فيروس H3N2.. هل الإصابة به تمنح مناعة دائمة؟
فيروس H3N2..مع دخول موسم الإنفلونزا وارتفاع معدلات الإصابة، تتزايد تساؤلات المواطنين حول قدرة الجسم على اكتساب مناعة دائمة بعد التعرض للمرض، خاصة مع انتشار سلالة H3N2 من فيروس الإنفلونزا (A) وبينما يعتقد البعض أن الإصابة مرة واحدة كفيلة بالحماية مدى الحياة، تؤكد المعطيات الطبية الحديثة أن هذا الاعتقاد غير دقيق، إذ يُعد فيروس H3N2 من أكثر السلالات قدرة على التحور ومراوغة الجهاز المناعي.
فيروس H3N2
وفي هذا السياق، يرصد لكم مصر تايمز في السطور التالية حقيقة المناعة ضد فيروس H3N2، وأسباب تكرار الإصابة، ومدى خطورة العدوى المتكررة، إلى جانب أهمية اللقاح السنوي وسبل الوقاية.
لماذا لا تمنح الإصابة بفيروس H3N2 مناعة دائمة؟
تشير الدراسات إلى أن الإصابة بفيروس H3N2 لا تكفل مناعة مستمرة، حيث يمكن أن يتعرض الشخص للعدوى أكثر من مرة خلال حياته، وأحيانًا خلال فترات زمنية متقاربة.

ويرجع ذلك إلى طبيعة الفيروس نفسه، الذي يمتلك قدرة عالية على التغير الجيني، ما يجعل الجهاز المناعي غير قادر على التعرف عليه بشكل كامل في كل مرة.
التحور الجيني سر تهرب الفيروس من المناعة
يعتمد فيروس H3N2 على آلية تُعرف علميًا بـ"الانجراف المستضدي"، وهي تغييرات تدريجية تصيب البروتينات السطحية للفيروس، المسؤولة عن تعرف الجهاز المناعي عليه.

هذه التغيرات تجعل الأجسام المضادة المكتسبة من إصابة سابقة أو تطعيم سابق أقل فاعلية، فيتعامل الجسم مع السلالة الجديدة وكأنها فيروس مختلف، وهو ما يفسر ظهور موجات إنفلونزا جديدة كل عام.
تراجع المناعة بمرور الوقت
حتى في حال تكوين استجابة مناعية قوية بعد التعافي أو التطعيم، فإن مستوى الحماية يبدأ في الانخفاض تدريجيًا مع مرور الأشهر.
ومع تراجع المناعة، تزداد فرص الإصابة مجددًا، خصوصًا إذا كانت السلالة المنتشرة مختلفة عن تلك التي تعرض لها الشخص سابقًا، وهو ما يفسر تسجيل حالات إصابة متكررة سنويًا.
هل تكون العدوى الثانية أقل حدة؟
توضح الأبحاث أن الإصابة المتكررة غالبًا ما تكون أقل شدة، نتيجة احتفاظ الجسم بذاكرة مناعية جزئية تساعد على تخفيف الأعراض.

وفي معظم الحالات، تقتصر العدوى الثانية على حمى خفيفة وأعراض تنفسية محدودة، إلا أن الخطورة تظل قائمة لدى كبار السن، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والرئة والسكري.
اللقاح السنوي خط الدفاع الأهم
في ظل التحور المستمر لفيروس H3N2، يؤكد الخبراء أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية سنويًا، حيث يتم تحديث تركيبته كل موسم لتتناسب مع السلالات المنتشرة.
ورغم أن اللقاح لا يمنح حماية كاملة، إلا أنه يقلل من احتمالات الإصابة ويحد من شدة الأعراض، كما يسهم في تقليل معدلات دخول المستشفيات والوفيات الناتجة عن مضاعفات الإنفلونزا.
وينفي الأطباء الشائعات حول إضعاف التطعيم المتكرر للمناعة، مؤكدين أنه يساعد الجسم على التكيف مع السلالات الجديدة بكفاءة أعلى.
إجراءات وقائية تقلل خطر الإصابة
إلى جانب التطعيم، تلعب السلوكيات الصحية اليومية دورًا أساسيًا في الوقاية من الإنفلونزا، وتشمل غسل اليدين بانتظام، وتجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح العامة، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، والابتعاد عن المخالطة المباشرة للمصابين، مع الحفاظ على نمط حياة صحي يعتمد على التغذية المتوازنة والنوم الكافي لدعم الجهاز المناعي.
اقرٲ ٲيضاً:"




