الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

عبد الوارث عسر.. شيخ الفنانين الذي سجل القرآن الكريم كاملاً بصوته

السبت 18/سبتمبر/2021 - 05:31 م

واحد من أوائل الفنانين في تاريخ فن التمثيل سواء في المسرح والسينما حتي مع إنطلاق إرسال التليفزيون العربي كان من أوائل الفنانين المشاركين في أعمال التليفزيون.

تعلم علي يده كبار الفنانين نطق اللغة العربية السليم أمثال فاتن حمامه وشادية وماجدة وصباح وسعاد حسني ونعيمة عاكف ومعظم نجمات الشاشة العربية قبل وقوفهم أمام الكاميرا كانوا يقفوا أمام عبد الوارث عسر لتعليمهم أصول وقواعد اللغة العربية .

كان يوقف العمل أثناء الصلاة بل وينادي علي كل العاملين في الاستوديو ليأمً بهم في الصلاة وكان من يريد من الفنانين تجويد القرآن الكريم وحفظه يتوجه إلي عبد الوارث عسر، لم يراه أحد شاباً علي الشاشة فكان أب لجميع نجوم الشاشة علي مختلف الأجيال .



وقف علي جبل عرفات أثناء الحج وألقي شعراً صوفياً من تأليفه في العشق الإلهي .

الفنان عبدالوارث عسر هو أحد رواد فن التمثيل في مصر قدم طوال مشواره الفني عشرات الأعمال وظل يمثل حتى آخر سنوات عمره.

بعيداً عن الفن كانت حياة عبدالوارث عسر حياة هادئة ومنظمة وخالية من المنغصات لكن الأمور لم تظل كذلك حيث عاش أسوأ فترات عمره في آخر ثلاث سنوات من حياته

أصيب عبد الوارث عسر بغيبوبة كاملة، بعدما توفيت زوجته في 3 مايو 1979، وكانت بنت خالته يحبها جدًا ومرتبطًا بها إلى أقصى درجة، وبعد وفاتها حزن حزنًا شديدًا عليها ودخل إلى المستشفى في شبه غيبوبة كاملة.
ظل عبدالوارث عسر فترات طويلة بمستشفى "المعادى للقوات المسلحة"، وأمر الرئيس الراحل أنور السادات بعلاجه على نفقة الدولة، حتى وافته المنية في يوم 22 أبريل عام 1982

عبدالوارث عسر، من مواليد "الدرب الأحمر"، بجي الجمالية في  16 سبتمبر عام 1894، أصول والده ريفية من "الدلنجات" محافظة البحيرة، حفظ القرآن الكريم منذ الصغر وتعلم تجويده، وكان والده يعمل بالمحاماة، وعلى صداقة كبيرة مع الزعيم سعد زغلول، وبعد دخول الانجليز مصر، استقال والده من المحاماة لأنه رفض التعامل مع سلطات الاحتلال

التحق عبد الوارث عسر بوزارة المالية للعمل في وظيفة "كاتب حسابات" واستقال في سن 40 عامًا للتفرغ للفن، وانتقل للإقامة بحي الدقي.



الفنان الراحل قدم أكثر من 300 فيلم، وكتب العديد من السيناريوهات إلى أن جاءت أم كلثوم، وقدم معها تمثيلاً وكتابة سيناريو في فيلمي "سلامة"، و"عايدة"، وبعدها جاءت مرحلة الانتشار السينمائي فقدم "دموع الحب"، و"يوم سعيد" و"حب في الظلام" مع فاتن حمامة عام 1953، وفيلم "عيون سهرانة" مع شادية 1956، و"شباب امرأة" مع تحية كاريوكا، و"صراع في الوادي" و"الأستاذة فاطمة" و"الأرض" . 

شارك في آخر أيامه في بعض الأعمال كان أشهرها مسلسل "أحلام الفتى الطائر" مع النجم عادل إمام 
و"بابا عبده" مع عبد المنعم مدبولي و"علياء والمدينة" مع نورا .




نال العديد و العديد من الجوائز والتكريمات من مختلف دول العالم العربي وكرمه الزعيم جمال عبد الناصر والزعيم محمد أنور السادات .