الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

كيف واجه الفراعنة ارتفاع درجات الحرارة؟

الجمعة 28/يوليو/2023 - 02:11 م

مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، الذي تعاني منه مصر  هذه الأيام، كيف قاوم المصريين القدماء موجات الحر القاسية ؟؟

كان الانسان المصرى القديم يبتكر الطرق المثلى للتأقلم و العيش فى مثل هذة الظروف محققا الوهله الاولى فى صناعة ما يعرف الان بالمُكيفات 

المصريين القدماء اول من  عملوا  التكييف من غير كهرباء حيث استغلوا براعتهم الهندسيه فى البناء لمقاومه درجات الحرارة فكانت من خصائص كل البنايات المصرية القديمة أن درجة الحرارة بداخلها 22 صيفا وشتاء 

حرصوا على ان يكون لكل مبنى واجهه بحريه وقبليه مع وجود فتحات التهويه المحسوبه لكل مبنى .

كذلك كانت كل المبانى حتى قصور الملوك تبنى من الطوب اللبن التى يحافظ على درجة الحرارة حيث أن مادته وسمك الحائط وعدم أرتفاع المبانى وقربه غالبا من مجارى مائية نهر النيل وترع وقنوات وعدم وجود صناعات ملوثة ولا مصادر طاقة من مواد بتروليه كيمائية كل ذلك يساعد على ثبات درجة الحرارة وكان للفراعنة طريقة مبتكرة لـ "اصطياد" النسيم. 

حيث عرفوا  على ما كان يعرف بـ "مصائد الرياح" لخلق تهوية طبيعية داخل المباني في العصور القديمة. 

ومصيدة او حاصدة الرياح عبارة عن ماسورة ترتفع إلى أعلى المبنى، ولها فتحة في مواجهة الرياح القوية لتصطاد الرياح من أعلى المبنى؛ حيث تكون أقوى وأبرد، ومن ثَمَّ توجيهها إلى الأسفل إلى داخل المبنى وهناك أدلة تاريخية على استخدام حاصدات الرياح في مصر القديمة؛ حيث تعود إلى 1300 قبل الميلاد. فقد صورت بدقة في الرسومات الجدارية في منزل نب آمون بمقابر تل العمارنة في الأقصر، والموجودة الآن في المتحف البريطانى.

 

ولكن اعتماده الاساسى كان على الظواهر الطبيعة مبتكرًا عنصرا معماريا هاما زود به سقوف منازله عرف بأسم " الملاقف " يتكون من ألواح او حصر مثبته بإطار خشبى و مواجهه للرياح لتلقى نسيم الشمال الذى يرطب المنزل وينعش اجواء الغرف ويجدد الهواء و يدخل الضوء إليهم، وضعت عادة اعلى الصالة الكبرى والتى كان سطحها اعلى من سطح باقى صالات المنزل ورفع سقفها على عمودين او اكثر، هذا وقد تم العصور على العديد من النماذج لاشكال منازل مختلفه تحمل فوق سطحها ملاقف هوائية تظهر على هيئة فتحات مقبية ترجع الى عصر بداية الاسرات وصولا الى عصر الدولة الحديثه.

 

 هذا ومع بداية العصور الاسلامية بدءت الملاقف الهوائية تتخذ مراحل تطويرية مختلفه وشاع استخدامها فى العديد من الاماكن بخلاف البيوت، فنجدها استخدمت فى المساجد و المستشفات على نطاق واسع خاصه فى العصر العباسى، وصممت على هيئة ابراج متصله بالمبنى يكمن عملها فى تبادل الحرارة بين الهواء الحار الرطب و المياة الباردة الجارية فى قنوات خاصه تحت ارضية المبانى، كما زودت بمنافذ هوائية تعلو الواجهات لسحب الهواء البارد من الاسفل ليدخل الحجرات الداخلية للمنزل حيث ان حركة الهواء الخارجية التى تمر فى قمه البرج تخلق فرق ضغط يساعد على سحب الهواء الحار من الداخل وبالتالى فان تلازم وجود الملاقف مع مشربية مفتوحه على الفناء الداخلى يضمن تجديد الهواء بشكل مستمر، الجدير بالذكر كانت هناك بعض الملاقف الهوائية مزودة بشبك من السلك الناعم أو الخشن لتنقية الهواء من الأتربة والشوائب والحشرات، وبعضها الآخر كان يزود بكميات من الفحم المحروق الذي يساعد على امتصاص الروائح الكريهة من الهواء.

 

ويتضح لنا مما سبق ان الوعى الفطرى لدى المصرى القديم فى اعتماده على الطبيعة بإبتكار مثل هذا العنصر "الملقف الهوائى" ومن ثم تطور اشكاله فى العصور الاسلامية يُثبت فعليا طبقا للدراسات العلمية ان حركة الهواء الطبيعية داخل المبنى تحسن من نوعية الهواء و تقلل من درجات الحرارة الداخلية.

 

-من أهم الوسائل التي استخدمها المصريون القدماء للتغلب على الحر  هي المراوح، حيث توجد مناظر كثيرة للمراوح على المعابد المصرية، إضافة إلى بعض النماذج المنحوتة منها

المروحة كانت تصنع غالبا من خشبة طويلة، تنتهي بعود من ريش النعام، كان يحضر خصيصا من النوبة للملوك.

 

وقد اعتاد المصريون القدماءعلى  تغطية النوافذ والأبواب باستخدام الحصير لمنع دخول الحرارة، والتراب، والذباب. و كان يبلل الحصير بالمياه  حيث يبرَّد الهواء الداخل من خلال النوافذ، وتجعل الهواء أكثر رطوبة، وهو ما كان مفيدًا في المناخ الصحراوي الجاف.

 

فيما يخص السيدات والبنات في الحضارة الفرعونية، كانت لهم وسائلهم المميزة لمقاومة ارتفاع درجات الحرارة، ومنها ما سمي "مخروط العطور"، الذي كان يسبب انتعاشا مع ذوبانه على الشعر بفعل الحرارة، كما كانت السيدات تميل لارتداء ملابس مصنوعة من الكتان الأبيض للتغلب على حرارة الجو.

-في الأوقات الحارة، كانوا يقدمون مشروبًا رطبًا مصنوع من "بوظة الأرز"، وتعرف هذه الأيام باسم "السوبيا"لتطيف حرارة الجسم.

ولتغلب على  رائحة العرق فى الصيف أولت الحصارة الفرعونية أهمية كبيرة لصناعة العطور حيث كان لمصر الدور الأكبر في تأسيس صناعة العطور كذلك ملابسهم كانت كلها من الكتان الطبيعى الرقيق الأبيض وكانت معظم الملابس قصيرة ورقيقة.