السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"مصر تايمز" يحقق في واقعة الاتجار بالبشر لأغراض العمل القسري.. رجل متهم باختطاف الأطفال واستخدامهم في التسول.. أودع أحد أطفاله في صندوق قمامة وأضرم النار فيه.. والسوشيال ميديا تودي به إلى السجن

الخميس 01/أكتوبر/2020 - 10:17 م
صورة من الحدث
صورة من الحدث

نشرت سيدة تدعى هبة أحمد عدة منشورات على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" تزعم فيها قيام أحد الأشخاص باختطاف طفل واستخدامه في التسول ومعاملته بطريقة سيئة، بمنطقة موقف سيارات المرج أسفل الكوبري.


وبحسب منشور "هبة" أقدم ذلك الرجل أيضا على إحداث عاهات جسدية مستديمة في ابنه الصغير، كي يستخدمه في الشحاذة.



وكتبت في منشور لها: "الطفل موجود فموقف المرج دلوقتي حالا تحت الكوبري اللي عند عربيات الهرم والفيوم.. الطفل مع شخص شكله متشرد وبيعاملة بطريقة لا تدل أنه ابنه اطلاقا والولد شكله نضيف جدا، ومعاة عيل تاني مقطوع دراعه وزي ما في الصورة.



وتفاعل الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المنشور، وبعد ساعتين كتبت "هبة" منشورا آخر قالت فيه: "زينة القاضي (إحدى صديقاتها) شافت البوست بتاعي وهي ساكنة جمب الموقف، نزلت تجري بس لقت مكان الواد فاضي معني كده أن فعلا الكلام ده كان يدوب من كام ساعة". 

وأضافت: "والرجل صاحب الموقف قالها الولد ده جديد مع الرجل بقاله أسبوع وهو اللي عامل في ابنه العاهة دي عشان يشحت بيه، وقالها بيبقي موجود كل يوم من الساعه 7 الصبح بيبع مناديل".



توصلت "هبة"، إلى معلوماتٍ جديدة تتعلق بالطفل، تقول: "اللي متابع قصة الولد المخطوف في وحده اتصلت بيا من السويس وهي قالتلي فعلا الرجل ده كان بواب عندهم وهو اللي عامل لابنه العاهات دي عشان يشحت بيه وأن الولد الصغير مش ابنه وهو اتنقل من السويس مشي وجه القاهرة.. والولد فعلا مخطوف".



وتواصل "مصر تايمز" مع هبة أحمد، لكشف كواليس الواقعة، قالت أنها وجدت منشورا على أحد الجروبات يعرض قصة الطفل وأنه ثمة احتمال كبير يرجح اختطافه، لذا ذهبت إلى موقف المرج، وهو المكان الذي ظهر فيه الطفل، لكنها لم تجد لا الطفل ولا الرجل المتهم باختطافه، فتركت تليفونها الشخصي مع أحد السائقين هناك للاتصال بها حال معرفة أية معلومات، وعادت مرة أخرى إلى منزلها، وبعد عودتها هاتفتها سيدة قالت أنها فاعلة خير، تعرف اسم الرجل وعنوانه بالتحديد، وبالفعل تقول هبة: ذهبنا إلى المنطقة وتأكدنا من العنوان.

وأضافت "هبة" في حديثها لـ"مصر تايمز" أنّ شخصا يدعى أحمد عيد، هاتفها قائلا: أنه ذهب إلى موقف المرج وتوصل إلى عنوان الرجل مختطف الطفل وأخذه من بيته بصحبة الطفلين إلى قسم شرطة الخصوص مباشرة.



وبعدما وجهت الشرطة اتهامات للرجل باختطافه طفلين واحداث عاهات باحدهما لاستخدامهما في التسول، أنكر كل ذلك وظهر في فيديو من داخل الحجز يقول: "لو مش عيالي اتضرب بالنار".



تقول "هبة" أنّ الشرطة استدعت نجدة الطفل لاستلام الطفلين، كي لا يُحتجزوا بصحبة الرجل الذي يدعى أنه ابيهم، لكن النجدة أصرت على أنها لم تستلم إلا الطفل الصغير المشتبه في اختطافه أما الآخر الذي يعاني من عاهات مستديمة قالت أنها لن تستطيع استلامه.

وتحرى "مصر تايمز" عن قصة الطفل الآخر المصاب بعاهات الذي ظهر في الصور برفقة الرجل، باستخدام محركات البحث إذ قادتنا إلى الوصول لمنشور على صفحة "أطفال مفقوده" المعنية بنشر صور المفقودين والمتغيبين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يرجع إلى عام 2015 وتظهر فيه طفلة تدعى "رحمة" يقال أن عمرها 8 سنوات برفقة هذا الطفل المصاب بعاهات وأن عمره 4 سنوات.





وتقول الرواية التي ذكرها المنشور أن والد الطفلين المذكورين (رحمة والطفل الذي يعاني من عاهات)، يتعاطي الخمور باستمرار، وكان يضرب زوجته ويعاملها بقسوة، ما دفعها إلى الهرب منه تاركة الطفلين مع والدهما، وبعد رحيلها أقدم الرجل على وضع طفله داخل صنوق زبالة ثم أضرم النار فيه، ولما تدخل الأهالي لانقاذ الطفل كانت النار قد التهمت ذراعه بالكامل، وسببت له عاهات في الفم والأنف. 



وكشفت مصادر لـ"مصر تايمز" أنّ الرجل المتهم يخضع لتحقيقات النيابة ويواجه تهما تتعلق باختطافه الأطفال واستخدامهم في التسول.

ويصف الإنتربول الدولى مثل تلك الوقائع بأنها اتجار قسري بالبشر إذ يتم اختطافهم والاتجار بهم باستخدام الخداع والإكراه ويجدون أنفسهم محتجزين في ظروف العبودية للقيام بمجموعة متنوعة من الأشغال، ويمكن أن تشارك الضحايا في أعمال زراعية أو تعدين أو صيد الأسماك أو في أعمال البناء، إلى جانب عبودية منزلية وغيرها من الوظائف الكثيفة العمالة.