مفارقة مانشستر يونايتد.. هجوم من ذهب ودفاع من ورق

يعيش نادي مانشستر يونايتد هذا الموسم مفارقة غريبة وقاسية تعكس حالة من عدم التوازن الصارخ بين خطوطه، فبينما يمتلك الفريق ثاني أفضل سجل تهديفي في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه يقبع في المركز السادس في جدول الترتيب، بفارق كبير عن فرق الصدارة.

هجوم ينافس الكبار ودفاع ينهار

تكمن الأزمة الحقيقية في الفجوة الهائلة بين أداء الهجوم والدفاع. لقد نجح "الشياطين الحمر" في تسجيل أكثر من 45 هدفًا، وهو رقم لا يتفوق عليه سوى مانشستر سيتي (50 هدفًا)، ويضاهي أرقام فرق المقدمة مثل ليفربول.

لكن على النقيض تمامًا، اهتزت شباك الفريق بأكثر من 35 هدفًا، وهو سجل كارثي لا يليق بفريق يطمح للمنافسة على اللقب، ويجعله من بين أسوأ خطوط الدفاع في النصف العلوي من الجدول. 

وقد تجسدت هذه الأزمة بوضوح في مباراتهم الأخيرة ضد بورنموث، التي انتهت بتعادل مجنون بنتيجة 4-4، حيث سجل الفريق أربعة أهداف لكنه فشل في الحفاظ على تقدمه واستقبل أربعة أهداف بالمقابل.

لماذا هذه المفارقة؟

تعود هذه الأزمة الدفاعية العميقة إلى عدة عوامل متراكمة، أبرزها الأخطاء الفردية المتكررة من المدافعين، وسوء التنظيم التكتيكي الناتج عن عدم الاستقرار الفني، بالإضافة إلى تراجع مستوى حراسة المرمى في بعض المباريات الحاسمة. هذا الضعف الدفاعي المتواصل يهدر جهود خط الهجوم بأكمله.

برونو فيرنانديز.. قائد محبط

يعتبر النجم البرتغالي برونو فيرنانديز التجسيد الحي لهذه المعاناة، فهو يساهم بشكل مباشر في معظم أهداف الفريق، سواء بالتسجيل أو الصناعة، لكنه غالبًا ما يجد نفسه محبطًا في نهاية المباراة، يشاهد جهوده تتبخر بسبب هفوة دفاعية جديدة تكلف الفريق نقاطًا ثمينة.

الدرس القاسي

تؤكد حالة مانشستر يونايتد درسًا كلاسيكيًا في كرة القدم الحديثة: "البطولات لا تُحسم فقط بعدد الأهداف المسجلة، بل بفارق الأهداف والصلابة الدفاعية". 

فامتلاك هجوم من الطراز الرفيع لا يكفي أبدًا لضمان النجاح عندما يكون الدفاع هشًا كـ"الجبن السويسري".

وإلى أن يتم إجراء تغييرات جذرية لمعالجة هذه الأزمة الدفاعية العميقة، سيبقى مانشستر يونايتد يعاني من هذه المتلازمة الغريبة، فريق يسجل بغزارة لكنه يفشل في حصد النقاط، ويظل بعيدًا عن مكانته الطبيعية في قمة كرة القدم الإنجليزية.