الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

"على الجرجاوي".. أول داعية للإسلام في بلاد اليابان وأسلم على يده 12 ألف ياباني

الخميس 07/أبريل/2022 - 02:27 م
الجرجاوى
الجرجاوى

يعد علي بن أحمد بن علي الجرجاوي، أول داعية للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث، عاش حياته في مصر، وتجول في عدد من البلاد العربية والأوربية واليابان، ولد في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر في قرية القرعان إحدى قرى مركز جرجا بمحافظة سوهاج، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في الكُتَّاب، ثم تلقى أوليات العلوم الدينية على يد عدد من علماء مدينة ثم انتقل إلى القاهرة للالتحاق  بالأزهر الشريف.

وفي عام 1906م وصلت الأنباء إلى معظم حواضر العالم الإسلامي بأن الشعب الياباني بعد انتصاره على روسيا في سبتمبر 1905؛ سيعقد مؤتمرًا كبيرا للمقارنة بين الأديان المختلفة من أجل اختيار أفضلها وأصلحها، حتى يصبح الدين الرسمي للامبراطورية. 

فاهتمت عدد من الصحف في أنحاء العالم الإسلامي بهذا الخبر، وكان ممن سمع به وجذب اهتمامه الشيخ علي أحمد الجرجاوي؛ فكتب في صحيفة الإرشاد يدعو شيخ الأزهر وعلماء الإسلام لتشكيل وفد للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يمكنهم من خلاله إقناع الشعب الياباني وامبراطوره بالإسلام؛ وهذا من شأنه- إذا حدث- أن يؤدي إلى قيام حلف إسلامي قوي يجمع اليابان وربما الصين أيضا مع السلطنة العثمانية؛ فيعود للإسلام مجده القديم، وعندما لم يجد استجابة لدعوته أعلن عزمه على السفر بنفسه لأداء هذا المهمة. 

وبدأ في إعداد نفسه للسفر، فعاد إلى بلدته القرعان في مركز جرجا، وباع خمسة أفدنة من أرضه لينفق منها على رحلته، واستقل الباخرة من ميناء الإسكندرية قاصدًا اليابان، وغاب أكثر من شهرين، وقد عاد بعد هذه الزيارة بأخبار وحقائق قام بنشرها في كتاب بعنوان "الرحلة اليابانية"

ويذكر الجرجاوي أن اليابانيين بعد انتصارهم على روسيا؛ رأوا أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع عقلهم الباهر، فاقترح عليهم الكونت كاتسورة رئيس الوزراء إرسال خطابات إلى كل من الدولة العثمانية، وفرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا وأمريكا؛ ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين؛ ليجتمعوا في مؤتمر يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته، ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان، فأرسلت إليهم هذه الدول بمندوبين عنها؛ حيث أرسلت الدول العثمانية وفدًا إسلاميًا، في حين أرسلت بقية الدول وفودًا مسيحية من كل المذاهب المسيحية، وقد بدأت أولى جلسات المؤتمر في السادس من المحرم 1324هـ / الأول من مارس 1906م 

وينقل الجرجاوي إعجاب اليابانيين بالإسلام، أنتهى المؤتمر دون الاستقرار على دين بعينه؛ إذ إن كل مجموعة من اليابانيين استحسنت دينًا دون الاتفاق على واحد منها، وأن غالبية من حضروا المؤتمر من اليابانيين وجدوا في أنفسهم ميلاً للإسلام الذي أحسن علماؤه بيان ما فيه من قواعد ومبادئ يتفق معها العقل والمنطق.