الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

عبدالعليم خطاب.. قاتل هنادى الذى أصبح واعظاً للناس

الأحد 14/مارس/2021 - 01:54 م

أحد أهم رواد فن التمثيل في وقت كان فيه الفنان يتقن العديد من اللغات و يتمتع بثقافة واسعة و دراسة في دول أوروبا.

{وين هنادي ياخال}، أحد أهم الجمل السينمائية التي قليت  في أهم أفلامه بل أعماله علي الإطلاق فيلم { دعاء الكروان } عام 1959 

نجم الأدوار الثانية والثالثة، وُصف بأنه واحد من آباء السينما المصرية فنان متميز فنان لا تملك إلا أن تنحني أمام هذه الشخصية الفنية التي برغم محدودية أدواره علي الشاشة إلا أنه أصبح أحد علامات السينما، ظهر في ادوار سينمائية كثيرة في دور الرجل المتعجرف الجامد غليظ القلب وأحياناً الطيب والصديق، لكن قسمات وجهه الحادة، وصوته الجهورى جعل المخرجون يحصرونه فى أدوار الشر، رغم أن هذا الشر لا ينطبق عما إتسم به من الطيبة خارج بلاتوهات التصوير

رغم أنه امتلك في ذاكرة السينما أقسى المشاهد التى عُرضت غلى الشاشة الفضية على الإطلاق ذلك الخال الفظ الذي يبادر إبنة أخته بطعنة كي تدارى الدماء فضيحة "هنادى" في "دعاء الكروان"، فكان أحد أهم مشاهد السينما المصرية علي الإطلاق

ولد الفنان عبد العليم خطاب عام 1913، تلقى تعليمه الأولى، ثم حاز على شهادة الكفاءة، غير أنه سافر إلى روسيا لاستكمال دراسته، وهناك درس فنون المونتاج والإخراج ليكون ضمن طليعة المخرجين المصريين الأوائل، آمن بأهمية التعليم الأكاديمي السينمائي فى صناعة الفنان المحترف، فما إن عاد من روسيا حتى التحق بمعهد التمثيل.
 
ونظراً لتفوقه فقد أرسلته الحكومة المصرية في بعثة دراسية لدراسة الإخراج فى لندن عام 1937، هناك قبل أن تنشب الحرب العالمية الثانية، تنقل خطاب بين استدويوهات الفن فى كبرى البلدان الأوروبية، وهذا ساعده لأن يتقن العديد من اللغات كالإنجليزية، والفرنسية، والروسية، وسيكون لهذا الأمر أثره على التكوين الثقافي للفنان القدير، ات سيما على "خشبة المسرح" التي أخلص لها خطاب.او السينما

وبهذه الميزات قدم عبد العليم خطاب أوراق اعتماده لفرقة رمسيس المسرحية التي أسسها عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، ويصبح واحدا من أبرز وجوهها مثل الفنانة القديرة أمينة رزق، وعلوية جميل، والفنانين حسين رياض، وعزيز عيد وفاخر فاخر.



عمل خطاب ممثلاً ومساعد مخرج للفنان يوسف وهبي في العديد من الأفلام التي أداها على شاشة السينما، لا سيًما أفلامه الإجتماعية خلال فترتي الأربعينيات مثل "ابن الحداد، الطريق المستقيم، رجل لا ينام، ضربة القدر"،

وقد أدت الثقافة التي تمتع بها خطاب لأن يكون واجهة لمسرح رمسيس، وأحد الأبطال الأساسيين للمسرحيات التي كانت تؤديها الفرقة، والتي كانت أغلب رواياتها من روائع الأدب العالمي معظم هذه الأعمال لم يتم تصويرها على خشبة المسرح  لكن فيلم مثل "كرسي الاعتراف"، والذي تم إنتاجه عام 1949 من بطولة يوسف وهبي، وفاتن حمامة ، وعبد العليم خطاب، وفاخر فاخر، وسراج منير، وحسن البارودى قد يعطينا صورة لبعض هذه المسرحيات الرائعة التي أدتها الفرقة، والفيلم يدور حول الصراع بين الواجب والعاطفة.



شارك خطاب فى باكورة أعمال ستوديو مصر بعد افتتاحه عام 1935 على يد الفنان أحمد سالم، فشارك في بطولة فيلم"لاشين" المثير للجدل آنذاك، حيث تحفظت الرقابة على نهاية الفيلم الذي يحكى عن ثورة قامت ضد ملك مستبد، ما أعطى إسقاطاً سياسياً على النظام الملكي في مصر.

ومن الأداء الإجتماعي التراجيدي في أفلام يوسف وهبي، إنتقل خطاب الى مدرسة أخرى، لكنها كوميدية هذه المرة، هي مدرسة "على الكسار" ، بربري مصر الوحيد- حيث شاركه في فيلم على بابا والأربعين حرامي عام 1942، والمفارقة أن هذا الفيلم شهد ميلاد وجوه فنية جديدة في الكوميديا والغناء، لعل أشهرها إسماعيل يس، ومحمد عبد المطلب.



ومن هذا البعد حيث القصص الشعبي في "على بابا والأربعين حرامي"  واصل خطاب الظهور في ملحمة "حسن الهلالي" في نسختيها، الأصلية التي قدمها أنور وجدي في "أمير الانتقام" عام 1950، أو النسخة الثانية التي قدمها فريد شوقي "أمير الدهاء" عام 1964، كما ظهر أيضا في فيلم "ريا وسكينة" عام 1952.

كان عبد العليم خطاب يؤمن بفكرة "البطولة الجماعية" لذا فلا عجب أن أدواره في الخمسينات قد إنحصرت عن البطولة، إلا أنها لا تسقط من ذاكرة المشاهد،  من منا لاينسى دوره  فى فيلم الفتوه مع فريد شوقى والعملاق زكى رستم وكان من ضمن التجار الذين إتحدو للخلاص من غول السوق زكى رستم، وكذلك دور عبد الباسط في فيلم "حسن ونعيمة" مع سعاد حسنى ومحرم فؤاد عام 1959.



وفى عام 1959 قدم عبد العليم خطاب أشهر أدواره على الإطلاق، وألصقها فى مخيلة المشاهدين، حيث قام بدور الخال قاسى القلب، فى رائعة "دعاء الكروان" لعميد الأدب العربى طه حسين، ومن بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، أحمد مظهر، وأمينة رزق ، وزهرة العلا.

واصل خطاب حصاد نجاحه فى "دعاء الكروان" ليظهر فى دور شداد فى فيلم "عنتر بن شداد"  عام 1961 ، ودوره في فى فيلم "الحرام" رائعة الكاتب يوسف إدريس، عام 1965  مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والعملاق زكى رستم.



وقدم مع شادية فيلمين في غاية الأهمية  فيلم { الهاربة } وفيلم { أغلي من حياتي } وفي الفيلمين هربت منه شادية، واتجه بعد ذلك للإخراج بنفس، وقدمت له السينما 3 أفلام من إخراجه هي: "سلوي" و"جزيرة الأحلام" و"العلمين" و لكن لم يكتب لهم النجاح.
 
من أهم أعمال الفنان عبد العليم خطاب  هو الشيماء - امرأة بلا قيد - الشباك - العقل و المال – العلمين – الحرام – كنوز – المخربون – عدوية – حكاية من بلدنا – طريق الانتقام – النداهة – لقيطة – قاهر الظلام – الشباك – امرأة الظلام  – البنت اللي قالت لا – طريق السعادة – أنا و حبيبي – في سبيل الحب – انتصار الحب – قتلت زوجتي – المجد  -  دعاء الكروان -  المتهم - الهاربة .

وفي أواخر أيامه كان لا يفارق كتاب الله والعبادة وبرغم أنه ظل يعمل حتي أواخر أيام حياته إلا أنه رأي عمل خيري تطوعي فقد إنضم مع صديقه الفنان الكبير عباس فارس جمعية إرشاد ديني تابعة للأزهر الشريف وكانا معا يقوما بالتوجه إلي البارات و محلات بيع الخمور لتوعيتهم و إرشادهم بخطورة و حرمة الخمر بل وكانا معا يسافران في القطار لتوعية و نصح الركاب حتة أنهما تعرضا سوياً لكثير من المضايقات بل و هناك ناس كثيرين ظنوا أنهما يقومان بدور تمثيلي 

وفى 28 مايو 1978 ، توفى الفنان القدير عبد العليم خطاب بعد صلي الفجر وأمسك مصحفه يقرأ القرآن الكريم.