السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

عماد الدين: الرئيس اختار التوقيت والزمان بذكاء سياسي شديد بعد أن استخدم الصبر الاستراتيجي لسنوات

الثلاثاء 30/مارس/2021 - 10:52 م
جانب من الحدث
جانب من الحدث

علق الكاتب الصحفي عماد الدين أديب، على تصريحات الرئيس السيسي ورسائله التي وجهها اليوم في مؤتمر قناة السويس قائلاً: "في 48 ساعة شعرت بالفخر مرتين المرة الأولى عندما إستطاعت سواعد رجال قناة السويس من تحرير السفينة الجانحة بما كانت تمثله من كارثة كبرى كانت تحيق بالتجارة العالمية  والمرة الثانية شعرت فيها بالفخر هي تصريحاته اليوم بشان سد النهضة، حيث أن الرئيس الذي إلتزم بضبط النفس طول هذا الوقت بما يسمى الصبر الاستراتيجي اطلق اليوم تحذيراً جدياً لم يستخدمه قبل ذلك بهذا الشكل الواضح من قبل".

وكشف في مداخلة هاتفية عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "ON" "أن الجيش المصري منذ قدم التاريخ قبل 4900 سنة قبل الميلاد كان يحارب لثلاثة أسباب أولها الدفاع عن السيادة الوطني، ثم الارض والحدود وثالثًا الدفاع عن الثروات قائلاً: "منذ هذا التاريخ  يمكن فهم بواعث حروب الجيش المصري  سواء مع التتار أو الهكسوس أو الانجليز واليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي كإبن مصري مخلص دارس لاستراتجية المؤسسة العسكرية كخلفيه له يدرك جيدًا أن الحرب هو أخر قرار يمكن اللجوء إليه بعد إستنفاذ الوسائل الاخرى سواء  السياسية أو الضغوط  أو العلاقات الدبلوماسية".

وشدد أديب أنه من الواضح أن إثيوبيا مستمرة في المرواغة وقد إستمرأت فكرة أن  مصر تسعى دائماً لفكرة الحل السلمي عبر إتفاق قانوني ملزم يحافظ على حقوق الجميع قائلاً: "الرئيس السيسي اطلق هذا التصريح اليوم في وقت دقيق قبيل إقدام أديس أبابا على الملء الثاني بفاصل زمني أقل من 100 يوم وذلك بحسب اليوم الذي ستختاره إثيوبيا لذلك".

وشدد أن فكرة وأهمية الوصول لاتفاق ملزم قبل الاقدام على الملء الثاني يعكس أهمية  الوصول إلى إتفاق دون ضغوط على الاطراف المعنية في دولتي المصب ودون إذعان قائلاً: "محاولة إثيوبيا التملص من الوصول لاتفاق قبل الاقدام على خطوة الملء الثاني  تؤكد  رغبة أديس أبابا في الانسلاخ عن إتفاق المباديء المبرم في عام 2015".

واصل قائلاً: "وهذا الوضع الذي ترغب  فيه إثيوبيا يعرض السودان  ومصر لمخاطر شديدة، مؤكدا أن الرئيس السيسي إختار المكان والتوقيت الذي يبعث عبره برسالة اليوم بذكاء وعبقرية سياسية شديدة  وكذا بالنسبة للتوقيت  الذي أطلق فيه التصريحات في وقت  يضع العالم فيه لمصر قيمة إستراتيجية كبيرة في أعقاب قناة السويس حيث إستغل الرئيس المناسبة لاطلاقه هذه الرسالة قائلاً: "تصريحاته أيضاً تسبق المفاوضات التي من الممكن أن تنتطلق في جةولتها الثانية  خلال أسبوعين".

وأوضح أديب أن تصريحات الرئيس اليوم تحمل في طياتها إحتمالين، حيث انها  قد تبدو تصريحات عسكرية أو حربية لكن الرئيس السيسي  أراد قبيل مفاوضات السد الجديدية أن يبعث برسالة لاثيوبيا أن هذه الجولة ستحمل لهجة جديدة غير قاصرة فقط على هدوء التوصل لحل سلمي عبر إتفاق ملزم للاطراف قائلاً: "الرئيس بعث برسالة لاديس أبابا أن أماكم خيارين إما أن تتوقفوا عن حالة المرواغة طول السنوات الماضية أو أنه من المحتمل أن يكون هناك حلاً أخر وبالتالي الرئيس يدخل المفاوضات المقبلة  بأقصى درجات الضغط".

وكشف أن تصريحات الرئيس السيسي في هذا التوقيت جاءت في توقيت تعاني فيه إثيوبيا من مشاكل الداخل سواء تلك التي بين القبائل أو المشاكل الحدودية مع جيرانها  بالاخص مع السودان".

وشدد على أن الرئيس ايضاً وجه الرسالة في توقيت تم فيه إبرام صلح مع دولة قطر وتركيا التي ترغب في المصالحة مع مصر وكانتا من أهم الدول الداعمة لاثارة الفوضى عبر مساندة إثيوبيا  في سد النهضة   قائلاً : "هو يدرك تماماً أن هاتين الدولتين الان لايمكنهما سواء علناً  أو  سراً في دعم إثيوبيا وبالتالي  أديس ابابا الان في وضعها  الحالي ليست في  أفضل أحوالها".

وكشف أن "الرئيس اليوم في رسالته العسكرية لاثيوبيا بدى وكأنه يقول لهم عندما قال أنهم ليسوا بعيدين عن قدرات مصر أن مصر لديها طائرة الرافال العسكرية المقاتلة التي يصل مداها  إلى 3500  كيلو متر والمسافة بين مصر وإثيوبيا  2500 كيلوا متر، بالاضافة إلى لطائرات أخرى  فضلاً عن الصواريخ البالستية  سواء  متوسطة المدى الصمرية تبلغ مداها من 1500 -3000 كيلو مترو أو فوق المتوسط التي يتراواح مداها مابين 3500-500  متر هذا ويضاف عليه  إذا ماوضع في الاعتبار الاتفاق الدفاعي بين مصر والسودان مع قرب المسافات  الحدودية بين السودان وإثيوبيا التي لاتتجاوز 1000 كيلوا متر فهذا يعني أن اي صاروخ أو  طائرة حتى لو كان الصاروخ الروسي الجديد والذي يتردد أنه وصل مصر وهو أحدث مافي الترسانه العسكرية الروسية وهو متخصص في ضرب الكتل الخرسانية  في الاسطح شديدة التلاقي".

واستطرد: "وبالتالي الرئيس يدرك أن تقارير إستخباريتية نمت إلى علم مخابرات أديس ابابا تؤكد أن مصر دولة قادرة على الردع حيث أنه هناك فارق كبير بين طرف يراهن أن الطرف الاخر يراهن على على الحلول الدبلوماسية فقط وبين دولة قادرة على الردع في جولة مفاوضات وشيكة يفصلها عنها أسبوعين".

وكشف أن الرئيس إستخدم فكرة الخط الاحمر في رحلته السياسية ثلاثة مرات وهو ماوضعه للاخوان قبيل 30 يونيو  كمهلة زمنية ثم إستخدمه في رسم  خط سرت والجفرة واليوم إستخدمه في سد النهضة".

كان  الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أنهى  جولته في المجرى الملاحي لقناة السويس، اليوم، والتى رافقة خلالها عدد من كبار المسؤولين، وذلك بعد نجاح العاملين في هيئة قناة السويس فى حل أزمة السفينة الجانحة في الممر الملاحي "إيفر جيفن" وتعويمها.ووجه الرئيس السيسي خلال كلمته في مؤتمر صحفي أجراه اليوم من قناة السويس، عدة رسائل هامة في مختلف القضايا التي تخص مصر منها: "تطوير قناة السويس، وأزمة السد الأثيوبي، ومشروع الدلتا، ورسائل خاصة من الرئيس السيسي للشعب المصري".