الجمعة 26 ديسمبر 2025 الموافق 06 رجب 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

«نبوءة الطوفان» التي هزت السوشيال ميديا.. قصة إيبوه نوح مدعي النبوة الذي أربك غانا

الجمعة 26/ديسمبر/2025 - 01:30 ص
قصة إيبوه نوح مدعي
قصة إيبوه نوح مدعي النبوة الذي أربك غانا

بين ادعاءات كارثية عن طوفان وشيك ووعود بالنجاة عبر سفن خشبية عملاقة، تحول شاب غاني يطلق على نفسه اسم “إيبوه نوح” إلى ظاهرة مثيرة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد زعمه تلقي أوامر إلهية ببناء سفن لإنقاذ البشرية من نهاية محتومة.

قصة إيبوه نوح مدعي النبوة الذي أربك غانا

وخلال فترة قصيرة، نجح الشاب في حصد أكثر من مليون متابع على منصة «تيك توك»، مستغلًا مقاطع فيديو ذات طابع ديني عاطفي، روج خلالها لرواية تزعم أن العالم مقبل على «طوفان عظيم» سيقع في ديسمبر 2025.

إيبوه نوح: الطوفان سيغمر الكرة الأرضية بالكامل

وادعى “إيبوه نوح” أن هذا الطوفان سيغمر الكرة الأرضية بالكامل، مؤكدًا أن البشرية ستفنى باستثناء من يتمكن من الصعود إلى السفن التي قال إنه مأمور ببنائها، مضيفًا أن الكارثة ستستمر ما بين ثلاث إلى أربع سنوات متواصلة.

ومن خلال بثوثه المباشرة، أكد الشاب أنه انتهى بالفعل من تشييد عدة سفن خشبية ضخمة، زاعمًا أن نحو 380 ألف شخص من أتباعه يستعدون للتجمع والصلاة والسفر من مناطق مختلفة، تمهيدًا للصعود إلى السفن في الساعات الأخيرة قبل ما وصفه بـ«إعادة ضبط العالم».

ورغم غرابة الرواية، لاقت تصديقًا واسعًا بين آلاف المتابعين، إذ أقدم بعضهم على بيع منازلهم وممتلكاتهم، بينما قدم آخرون مبالغ مالية كبيرة للنبي المزعوم مقابل ضمان أماكن لهم على متن سفن النجاة.

ولم يقتصر تأثير القصة على الداخل الغاني فقط، بل توافد أتباع من دول مجاورة وخارج القارة الأفريقية، مدفوعين بالخوف من المصير المنتظر والأمل في النجاة، في مشهد أعاد إلى الأذهان حالات هلع جماعي رافقت نبوءات نهاية العالم عبر التاريخ.

ومع اقتراب الموعد المزعوم، تدخلت السلطات الغانية وألقت القبض على «إيبوه نوح» بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة وتضليل الرأي العام، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقًا، ما زاد من حالة الجدل والانقسام.

وقبيل توقيفه، نشر الشاب مقطع فيديو جديدًا قال فيه إن عدم وقوع الطوفان في الموعد المحدد قد يعني أن الله سامح البشر وغفر لهم، معلنًا عزمه تنظيم احتفال كبير بهذه المناسبة، في تبرير أثار موجة جديدة من السخرية والنقد.

بين الهلع الجماعي والسخرية.. «نبوءة الطوفان» تشعل جدلًا واسعًا

وخلال الساعات الماضية، انتشرت مقاطع مصورة على نطاق واسع تظهر تجمعات لأشخاص يعلنون إيمانهم بالرواية، ويحثون الآخرين على الانضمام سريعًا، وسط أجواء حماسية تعكس حجم التأثر النفسي الذي خلفته القصة.

وعلى مستوى التفاعل، واجهت القصة موجة انتقادات حادة، حيث رأى كثيرون أنها نموذج صارخ لاستغلال الخطاب الديني والتلاعب بمشاعر البسطاء، محذرين من خطورة توظيف الخوف لتحقيق مكاسب شخصية.

وأشار متابعون آخرون إلى أن مثل هذه الظواهر تنتشر غالبًا في فترات الأزمات وعدم الاستقرار، حين يبحث البعض عن أي رواية تمنحهم شعورًا بالأمان، مطالبين بتعزيز الوعي الديني والإعلامي لمواجهة هذا النوع من التضليل.

في المقابل، طغت نبرة السخرية على جزء كبير من التفاعل، خاصة على منصتي «إنستجرام» و«إكس»، حيث قارن مستخدمون السفن المزعومة بأفلام الكوارث، وتساءل آخرون بشكل تهكمي عن قدرتها الاستيعابية وموعد انطلاق الطوفان.

وامتدت السخرية إلى إنتاج مقاطع ساخرة ورسوم كاريكاتيرية، أعاد خلالها نشطاء نشر الفيديوهات الأصلية مرفقة بتعليقات تكشف تناقضات الرواية، محولين القصة إلى مادة للتندر.

لكن أصواتًا أخرى حذرت من الاكتفاء بالسخرية، معتبرة أن ذلك قد يقلل من حجم الأضرار النفسية والمادية التي لحقت بأشخاص صدقوا الادعاءات، داعية إلى مقاربة أكثر مسؤولية تجمع بين النقد والتحذير.

واختتم متابعون النقاش بالتأكيد على أن القصة أعادت فتح ملف خطورة الأخبار الزائفة، وحدود المحتوى الديني على منصات التواصل الاجتماعي، ودور السلطات والمنصات الرقمية في حماية المجتمعات من التضليل الجماعي.