نهاية عام وبداية حقبة.. ميسي يتربع على عرش أمريكا في 2025
لا توجد سنة واحدة في مسيرة ليونيل ميسي الإحترافية مرت دون أن تترك أثراً أو تنتهي برفع كأس، أو تتحقق فيها أحلام كانت تبدو بعيدة، ومع اقتراب عام 2025 من نهايته، يثبت القائد الأرجنتيني أن بريقه لا يخبو أبداً، بل يزداد توهجاً في فصوله الجديدة فوق الأراضي الأمريكية.
لم يكن هذا العام مجرد موسم رياضي آخر في سجلات "البرغوث"، بل كان عاماً تاريخياً بامتياز، شهد تتويج إنتر ميامي بلقب كأس الدوري الأمريكي لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، ليكتب ميسي فصلاً مشرقاً جديداً في إرثه الأسطوري.
منذ وصوله إلى ميامي في يوليو/تموز 2023 ، لم يكن هدف ميسي مجرد لعب كرة القدم، بل كان يطمح لترك بصمة دائمة في الثقافة الرياضية الأمريكية، وبالفعل نجح في وقت قياسي في أن يصبح الهداف التاريخي للنادي، وقاده لتحقيق أول ألقابه المتمثلة في درع المشجعين وكأس الدوريات.
وفي هذا العام، أكمل ميسي المهمة بنجاح ساحق، حيث قاد الفريق للفوز بالمباراة النهائية لكأس الدوري الأمريكي ضد فانكوفر وايت كابس في 6 ديسمبر/كانون الأول، في ليلة صنع فيها ميسي هدفين من أصل ثلاثة، ليؤكد تفوق فريقه ويعوض مرارة الخروج المبكر من تصفيات العام الماضي.
رغم كثرة السفر وضغط المباريات، لم يتراجع مستوى ميسي الفني، بل توج بالحذاء الذهبي للدوري الأمريكي بعد تسجيله 29 هدفاً، وحصل على جائزة اللاعب الأكثر قيمة في الدوري للسنة الثانية على التوالي.
وعند تسلمه الجائزة، قال ميسي بتواضع "لقد كان عاماً طويلاً وتاريخياً للنادي، كونها المرة الأولى التي نتوج فيها بأبطال الدوري... الاستمتاع بما حققناه كان أمراً رائعاً وخاصاً جداً".
ولم تقتصر مشاركات ميسي على المستوى المحلي، بل قاد فريقه في النسخة الافتتاحية لكأس العالم للأندية، متجاوزاً دور المجموعات قبل أن يصطدم بفريقه السابق باريس سان جيرمان.
خلف الكواليس وفي المدرجات، كان تأثير ميسي أعمق من مجرد أهداف وانتصارات، يصف الأسطورة الأرجنتيني ماريو كيمبس هذا التواجد بأنه "نقطة تحول ثقافية"، حيث أصبحت أكاديميات كرة القدم في الولايات المتحدة تشهد إقبالاً غير مسبوق من الأطفال الذين يتطلعون للاقتداء بأفضل لاعب في العالم في عقر دارهم. وهو ما أكده الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرب إنتر ميامي.
ونقل الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن ماسكيرانو قوله إن كل خطوة يخطوها ميسي تترك أثراً هائلاً، مما جعل الدوري الأمريكي ونادي إنتر ميامي معروفين في كل بقعة من بقاع الأرض.
لم يكن ميسي وحيداً في رحلة الصعود هذه، فقد أحاط نفسه بكتيبة من النجوم الذين شاطروه المجد سابقاً في برشلونة، مثل لويس سواريز وخوردي ألبا وسيرخيو بوسكيتس، بالإضافة إلى مواطنه رودريجو دي بول الذي انضم للفريق قبل ستة أشهر وكان حجر الزاوية في السيطرة على خط الوسط.
ومع تجديد عقده مؤخراً حتى عام 2028 ، تبدو الساحة مهيأة لميسي ليواصل سحره في كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك.
كانت رحلة بدأت من روزاريو، ومرت ببرشلونة حيث بنى مملكته، ثم باريس التي عاش فيها لحظات من التألق، وصولاً إلى ميامي التي يبدو فيها وكأنه اكتشف نفسه من جديد.
ميسي في نهاية عام 2025، ليس مجرد لاعب، بل هو ساحر يواصل إلقاء تعاويذه على أمة بأكملها، مبرهناً على أن القصة لم تنتهِ بعد.





