السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

ننشر كلمة الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع نظيره الجيبوتى

الخميس 27/مايو/2021 - 02:21 م
الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مباحثاته اليوم الخميس مع نظيره الجيبوتى إسماعيل عمر جيلة شهدت مناقشات مُثمرة وبناءة حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة والوثيقة التى تجمع بين مصر وجيبوتى فى مختلف المجالات. 

وفيما يلى نص الكلمة التى ألقاها الرئيس السيسى فى المؤتمر:

"أخى الرئيس إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتى الشقيقة، إنه من دواعى سرورى البالغ أن أتواجد اليوم فى جيبوتي، كما إنه من دواعى اعتزازى أن أكون أول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بزيارة رسمية إلى بلدكم الشقيق، هذه الدولة المحورية التى تلعب دوراً هاماً فى محيطها الإقليمي.

وأود أن أشكركم أخى فخامة الرئيس "عمر جيلة" على حفاوة الاستقبال التى لقيناها منذ وصولنا، وعلى كرم الضيافة المعهود عن بلدكم وشعبكم الكريم، وهو ما يعكس كذلك ما يجمع بلدينا من علاقات أخوية متينة واستراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة، مستندةً إلى إرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

أخى فخامة الرئيس، أود كذلك أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن خالص التهانى على تجديد الشعب الجيبوتى لثقته فى قيادتكم الحكيمة للبلاد، وذلك بإعادة انتخابكم لفترة رئاسية جديدة فى الانتخابات الأخيرة، متمنياً لكم التوفيق لمواصلة مسيرة البناء والاستقرار.

لقد أجريت مع أخى الرئيس مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتى على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، واتفقنا على أهمية الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، من خلال زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن تكثيف التعاون فى مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وفى هذا الإطار، اتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية فى جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة فى مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضى قدماً بافتتاح فرع لبنك مصر فى جيبوتي، كما توافقنا على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية فى جيبوتى خلال الفترة المقبلة لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى القطاعات ذات الأولوية، خاصةً فى مجال النقل وربط الموانئ، ومجال الصحة، حيث يجرى التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصرى فى جيبوتي، فضلاً عن التعاون فى مجال الاستزراع السمكي.

كما توافقنا كذلك على تكثيف جهودنا فى مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة من خلال تكثيف نشاط الأزهر الشريف فى هذا الشأن، بما يساهم فى تعزيز الاستقرار فى محيطنا العربى والأفريقي.

ولقد جاء اجتماعنا اليوم تتويجاً لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائى بين البلدين، ولوضع إطار استراتيجى متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها فى الفترة المقبلة، بما يؤكد إراداتنا السياسية المشتركة فى هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التى تربط بين البلدين.
وتأتى مباحثاتنا الثنائية اليوم فى ظل ظروف استثنائية تمر بها منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، على خلفية عدد من النزاعات والصراعات التى تشهدها، وتحديات تثبيت الأمن والاستقرار فى بعض دولها، ومن ثم فقد تناولنا مجمل الأوضاع الإقليمية خلال المباحثات، فى ضوء ما تمثله من تحدٍ هام للمنطقة، واتفقنا على أهمية تعزيز التعاون لدعم الأمن والاستقرار الإقليميين، والعمل المشترك لتجنب امتداد نطاق بعض النزاعات إلى دول الجوار، بما قد يهدد حالة السلم والأمن بقارتنا الأفريقية العزيزة.
كما توافقنا على أهمية تكثيف التعاون بين البلدين فيما يتصل بأمن البحر الأحمر كشريان استراتيجى هام يحظى بأهمية بالغة لدى الجانبين.
واستعرضت كذلك المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، وهو الملف الذى يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها، وأكدت على حتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة فى أقرب فرصة ممكنة، وبما يحقق مصالح الجميع ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة، كما أكدت على رفض مصر لأى مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب.
أخى الرئيس "جيلة"،
أود فى الختام أن أغتنم هذه المناسبة العزيزة لأعبر مجدداً عن سعادتى بتواجدى هنا اليوم وسط الأشقاء فى جيبوتي، وأن أجدد شكرى على الحفاوة التى لقيتها من جانب فخامتكم، وأن أعبر عن ثقتى الكاملة فى أن المرحلة القادمة ستشهد توطيداً للشراكة بين بلدينا، استناداً إلى الرؤية المشتركة والإرادة السياسية الصلبة من جانب البلدين، معرباً عن تطلعى إلى استقبالكم فى المستقبل القريب فى بلدكم الثانى مصر لمواصلة التشاور والتنسيق.