الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

العلاقات التاريخية بين مصر وأفريقيا

الخميس 15/يونيو/2023 - 09:52 ص

بمناسبة زيارة السيد الرئيس لعدة دول أفريقية خلال الأيام الماضية نتعرف على طبيعية العلاقات التاريخية بين مصر وأفريقيا؟


علاقة مصر بقارة هى علاقة جغرافية تاريخية فرضتها عليها موقعها فى شمال شرقها وهى همزة الوصل مع قارة أسيا وأوروبا وقد شعر المصرى القديم بهذا فحرص أن تكون جذوره دائما ممتدة بها وتأمين حدوده بها  وأرسل بعثات أستكشافية.


ومنذ عصر الأسرة الاولى الفرعونية بدأ أهتمام المصريين ببلاد النوبة ووجه كل الملوك جهودهم نحو التغلغل فى هذه المنطقة وهناك نقش للملك جر ثالث ملوك الأسرة الاولى على قمة جبل الشيخ سليمان جنوب وادى حلفا به قارب وأسم الملك وأسفله عدد من الجثث وصورة رجل قيدت ذراعاه ويقبض على قوس رمز رجال النوبة حيث كانت النوبة تسمى تاستى أى أرض حاملى القوس ومازال القوس مستعملا فى رقصاتهم الخاصة ويحمله الطبيب الساحر لقبائل الأنكا كعلامة مميزة.


وضحت هذه الصلات  خلال عصر الأسرة السادسة على هيئة بعثات كشفية ورحلات تجارية وحملات تأديبية. 


وتكفل بأعمال الكشف وترويج التجارة حينذاك، عدد من كبار حكام أسوان، جمعوا فيما يحتمل بين الدم المصري والدم النوبي وعرفوا اللهجات النوبية والسودانية وتفاهموا بها مع أهلها، وحملوا لذلك لقب رؤساء المترجمين "إميرا عو"، وسجلت النصوص من أسمائهم أسماء: 


إري، وحرخوف، ومخو، وسابني، وببي نخت وكان أكثرهم أثرًا اثنان، هما: "حرخوف"، و"ببي نخت" وسجلوا ذلك على جدران مقابرهم فى منطقة قبة الهوا فى أسوان وقد جلبوا البخور والعاج  والأبنوس والذهب بل وأستجلاب جنود الميدجاى منها لتأمين حدودها  ولعبوا دور الحرس الجمهورى فى تأمين الملك لطول قامتهم وأجادتهم فى رمى السهام والرماح.


وكان الملك يعين نائبا عنه فى كوش لتأمين الحدود وفرض الضرائب وتأمين منابع النيل وشق القنوات والشلالات وتأديب القبائل الزنجية فى جنوب السودان وكان المنظر الشهير فى معظم المقابر أن أهل الجنوب يقدمون الجزية عبارة عن عربات حربية وأسلحة وأثاث ومشغولات ذهبية وحيوانات.


كذلك جلبوا الأقزام منها  للقيام بدور المهرجين  فى القصور الملكية  وظهر ذلك بوضوع منذ عصر الفرعون ساحورع من الأسرة الخامسة على حجر بالرمو وفى عصر الدولة الوسطى حيث قام الملكت سنوسرت الثالث بعمل شق  فى الجندل الأول   فى النيل لتسهيل مرور السفن التجارية والحربية وقام كذلك بتوصل النيل بالبحر الأحمر عن طريق قناة لتسهيل مرور السفن 


وأستمر ذلك فى ارسال بعثات وأشهرها بعثة الملكة حتشبسوت لبلاد بونت والتى سجلتها على جدران معبدها فى الدير البحرى  بغرب الأقصر.


وقد تأثرت وأثرت  الحضارة المصرية فى مظاهر كثيرة من الحضارة المصرية وحرص ملوك الفراعنة على أن تكون هناك روابط عسكرية وأقتصادية فى داخل العمق الافريقى ومن الناحية المعمارية  حيث بنى الفراعنة المعابد على الحدود فى بلاد النوبة لتكون مركزا لنشر الحضارة المصرية والديانة فى أفريقيا مثل معابد الدكه ودابود وأشهرها معبدى ابوسمبل الذى بناه رمسيس الثانى بمعجزة تعامد الشمس وكان المعبود أمون يعبد فى مناطق كثيرة من أفريقيا.


وأسس وبني بها الملوك النوبين الذين حكموا مصر فترة  الأسرة 25 حوالي 220 هرما في ثلاث مناطق من النوبة كأضرحة لملوك وملكات نبتة ومروي الذين حكموا مملكة كوش وتسموا باسم الفراعنة السود .


أول الأهرام بنيت في منطقة الكرو وتشتمل على أضرحة الملك كاشتا وإبنه بيا أو بعنخي، ومعها أضرحة لاحقيه شباكا و تنوت أماني ، وأهرام 14 ملكة.


أهرام نبتة لاحقة بنيت في نوري، على الضفة الغربية لنهر النيل في النوبة العليا . هذه المقبرة ضمت قبور 1 ملكا و 52 ملكة وأميرة.


اتت سياسة التمصير والادارة بنتائجها في العصور المتأخرة عندما قام ملوك النوبة بنجدة كهنة امون في طيبة وحكموا مصر طوال قرن كامل , كما ان حكام النوبة حاولوا استرداد المجد المصري في بلاد الشرق الادني القديم باعتبارهم حكام مصريين.