السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

استشاري الطب الطبيعي بعين شمس تكشف تفاصيل مرحلة التأهيل التنفسي لحالة أول زراعة رئة من متبرع حي في مصر

الثلاثاء 03/يناير/2023 - 09:00 ص
عملية زراعة الرئة
عملية زراعة الرئة

قالت الدكتورة سالي صابر، مدرس واستشاري الطب الطبيعي والتأهيل بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو فريق زراعة الرئة من متبرع حي، إن المريضة سحر التي خضعت لإجراء عملية زراعة رئة في مصر في حالة جيدة ومازالت موجودة في الرعاية المركزة وتتلقي العلاج وتستقر حالتها وتتحسن يوميا ولكن الهدف من التأهيل البدني والتنفسي هو إعادة المريض الذي كان يعاني من إعاقة معينة تمنعه من ممارسة الحياة بشكل طبيعي حتي يكون إنسان فعال في المجتمع ويمارس حياته بشكل طبيعي بأعلي كفاءة.

 

وأشارت استشاري الطب الطبيعي، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" الي أنه التحضير لحالة المريضة سحر استغرق 6 شهور لأنها كانت تعاني من ضعف الوزن والكتلة العضلية بجانب كسور أدي الي فشل في عضلة القلب اليمني واليسري وإرتفاع شديد في ضغط الشريان الرئوي والفشل التنفسي من النوع الأول وكانت تعتمد على 15 لتر أكسجين وهي ملازمة للفراش واستغرق التأهيل البدني مجهود شاق علي مسافات طويلة وتم ذلك بالتعاون مع  أطباء من قسم الصدر والتغذية العلاجية والصيدلة الإكلينيكية حتي يتم إعطاء مكملات غذائية تحتوي على البروتين مع الحمل العضلي البدني ونحن الان في مرحلة التحريك الإيجابي وهي مشاركة المريض في إجراء التمارين والحالة الصحية الان للمريضة سحر جيدة للغاية.

د. سالي صابر 

وأضافت صابر، الي أن المرضي اللذين يعانون من الفشل التنفسي مثل حالة سحر لديهم أزمة في عدم القدرة على التنفس بشكل سليم بإلاضافة الي قلة كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم فعندما يقوموا ببذل أقل مجهود يحدث لهم تعب شديد فبالتالي يحتاجون الي الالزام بالفراش لعدم قدرتهم علي ممارسة أي مجهود وأيضا يؤدي ذلك الي ضغط كبير علي عضلة القلب وهذا حدث في حالة المريضة سحر..

 

وأكدت استشاري الطب الطبيعي، إن التأهيل ينقسم الي جزئين وهو التنفسي والبدني، لان هناك ضعف شديد في عضلة التنفس من خلال عضلة الحجاب الحاجز وهي عضلة التنفس الرئيسية أو عضلات ما بين الضلوع فهذه العضلات تكون غير قادرة علي القيام بالوظيفة الخاصة بها ويستخدم المريض عضلات تمثل أعباء كبيرة علي القلب ولا تعطي كمية الأكسجين المطلوبة.

 

وأضافت الدكتورة سالي صابر، أن الهدف من ذلك هو تدريب المريض على أخذ نفس صحيح يعيد فتح الرئة وإدخال أكبر كمية من الأكسجين الي أعضاء الجسم بالإضافة إلى تقوية عضلة الحجاب الحاجز لكي يكون المريض قادرا على التنفس الكافي لاحتياجات الجسم المختلفة.

 

وتابعت، أنه خلال فترة التأهيل البدني يتم استخدام بعض البرامج والتمارين والأجهزة الحديثة حتي يتنفس المريض بشكل صحيح، ولكن نجد عدد من المرضي يعانون من الإفرازات في الرئة والعدوى المتكررة مما يؤدي الى ضعف عضلة الحجاب الحاجز وبالتالي يكون التنفس غير سليم ويعتمد جزء كبير علي تنقية المجاري الهوائية من الإفرازات حتي لا يحدث انسداد داخل المجاري الهوائية ويستطيع المريض التنفس بشكل سليم.

عملية زراعة الرئة 

وأشارت الدكتورة سالي صابر، الي أن التأهيل البدني يتم للمرضي لانهم يعانون من ضغف في الكتلة العضلية وقوة العضلات الطرفية فيكونوا غير قادرين علي الحركة فنقوم بعمل برنامج مكثف حسب حالة كل مريض لتأهيل وقوة تلك العضلات لكي تساعد المريض علي الحركة، ويتم قياس الكتلة العضلية ووزن المريض وكثافة العظام ومعرفة كمية الدهون الموجودة داخل الجسم ويتم عمل برنامج بدني وغذائي لكي نعيد الكتلة العضلية للشكل المناسب لها.

 

وأكدت استشاري الطب الطبيعي، إن فوائد التأهيل العضلي للمريض فهو يعمل على التنفس بشكل صحيح وإدخال أكبر كمية ممكنة من الأكسجين للرئتين وتنقية الدم المحمل بالاكسجين الكافي الذي يصل الي أعضاء الجسم المختلفة للممارسة الوظائف الحيوية، مؤكدة أن هولاء المرضي يعانون من التنفس السريع ولم يصل كميات الأكسجين الكافية الي الجسم ويكون الهدف هو عمل تنفس سليم لملئ الرئتين وتوصيل أكبر كمية من الأكسجين للجسم.

وأوضحت الدكتورة سالي صابر، أن التأهيل البدني ينقسم إلى مرحلتين وهما ما قبل الجراحة والهدف منها تعليم المريض آليات التنفس السليم حتي يستطيع التنفس بشكل صحيح عقب عملية زراعة الرئة مع زيادة الكتلة العضلية لتقليل الضغط علي الرئة التي يتم زراعتها وأيضا عضلة القلب لكي يمارس المريض حياته بشكل طبيعي، أما التأهيل ومراحل ما بعد إجراء الجراحة فيمر العلاج بمراحل عديدة ويكون المريض في الرعاية المركزة وتهدف تلك المرحلة عدم حدوث مضاعفات للمريض من خلال تيبث المفاصل وكسور في وظائف التنفس ودمور للعضلات وأيضا حدوث جلطات في الساقين وقرح الفراش وتعتمد هذه المرحلة علي تجنب المريض لتلك المضاعفات ويشارك أيضا المريض في التمارين التنفسية والعضلية لزيادة المعدل الكتلي للعضلات وتحسين وظائف التنفس.

 

وأستكملت، أن المرحلة الثالثة من التأهيل تتم عقب خروج المريض من الرعاية المركزة ويتم بناءا على قياسات معينة ومدى استعداد كل مريض في هذه المرحلة علي المجهود الذي يقوم به ويتم استخدام أنواع متطورة من الأجهزة لإعادة بناء العضلات وقوة العضلات وكثافة التنفس والأداء الحركي للجسم.

 

وأكدت الدكتورة سالي صابر، أن المرحلة الرابعة تكون عقب خروج المريض من المستشفي ويأتي الي ممارسة العلاج الطبيعي يوم بعد يوم ويتم من خلال أجهزة أكثر دقة لرفع معدلات الكفاءة لدي المريض وتستمر جلسات العلاج الطبيعي للمريض حتي تعمل الرئة المزروعة بأقصى كفاءة ممكنة مع الحفاظ على الكتلة العضلية وزيادتها ورفع الحمل التدريبي ليؤدي حمل عضلي ومجهود باستخدام كمية أقل من الأكسجين للحفاظ على العمر الاستراتيجي للرئة المزروعة.