السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

القصة الكاملة لـ "سيدة الكرم".. من تعريتها حتى براءة المتهمين

الجمعة 18/ديسمبر/2020 - 03:06 م
مصر تايمز

"سيدة الكرم" أم مصرية من الصعيد تعرضت لحادث بشع غريب عن عادات وتقاليد المجتمع المصري وبالتحديد فى صعيد مصر فخلال 24 ساعة تصدرت سيدة الكرم محرك البحث العالمي "جوجل" وكذلك مواقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك - تويتر" وتصدر هاشتاج "سيدة الكرم" الأكثر تداول على صفحات "تويتر"بعد أن أسدلت محكمة جنايات المنيا الستار على ال‏قضية

فبعد 12 شهرًا من صدور حكم غيابي ‏‏بالسجن 10 سنوات على المتهمين فى قضية ‎‏‏"تعرية سيدة الكرم"أصدرت محكمة جنايات المنيا، أمس، حكمًا ببراءة المتهمين الثلاثة ‏‏المتورطين في القضية.


النائب العام يأمر بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في واقعة "سيدة الكرم" 

ففى أقل من 24 ساعة أمر المستشار حماده الصاوي النائب العام بتكليف المكتب الفني بمكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بواقعة "سيدة الكرم"، وذلك فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه.

بداية الواقعة لسيدة الكرم

تعود الواقعة إلى شهر مايو عام 2016، حيث بدأت الاحداث بمشاجرة ‏بين بعض أهالي قرية الكرم، التابعة لمركز أبوقرقاص، وذلك إثر ‏انتشار شائعة بموجود علاقه بين شاب قبطي متزوج صاحب محل ‏أدوات منزلية وربة منزل، والتي أسفرت عن احتراق نحو 7 منازل، ‏وإصابة شخصين، وتجمع عدد من الأهالي أمام منزل الشاب للانتقام ‏منه، واشعلو النيران في منزله، ولكن لم يجدوا الشاب فقاموا بتعرية والدته وسحلها فى الطريق العام فى واقعة أشعلت غضب السوشيال ميديا وعقب ذلك توجهت المجني عليها والتي تدعي سيدة تدعى ‏سعاد ثابت، 70 عامًا، والشهيرة بـ "سيدة الكرم" إلى قسم شرطة أبو قرقاص بجنوب المنيا، ‏وقامت بتحرير محضرًا أتهمت فيه عددا من الأشخاص بالاعتداء ‏عليها، وتجريدها من ملابساها.‏

السيسي يعتذر لسيدة الكرم

تلك الواقعة والإهانة التي تعرضت لها السيدة الصعيدية دفعت الأب الروحي لكل المصريين الرئيس عبدالفتاح السيسي، التعليق على الواقعة، قائلًا: "من فضلكم، لا ‏يليق أن اللي حصل ده يحصل في مصر، أو يتكرر مرة تانية، أي حد ‏هايغلط هايتحاسب، أرجو أن السيدة المصرية متاخدش على خاطرها، ‏ولا هي ولا كل سيدات مصر، تأكدوا أن إحنا في مصر نكنّ لكم ‏التقدير والاحترام، ولا نقبل يتكشف سترنا بأي شكل ولأي سبب، ‏محدش يفرق بين المصريين وبعضهم، والقانون هياخد مجراه، كلنا ‏هانتحاسب، اللى يغلط يتحاسب"، فقدم له الأنبا مكاريوس، الأسقف ‏العام لمطرانية المنيا، الشكر لاعتذاره للسيدة‎.‎


تحقيقات النيابة فى الواقعة

جاءت التحقيقات تارة تؤكد الواقعة ومرة أخرى تنفيها، لتظل سيدة ‏الكرم، تحاول الوصول لحكم يداوي ما تعرضت له، على يد المتهم ‏الرئيسي، حاصل على دبلوم تجارة، 35 عامًا، والذي قال في تحقيقات ‏النيابة إنه علم بوجود علاقة بين زوجته وأشرف دانيال نجل المجني عليها، أما المتهم ‏الثاني فنفى التهم الموجهة له بحرق المنازل والتعدي على الممتلكات، ‏ونفى أيضا شاهد واقعة التعري الإتهامات المنسوبة له، والتي أكدت ‏قبلها أنه رأي السيدة تتعرى فحاول تغطيتها، مما يؤكد حدوث الواقعة.‏

وفي يونيو 2016، قدمت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن المنيا، ‏تحريات جديدة تتضمن وجود متهمين جدد منهم "بقال تمويني"، ومقيم ‏بقرية الكرم، طلق زوجته ربة منزل، بسبب شائعة تتضمن ارتباطها ‏بعلاقة مع شاب يبلغ من العمر 32 عاما، يعمل صاحب محل أدوات ‏منزلية، وتردد صداها بين قاطني القرية وتناولتها الألسنة‎.‎


التحريات حينها ذكرت، أن بعض أفراد عائلة الزوج، اتفقوا على ‏ارتكاب جريمتهم، بالتوجه ناحية مساكن وملحقات أسرة الشاب، ‏وعندما لم يعثروا عليه مزقوا ملابس والدته سيدة الكرم حتى تعرت ‏تمامًا، بغرض هتك عرضها، ثم قامت سيدة مسلمة تدعى "عنايات" ‏بسترها وإدخالها منزلها‎.‎

وضمت التحريات 7 متهمين جدد للقضية، متورطين في الأحداث، وتم ‏عرض أسمائهم على نيابة المنيا، لإستصدار أمر ضبط وإحضار لهم ‏لإلقاء القبض عليهم وضمهم للقضية ليصل إجمالي المتهمين في ‏القضية إلى 31 متهما، بعد استبعاد 3 متهمين‎.‎

وكتبت وكيل مجلس نقابة الأطباء الأسبق، عبر صفحتها الشخصية ‏عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وقت حدوث الواقعة: " لثاني مرة تتنحى المحكمة ‏عن نظر قضية الإعتداء على السيدة سعاد ثابت المعروفة بسيدة الكرم ‏و التي تم الاعتداء عليها بالضرب وتعريتها و حرق منزلها في أحداث ‏قرية الكرم في مايو 2016 أي  منذ أكثر من 4 سنوات، ثم تم الحكم ‏على ابنها بالسجن، وتنحت محكمة جنايات المنيا لاستشعار الحرج أول ‏مرة أثناء نظر القضية في 17 مارس 2019 و قامت بتحويل القضية ‏لدائرة جديدة، وثاني تنحي قامت خلاله محكمة جنايات المنيا، بتحويل ‏القضية إلى إستئناف بني سويف".‏

وتابعت "السؤال هو بماذا تشعر هذه السيدة التي تحاول منذ أكثر من 4 ‏سنوات الوصول لحقها ورد الظلم والإهانة والإذلال والإيذاء الذي ‏لحق بها، وبماذا يشعر كل مظلوم ضعيف  يأمل في رد حقه".‏

وأحيل المتهمون الثلاثة إلى المحاكمة، وصدر حكم غيابي عليهم في 11 يناير الماضي، بالسجن 10 سنوات، وأعادوا إجراءات المحاكمة، حتى صدر حكمًا أمس الخميس ببراءتهم.