لا للحياة البرية المتوحشة داخل المدن.. المتحدث الإعلامي لمطرانية بورسعيد ينضم لقائمة ضحايا عقر الكلاب
في واقعة دقت ناقوس الخطر مجدداً حول أزمة الكلاب الضالة في شوارع بورسعيد، أعلن القس إرميا فهمي، المتحدث الإعلامي لمطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، عن تعرضه لهجوم شرس وعقر من كلب مسعور أثناء أدائه لواجبه الرعوي والإنساني، مما أدى لإصابته بجروح غائرة في رجله اليمنى.
وروى القس إرميا تفاصيل الحادثة التي وقعت يوم 23 ديسمبر الجاري، مشيراً إلى أنه توجه لمستشفى بورسعيد العام - الأميري لتلبية نداء زيارة مريض، وعند خروجه متوجهاً لسيارته، تفاجأ بكلب يخرج من أسفل السيارة ويهاجمه بضراوة شديدة، وأكد القس أنه لولا عناية الله لكانت الإصابة أكثر سوءاً، حيث تمكن من الإفلات بصعوبة والتوجه فوراً للمستشفى لتلقي المصل وعمل الإسعافات اللازمة، مما سيضطره للتوقف عن خدمته وعمله لعدة أيام لمتابعة حالته الصحية وتجنب مضاعفات داء السعار.
ووجه المتحدث الإعلامي للمطرانية نداءً حاداً إلى كافة المسؤولين في محافظة بورسعيد، كلٌ في موقعه واختصاصه، متسائلاً بمرارة: "إلى متى ستظل ظاهرة انتشار الكلاب الضالة تهدد الأرواح في شوارعنا؟"، ومحذراً من أن الحادث قد يتكرر مع غيره بصورة قد تنهي حياتهم إذا لم يتم التحرك الفوري لإنهاء هذا الملف.
واختتم القس إرميا فهمي نداءه بلمسة وفاء مؤثرة، حيث قدم خالص تعازيه لأسرة المغفور له الحاج محمود عباس - الشهير بعم عاطف، الذي دفع حياته ثمناً لهذه الظاهرة الكارثية بعد تعرضه لهجوم وحشي من مجموعة كلاب ضالة بمنطقة قصر ثقافة بورسعيد، ورفض القس ارميا فهمي الحياة البرية المتوحشة داخل المدن.
وقد أشعلت هذه الوقائع المتتالية، بدءاً من إصابة القس إرميا فهمي البالغة وصولاً إلى الفاجعة التي أودت بحياة الحاج عاطف، فضلاً عن إصابة عشرات الأطفال بوقائع مشابهة، حالة من الغضب العارم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ببورسعيد، حيث تحولت منصات السوشيال ميديا إلى ساحة للمطالبات الشعبية العاجلة، التي ناشد خلالها المواطنون الأجهزة التنفيذية بضرورة التدخل الفوري لإنهاء هذا الخطر الداهم، وسرعة توفير أماكن إيواء مجهزة بعيداً عن الكتل السكانية لنقل تلك الكلاب إليها، محذرين من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيزيد من أعداد الضحايا ويحول الأزمة إلى كارثة إنسانية لا تحمد عقباها.





