الإثنين 22 ديسمبر 2025 الموافق 02 رجب 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي.. ويؤكد: الصرح «مرآة تاريخية» تعكس حضارات مصر

الإثنين 22/ديسمبر/2025 - 04:50 م
محافظ المنيا يتفقد
محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي

قام اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بجولة تفقدية داخل متحف آثار ملوي، للوقوف على سير العمل بالمنشأة الثقافية التي تُعد واحدة من أهم المنارات الأثرية في صعيد مصر، وذلك في إطار دعم القطاعين السياحي والأثري بالمحافظة، وتسليط الضوء على الكنوز التاريخية التي تزخر بها المنيا «عروس الصعيد».
 وخلال الجولة، استمعت الزيارة إلى شرح من السيدة جيهان نسيم سامي، مديرة المتحف، حول تاريخ إنشاء المتحف، موضحة أنه تمت إعادة افتتاحه في 22 سبتمبر 2016 بسيناريو عرض متحفي جديد ومتطور، يواكب المعايير الحديثة للعرض والحفظ، مشيرة إلى أن المتحف يضم 3 قاعات رئيسية بالدور الأرضي تحتوي على نحو 950 قطعة أثرية نادرة، تمثل مرآة حقيقية للعصور التاريخية التي مرت بها مصر، بدءًا من العصر الفرعوني، مرورًا بالعصرين اليوناني والروماني، وصولًا إلى الحضارتين القبطية والإسلامية.
 وتفقد محافظ المنيا قاعات العرض الثلاث، حيث تضم القاعة الأولى القطعة الأبرز بالمتحف، وهي تمثال الأميرة «عنخ إس إن با أتن» ابنة الملك أخناتون والملكة نفرتيتي، إلى جانب معروضات تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية للمصري القديم، مثل أدوات الزينة، وحفظ العطور، ووسائل الإضاءة، ونماذج النوافذ المعمارية.
 كما تضم القاعة الثانية معروضات الحياة الجنائزية، والتي تقدم تصورًا متكاملًا للعالم الآخر، من خلال مجموعة متنوعة من التوابيت والأبواب الوهمية، التي تعكس طرق الدفن واختلاف المكانة الاجتماعية للمتوفى، وفقًا لخامات التوابيت وأحجامها وزخارفها.
 وتستعرض القاعة الثالثة مظاهر الحضارة المصرية عبر العصور المختلفة، حيث تضم نماذج نسيجية، وأواني كانوبية، ومجموعة من العملات اليونانية والرومانية المصنوعة من الفضة والبرونز، وصولًا إلى أيقونة للسيدة العذراء من العصر القبطي، ومصحف أثري نادر مكتوب بخط اليد من العصر العثماني، يعكس روعة الزخارف الإسلامية وجماليات الخط العربي.
 وأكد اللواء عماد كدواني خلال جولته أن متحف آثار ملوي لا يُعد مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل يمثل ذاكرة حضارية حية توثق عبقرية الإنسان المصري في منطقة مصر الوسطى عبر آلاف السنين، مشيرًا إلى أن المتحف يُجسد بانوراما تاريخية متكاملة استطاعت أن تجمع شتات الحضارات المصرية في مكان واحد، وأن إعادة افتتاحه عام 2016 كانت رسالة واضحة بأن هوية المنيا وتاريخها عصيان على الاندثار، مما يجعله وجهة ثقافية وسياحية مهمة للباحثين والزائرين.
 ومن جانبها، أوضحت مديرة المتحف أن دور المتحف لا يقتصر على العرض فقط، بل يضم أقسامًا متخصصة في التربية المتحفية لذوي الهمم، إلى جانب قسم تعليمي مخصص لطلاب المدارس، يتم من خلاله تنفيذ ورش عمل وأنشطة تدريبية وحرفية، تسهم في ربط الأجيال الجديدة بتاريخ أجدادهم وتعزيز الوعي الأثري لديهم.