الأربعاء 22 مايو 2024 الموافق 14 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

وزير الرى: الملء الأول لسد النهضة عَرض السودان لصدمة مائية

الإثنين 24/مايو/2021 - 12:42 ص
محمد عبد العاطي وزير
محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري

كشف وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، أسباب تغير موقف السودان من سد النهضة، مؤكداً على أن ممارسات إثيوبيا، العام الماضي في الملء الأول، سبب فجوة الثقة الحالية مع السودان ومصر.

وأضاف عبد العاطي، أن إثيوبيا احتجزت 4.5 مليار متر مكعب من المياه العام الماضي دون إعلام مصر والسودان مستغلة كبر الفيضان حيث قامت بإحتجاز الفيضان لمدة أسبوع في شهر يونيو الماضي وحيث أن نظام إدارة النهر في السودان يقوم على أنه في موسم الفيضان تقوم السودان بتفريغها وبالفعل قامت السودان بذلك وفوجئت بغقدام أديس ابابا على حجز المياه فحدثت ازمة أدت بسبب غياب التنسيق فحمل السودانيون الجراكن بحثا عن المياه ".


وفند الوزير الحجة الاثيوبية، بإن إقدامها على الملء الاول كان بهدف توليد الكهرباء قائلاً : " الملء الأول للسد العام الماضي لم يفد إثيوبيا بـ"نكلة" وتوربينات السد لم تعمل حتى الآن رغم تخزين 4.5 ميار متر مكعب من المياه"، كما كشف أن السودان تعرض لأضرار كبيرة، حيث شهد جفاف وفيضان معًا بسبب سقوط الأمطار على الخرطوم في يوليو وأغسطس في عام واحد، بسبب الملء الأول للسد، معلقًا: " أن السؤال هو هل كان الهدف هو إيذاء السودان وهل هذه حسن نية؟، رغم أنه كان من الممكن تخفيف الجفاف على السودان العام الماضي، لو تم تأجيل الملء الأول شهرًا واحدًا.

إستطرد الوزير في معرض ذكره لتفاصيل إيذاء السودان قائلاً: " إثيوبيا فتحت البوابات السفلية للسد في نوفمبر الماضي فتأثرت محطات الشرب السودانية بسبب الطمي وتعرضت للسد إزاي بقى بعد كل المقالب دي تثق دولتا المصب في سلوك أديس أبابا وممارستها".

وأوضح الوزير، أن السودان تحسب هذا العام للملء الثاني لتخفيف الصدمة، وليس لمنعها نظراً لتاثيراته الأكبر مقارنة بالملء الاول ولكن هي في النهاية سواء مصر أو السودان الاجراءات، التي تتخذ هي لتخفيف الصدمة وليس لمنعها حيث لم تقدم الخرطوم على إفراغ السدود، في ظل أن موسم الفيضان هو في علم الغيب.

وواصل الوزير في سرد الأضرار التي ستطال السودان جراء الملء الثاني، مضيفًا أن إثيوبيا ستشغل فتحتي السد طول موسم الأمطار هذا العام بقدرة 50 مليار متر مكعب وهم اقل من إحتياجات السودان حيث أن عمل فتحتي السد طول موسم الأمطار لا تفي باحتياجات السودان وحدها من المياه لا في زراعة ولا مياه شرب، مضيفًا حول الحجة الاثيوبية بوجود الفتحات، "بمناسبة الفتحتين أثناء التفاوض طلبنا زيادة فتحات السد لـ 4 وأن تتحمل مصر تكلفة الفتحتين الإضافيتين لتأمين السد واحتياجاتنا من المياه لكن إثيوبيا رفضت مقترح مصر بزيادة فتحات السد بزعم أن الفتحتين يكفيان الاحتياجات".

وكشف كذلك، أن مصر قدمت 15 سيناريو للحل وعشرات برامج المحاكاة في المفاوضات لكنه بحسب عبد العاطي فإن تعنت إثيوبيا في المفاوضات يعود لحب الاستحواذ وغياب الإرادة السياسية والمشاكل الداخلية وشدد الوزير أن المجتمع الدولي غير مدرك لمخاطر عدم التوصل لاتفاق حول السد".

كما أوضح، أن إثيوبيا تروج أنها تسعى لتوليد إحتياجتها من الكهرباء ورغم ذلك قدم لإثيوبيا سيناريو يضمن توليد 80% من كهرباء السد في أسوأ فترات الجفاف لكن الجانب الإثيوبي لا يريد أي التزام من جانبه في قضية السد"
 وشدد الوزير في لقاء خلال برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON" أنقلق المصريين من السد الإثيوبي طبيعي خاصة في ظل الفجوة بين الموارد المائية بين مصر وإثيوبيا قائلاً : "94% من أثيوبيا موارد خضراء من مياه الأمطار و94% من مصر صحراء ومصر بها مليار متر مكعب من مياه الأمطار مقابل 900 مليار متر مكعب في إثيوبيا فضلاً عن أن إثيوبيا لديها 55 مليار متر من المياه في بحيرة "تانا" وعدد آخر من السدود و40 مليار من المياه الجوفية المتجددة"

وأشار الوزير كذلك، إلى أن توربينات السد الإثيوبي غير جاهزة للتشغيل حتى الآن مشككاً في قدرة إديس أبابا على توليد الكهرباء في اغسطس القادم قائلاً : " أشك في قدرة إثيوبيا على توليد الكهرباء في أغسطس المقبل" كاشفًا أن مصر في جعبتها العديد من الأوراق خلال الفترة القادمة ولم يستبعد ذهاب مصر لمجلس الأمن الدولي غير مستبعد قائلاً : "مصر لديها سيناريوهات لما بعد الملء الثاني"

وختمم حديثه، حول القلق الذي يساور الوزير في مجهود الشاق، حيث قال: " أنا طول الوقت "قلق" وبدونه لن أعمل لكن أنا مطمئن لأننا دولة قادرة ولدينا قيادة وهذا يطمئن كل المصريين وهي قيادة لن تسمح بحدوث أزمة مياه في مصر".