الأربعاء 22 مايو 2024 الموافق 14 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

ياسر العمدة ليس الأول.. ننشر الأعداد الكاملة للعناصر المتمردة في تركيا بعد ترحيلها لانتقادها مصر

الخميس 17/مارس/2022 - 04:41 م
الناشط الإخواني ياسر
الناشط الإخواني ياسر العمدة

تغييرات مستمرة تلحق ملف المصريين المتواجدين في تركيا ممن يطلق عليهم معارضين، خاصة في ظل التطور الذي يطرأ على ملف العلاقات بين البلدين عقب حدوث تقارب خلال الأشهر القليلة الماضية، كان السبب في تصاعد سيناريو طرد وتسليم المصريين في تركيا إلى السلطات في بلادهم.

بحسب ما نشرته وسائل الإعلام التركية، فقد طلبت السلطات داخل البلاد من الناشط الإخواني، ياسر العمدة، مغادرة أراضيها، بعد مخالفته لتعليماتها، وبثه لفيديوهات منتقدة لمصر من داخلها.

حيث تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مقطع فيديو ظهر فيه الناشط الإخواني ياسر العمدة، وهو موجودة على متن الطائرة، ويعلن خلاله مغادرة الأراضي التركية بناء على طلب السلطات.

مؤكدا خلال الفيديو الذي لم يتعدى عدة دقائق؛ أن ذلك بسبب بثه لفيديوهات عبر صفحته على مواقع التواصل ينتقد فيها مصر؛ تحقيقا لسيناريو كتب منذ عدة سنوات عقب سقوط الإخوان من الحكم.

 يعرف ياسر عبد الحليم أحمد عبد الحفيظ، باسم ياسر العمدة، والذي كان يعمل موظفًا إداريًا بميناء دمياط قبل هروبه لتركيا، وكانتزقد أدرجته محكمة جنايات القاهرة، ضمن 187 متهمًا على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات، حيث عرف ياسر العمدة خلال الفترة الأخيرة باسم صاحب دعوات ما عرف بـ"ثورة الغلابة" و"حركة 11-11".
 ‏
ترحيل متهم 

انتشر على مواقع التواصل خبر ترحيل معارض محكوم عليه بالإعدام في مصر، محمد عبد الحفيظ، إلى بلاده في عام 2019، من مطار أتاتورك الرئيسي في إسطنبول بعد وصوله من الصومال بسبب عدم حصوله على تأشيرة دخول لتركيا.

وفي السادس من فبراير 2019، قال مكتب حاكم إسطنبول إن تركيا ستحقق في ترحيل مصري محكوم عليه بالإعدام في مصر في قضية هجوم بسيارة ملغومة، حيث أوقفت ثمانية ضباط عن العمل لدورهم في العملية.

وقال مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيان له نشر في ذلك الوقت إنه من الخطأ ترحيل أي شخص يواجه اتهامات وعقوبات في مصر، وأن الواقعة تحتاج إلى تحقيق.

كما عاد الكاتب الصحفي جمال الجمل الذي تواجد في تركيا لعدة سنوات، إلى مصر مرة أخرى، وكان قد تم اتهامه بالقضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا المعروفة إعلاميا باسم "مكملين 2″.

معتز مطر ومحمد ناصر

رحل الإعلامي معتز مطر، من تركيا، بعد نشره فيديو على صفحته على موقع تويتر أعلن فيه عن غياب بسبب التعليمات التركية التي طالبته بوقف برنامجه على قناة الشرق التي تبث من إسطنبول، رفقة العاملين داخلها، وعدم بث أي برامج تنتقد مصر والحكومة المصرية من إسطنبول.

وقال "مطر" في فيديو على صفحته على مواقع التواصل، إنه رحل وفريقه رسمياً من فضائية "الشرق"، مضيفاً: "بعد 7 سنوات نحمل عصانا ونرحل"، وطرد إلى لندن.

وكانت قد أكدت مصادر تركية على محاولة الإعلامي الإخواني، محمد ناصر، الهرب خارج تركيا، إلى أمريكا الشمالية، حيث كاز يبحث عن فرصة للخروج من تركيا بعد التضييق عليه، وأنه يسعى حاليًا للهرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا.

ترحيل 12 شاب 

نشرت وسائل إعلام مصرية أخبار تفيد بأن السلطات التركية تحتجز 12 شابا مصريا منذ أيام، من العناصر المحكوم عليها بالسجن المؤبد والمشدد لتورطهم في قضايا عنف وإرهاب في مصر.

وأوضحت أن المحكمة التركية المختصة قررت إخلاء سبيل كافة المصريين مع إحالتهم لمكتب الأجانب والهجرة للبدء في إجراءات ترحيلهم إلى مصر، على حد ما تم تداوله.

بداية عودة التقارب المصري التركي

في شهر مليون من عام 2021، أجرى وفد تركي زيارة للعاصمة المصرية، في محاولة لاستكشاف سبل إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.

وبحسب المراقبون فقد مهدت تركيا لهذه الزيارة قبل شهرين، لكن جاء الرد المصري بالموافقة الحذرة، واستضافت مصر على مدار يومين، وفد تركي رفيع المستوى لإجراء محادثات في القاهرة.

على أن تحاول من خلالها مصر وتركيا إصلاح العلاقات المتوترة بينهما بعد خلاف بدأ قبل ثماني سنوات، وحدا بكل منهما إلى مساندة فصيل مختلف في الحرب الدائرة في ليبيا ووضعهما على طرفي نقيض في نزاع بشأن السيادة والحقوق في مياه شرق البحر المتوسط.

بعد ذلك بعدة أشهر سافر السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية، في زيارة إلي أنقرة خلال سبتمبر الجارى، لإجراء الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا.

وتناولت الزيارة العلاقات الثنائية بين الجانبين، فضلا عن عدد من الملفات الإقليمية، وجاءت تلك الزيارة المصرية لتركيا استجابة للدعوة المقدمة من وزارة الخارجية التركية.

بداية 2022

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بداية عام 2022، عن أن بلاده تتطلع إلى التقرب تدريجاً من إسرائيل ومصر، بعد فتحها صفحة جديدة مع الإمارات.

 وكشف الرئيس التركي في تصريحات له عن استعداده لتسمية السفراء وفق جدول زمني محدد عند اتخاذ هذا القرار، وإن اعتبر أن الأمر سيتم في إطار مخطط شامل.
 ‏
لكن بحسب المراقبون فإن انتقال العلاقات إلى مرحلة أخرى سيفترض تصفية أزمة متعددة في ملفات بين البلدين يتم التفاوض بشأنه، حيث يعتبر الرئيس التركي ذلك مدخلاً لمفاوضات حقيقية تتسبب في التهدئة مع اليونان وقبرص.

وقد تتجاوب أنقرة مع مطالب مصر في ملف جماعة "الإخوان المسلمين" المصنفة رسمياً على أنها جماعة إرهابية في القاهرة ليتم وقف المنصات المعادية.

لكن الخبراء يؤكدون على أن ذلك الملف به الكثير من بالتفاصيل، ومن بينها موقف الحاصلين على الجنسية التركية ومن يحاولون الحصول على الجنسية التركية في مواقع متعددة.

 وهؤلاء لن يستطيعوا الخروج من تركيا أو ترحيلهم، وقد تجاوبت أنقرة، فأوقفت بعض الإعلاميين مثل محمد ناصر ومعتز مطر، ولكنها لم تغلق القنوات رسمياً، بل تزايد هجوم الإعلاميين على السياسة المصرية. ولم يتغير شيء، كما ترى السلطات المصرية.
 

ماهي الوجهات المحتملة لإيواء الآخرين؟

يبحث قيادات الإخوان خلال الفترة الحالية من المتواجدين  داخل تركيا عن ملاذ آمن للجوء إليه عقب تقارب العلاقات بينها وبين مصر، وتعد لندن هي الوجهة الأولى لارتباطها بتواجد قيادات الجماعة بداخلها واعتبارها ملاذ آمن،.تليها إسبانيا وكندا، ثم نيوزلندا وبلجيكا.