ركود الحياة.. خطوة نحو الاستقرار والتوازن
ثبات الحال وركوده لفترات طويلة قد يكون نوعًا من أنواع الاستقرار الإيجابي أحيانًا، خاصة لو كان التغيير مفاجئًا وسريعًا ومرهقًا على الإنسان.... ثبات الحال بشكل عام والعيش في استقرار أفضل من خوض تجارب مؤلمة وحتى أفضل من التعرض لسعادة قوية تنقلنا عن الواقع ثم تعيدنا لنصطدم به.... لا شك أن أكثر شيء ثابت في الحياة هو التغيير، لكن ميلنا لجعل رتم الحياة ثابتًا لأطول وقت وسعينا للتغيير التدريجي للتأقلم خطوة بخطوة أفضل من التغيير الجذري الذي قد نعرض أنفسنا له.
بعيدًا عن التغيرات الحياتية المفاجئة والظروف القدرية التي قد تغير مزاجنا وتقلب حياتنا رأسًا على عقب، فهذا النوع من المتغيرات ليس لنا دخل فيه.... المقصود هو التغيير الذي لنا عليه سلطة وإرادة قبوله أو رفضه.... قد لا يدرك الإنسان أن ركود حياته وثباتها يعتبر نعمة عظيمة إلا عندما يرى غيره يعيش تجارب مؤلمة أو حتى سعيدة ثم تذهب سعادته في لمح البصر.
للاستقرار أنواع كثيرة، استقرار نفسي، عائلي، صحي، اجتماعي، مادي، عاطفي، روحي، وهناك الكثير من المسميات والأصعدة الحياتية التي يسعى الإنسان لتطبيق الاستقرار فيها :
الاستقرار النفسي يتحقق عن طريق السلام النفسي والداخلي بالبعد عن الصراعات، ويتحقق بالشعور بالاتزان والثقة بالنفس.... الاستقرار العائلي يتحقق بالحفاظ على العلاقات الأسرية والعائلي قوية ومستقرة.... الاستقرار الصحي يتحقق بالحفاظ على الصحة العامة وممارسة الرياضة والحرص على التغذية السليمة.... الاستقرار الاجتماعي يتحقق بالاندماج الإيجابي للفرد داخل مجتمعه.... الاستقرار المادي يتحقق بتأمين الفرد لدخل يكفي احتياجاته ومتطلباته الحياتية والأساسية ويفيض لتحقيق رفاهياته.... الاستقرار العاطفي يتحقق بالقدرة على إدارة المشاعر والاحاسيس بشكل صحي وإيجابي.... وأخيرًا، الاستقرار الروحي يتحقق بالإيمان العميق بالله والشعور بالاتصال القوي مع الذات والكون والحياة.
لو سعى كل إنسان للاستقرار وحافظ على ثبات حياته وأدرك أن الركود أحيانًا يكون في صالحه بالبعد عن التجارب المؤلمة أو السعيدة بشكل مبالغ فيه، سيكون مستعدًا نفسيًا لاستقبال أي متغيرات جذرية مفاجئة تطرأ عليه من الحياة وسيكون مستعدًا لخوض تجارب ايجابية ورائعة.... لأن وضعه الأساسي مستقر ورتم حياته ثابت بطبيعته.... وإن أراد الإنسان تغيير أي جزء في حياته، فاختيار التغيير التدريجي أفضل حل للتأقلم خطوة خطوة على الحياة الجديدة.





