أيام تستقبل يومياً وفود مختلفة من أهل الكويت رجال و نساء و قبائل وكانت تجلس مع وفد النساء الكويتي  و كن في  دهشة من وجود نموذج للمرأة العربية كأم كلثوم في مثل مكانتها وجلست  أم كلثوم تتحدت إليهن عن تاريخ مصر و تاريخ المرأة المصرية و رموزها   وكانت تشجعهن علي مواصلة التعليم و نيل العلم و إكتساب الثقافة.


وتم عمل لقاء مع أم كلثوم في التليفزيون الكويتي وفي معظم كلامها تتحدث عن قيمة مصر و حبها لمصر وأنها هنا في الكويت بإسم مصر و حبا في مصر و ظلت وبدلا من أن تسرد أم كلثوم حياتها الفنية في هذا الحوار سردت فيه قيمة و أهمية و مكانة مصر وما قدمته للأمة العربية.


وفي نهاية رحلة أم كلثوم للكويت كان هناك حشد كبير من الشعب الكويتي في وداعها وكان مطار الكويت يتزين بصور أم كلثوم فما كان منها إلا أنها جاءت بعلم مصر ترفعه في يدها ترد به علي تحية الشعب الكويتي وهنا هتف الشعب الكويتي بأغنية أم كلثوم { مصر التي في خاطري } حتي صعدت سلم الطائرة.


وهكذا كان حال الفنان المصري عندما كان يقوم بإحياء حفلات غنائية في الوطن العربي كان عنوان لإسم مصر و سفير يتحدث عنها.