مشهد يخطف القلب.. سائق مصاب بالسرطان ينقذ طفلين من الموت ويخسر التاكسي الخاص به

نشر الكاتب الصحفي تامر عبده أمين قصة رجل مسن مصاب بالسرطان ، أنقذ طفلين 10 سنوات من الموت على الطريق السريع بعد قرارهم المتهور بتعديه الطريق فجأة مما جعله يتفادي موتهم بالاصطدام بالرصيف مما نتج عنه تهشم التاكسي الخاص به والذى كان مصدر دخله الوحيد.

وقال تامر عبده أمين "دي قصة عظيمة بس حزينة وتستحق إنها تتحكي وتتعرف لـ السببين.. عم "جمال" راجل طيب بيشتغل سواق على تاكسي وهو مصدر رزقه الوحيد هو وأسرته.. للأسف عم "جمال" مصاب بأورام سرطانية في الكبد وبياخد كيماوي بشكل مستمر ورغم كده بيصمم إنه يشتغل بإيده على قدر ما يقدر لإنه مش واخد على قعدة البيت.. من يومين تلاتة كان راكب التاكسي بتاعه ورايح عشان يعمل "بذل" في معهد الكبد.. فجأة وفي وسط الطريق الدائري ظهر من تحت الأرض طفلين عندهم 10 سنين كانوا عايزين يعدوا الطريق من مكان مش مخصص أصلاً لتعدية المشاة!.. الراجل كان بينه وبين الطفلين مسافة تسمح له إنه يبعد عنهم شوية وعمل كده فعلاً بس هما للأسف كمان اتحركوا بتردد أكبر نعدي ولا مانعديش نعدي ولا مانعديش وبقوا في ثانية في مواجهة التاكسي وكان التصادم حتمي!".

وتابع" عم "جمال" كان قدامه خيار من إتنين، يا يخبط الطفلين يا إما يغير مسار التاكسي ويخبط في السور!.. سبحان اللي إداله القدرة على التركيز والاختيار في اللحظة الصعبة دي.. اختار الخيار التاني ولف الدريكسيون وضحى بالتاكسي وخبط في السور وزى ما واضح في الصورة العربية اتخرشمت والجزء الأمامي بتاعها انتهى والحمدلله إن هو وابنه اللي كان قاعد جنبه أصلاً خرجوا بشوية كدمات وإصابات.. لولا ستر ربنا ثم اللي عمله عم "جمال" كان ممكن نكون بنكتب الخبر ده بس بشكل مختلف وعنوانه العريض كان هيكون إن فيه طفلين -(بغض النظر عن إهمالهم وإهمال أهاليهم اللي سابوهم في مكان زى ده)- خبطتهم عربية وماتوا وهما بيعدوا الطريق!.. الراجل الطيب ده خسر مصدر رزقه هو وأسرته عشان ينقذ روحين، ومعندوش القدرة المادية إنه يصلح أى حاجة في العربية اللي محتاجة مبلغ ضخم عشان ترجع لحالتها!.. وأنا عندي ثقة ويقين إن البلد فيها مسؤولين محترمين هيحاولوا يعوضوه ويراضوه لما يعرفوا حكايته لإن اللي عند ربنا مش بيضيع".