الأربعاء 17 ديسمبر 2025 الموافق 26 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل| المطرية تحبس أنفاسها في جولة الإعادة.. صراع مفتوح وتصويت عقابي قد يغيّر المعادلة

الأربعاء 17/ديسمبر/2025 - 04:00 م
انتخابات مجلس النواب
انتخابات مجلس النواب 2025

تشهد محافظة القاهرة زخمًا سياسيًا لافتًا وتنافسًا محتدمًا خلال جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025، في أجواء انتخابية تتسم بسخونة غير مسبوقة، وتُجرى جولة الإعادة في 7 دوائر انتخابية من أصل 19 دائرة على مستوى المحافظة، بعد تعذر حسم نتائجها في الجولة الأولى من الاقتراع.

وتبرز دائرة المطرية كإحدى أكثر الدوائر سخونة داخل القاهرة، حيث يخوض أربعة مرشحين سباقًا انتخابيًا شرسًا لحجز مقعدين تحت قبة مجلس النواب، ويتنافس في هذه الدائرة كل من وائل إبراهيم غريب علي، وعلي الدمرداش سعد القاضي، وأحمد عبد الفتاح محمد عباس منطاوي، ومحمد عبد الكريم محمد زهران، وسط تقارب ملحوظ في الكتل التصويتية، وارتفاع وتيرة الحشد والدعاية الانتخابية.

تصاعد «التصويت العقابي»

ومع انطلاق جولة الإعادة، تصاعد ما يُعرف بـ «التصويت العقابي»، وهو نمط تصويتي يلجأ فيه الناخبون إلى استخدام أصواتهم كأداة للمحاسبة، عبر معاقبة مرشحين أو تحالفات بعينها، تعبيرًا عن عدم الرضا عن الأداء السابق أو المواقف السياسية من القضايا المحلية والوطنية.

ويرى محللون أن هذا النوع من التصويت قد يلعب دورًا حاسمًا في حسم النتائج، لا سيما في الدوائر ذات الكثافة السكانية العالية مثل المطرية.

الظاهرة تبرز بشكل واضح في الدوائر ذات المنافسة الشديدة

ويشير متابعون إلى أن هذه الظاهرة تبرز بشكل واضح في الدوائر ذات المنافسة الشديدة، حيث تتحول الكتل التصويتية إلى عنصر ضغط على المرشحين، ما يجعل كل صوت يحمل دلالات سياسية إضافية تتجاوز اختيار الشخص نفسه،  ويؤكد خبراء أن التصويت العقابي أصبح أداة شعبية لتعبير المواطنين عن استيائهم من أداء بعض النواب السابقين أو من عدم تلبية وعودهم الانتخابية.

منافسة قوية تشغل السباق بدائرة المطرية

في دائرة المطرية، على سبيل المثال، تتجه كتلة من الناخبين المرتبطة بالمرشحين الخاسرين، تصويتيًا لدعم المستقلين محمد زهران ودودو العمدة، في خطوة تعتبر بمثابة رسالة إلى مرشحي التحالفات الكبرى بأن الجمهور لن يغفر التقصير أو التجاهل، أو فرض أسماء بعينها على الدائرة.

 

التصويت العقابي هو استعادة التوازن في المشهد البرلماني

ويرى بعض السياسيين أن التصويت العقابي يعتبر نضجًا سياسيًا لدى الناخب في بعض الأوقات، فهو ليس مجرد رفض للمرشح، بل وسيلة لممارسة الضغط السياسي بشكل منظم وهادي، ودافع لاستعادة التوازن في المشهد البرلماني، ما يزيد من أهمية الالتزام بالقوانين الانتخابية والنزاهة في إدارة الحملات.

التصويت العقابي قد يتحول إلى سلاح ذو حدين

وعلى جانب آخر يرى خبراء أن التصويت العقابي قد يتحول إلى سلاح ذو حدين، إذ يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير متوقعة أو تمكين مرشحين ضعفاء لمجرد استغلال استياء الناخبين، ما يستدعي من المرشحين التحلي بالمسؤولية والوعي الكامل بمطالب الدائرة الانتخابية لضمان تمثيل حقيقي وفعال.

و يبقى التصويت العقابي مؤشرًا مهمًا على حالة الرأي العام، ورسالة مباشرة للبرلمان المقبل، مفادها أن الناخبين ليسوا مجرد أصوات، بل قوة ضغط ووعي سياسياً قادرة على تعديل المسارات السياسة.

جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025

وانطلقت اليوم الأربعاء جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025، وذلك في 55 دائرة انتخابية موزعة على 13 محافظة، للتنافس على 101 مقعد، داخل 4494 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية.

ويخوض جولة الإعادة 202 مرشحًا يمثلون 11 حزبًا سياسيًا، إلى جانب 118 مرشحًا مستقلًا. ويتصدر حزب مستقبل وطن المشهد الانتخابي بـ37 مرشحًا في 10 محافظات، يليه حزب حماة الوطن بـ21 مرشحًا في 7 محافظات، ثم حزب الجبهة الوطنية بـ12 مرشحًا في 9 محافظات. كما يشارك حزبا النور والعدل بـ3 مرشحين لكل منهما، بينما يخوض حزبا الوفد والإصلاح والتنمية المنافسة بمرشحين لكل حزب، في حين تشارك أحزاب المؤتمر، والتجمع، ومصر الحديثة، وإرادة جيل بمرشح واحد لكل حزب.