الأحد 14 ديسمبر 2025 الموافق 23 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

الكوكسيديا في مزارع الدواجن.. مرض خفي يضرب أرباح المربين في مصر مع كل دورة

الثلاثاء 09/ديسمبر/2025 - 08:35 م
إصابة الدواجن بالكوكسيديا
إصابة الدواجن بالكوكسيديا داخل أحد مزارع الدواجن

رغم التطور الكبير في صناعة الدواجن خلال السنوات الأخيرة، ما زال مرض الكوكسيديا واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه المربين في مصر، خصوصًا في مزارع التربية المكثفة. فالمرض، الذي يبدو بسيطًا عند البعض، يتسبب كل عام في خسائر كبيرة نتيجة انخفاض معدلات النمو وارتفاع نسب النفوق وزيادة تكلفة العلف والعلاج.

ويؤكد عدد من الأطباء البيطريين الذين تحدثوا لـ"مصر تايمز" أن الكوكسيديا لم تعد مجرد إصابة عرضية، بل أصبحت أحد أهم مسببات الخسائر الاقتصادية في الدواجن، خاصة في فصل الشتاء ومع ارتفاع معدلات الرطوبة داخل العنابر.

إصابة الدواجن بالكوكسيديا داخل أحد مزارع الدواجن

ما هي الكوكسيديا؟

يوضح الأطباء أن المرض ناتج عن طفيل يعيش داخل جدار أمعاء الطائر، ويبدأ في تدميره تدريجيًا، مما يؤدي إلى ضعف الامتصاص، نقص الوزن، فقد السوائل، وفي بعض الحالات ظهور إسهال مصحوب بالدم.

وتختلف شدة المرض حسب نوع السلالة، ظروف التربية، مستوى النظافة، وكفاءة التهوية.

لماذا ينتشر المرض في مزارع الدواجن المصرية؟

تنتشر الكوكسيديا عادة في أماكن تربية الدواجن التي تعاني من:

ارتفاع نسبة الرطوبة نتيجة غياب التهوية الجيدة

تراكم الفرشة المبتلة خاصة في الشتاء

التكدس داخل العنابر

خلط أعمار مختلفة في نفس المكان

سوء غسل المساقي أو عدم تغيير العلف الملوث

ضعف برامج المكافحة الوقائية

ويؤدي وجود هذه العوامل مجتمعة إلى توفير بيئة مثالية لتكاثر الطفيل بسرعة كبيرة داخل القطيع.

إصابة الدواجن بالكوكسيديا داخل أحد مزارع الدواجن

أعراض يلاحظها المربي بسهولة

تظهر الإصابة غالبًا بين عمر 15 إلى 40 يومًا، وتشمل:

خمول شديد وضعف في الحركة

توقف أو ضعف الإقبال على العلف

ريش منفوش وشكل عام مرهق

إسهال قد يكون دمويًا في الإصابات المتقدمة

بطء واضح في النمو واختلاف الأحجام

ارتفاع تدريجي في نسبة النفوق

ويحذر الأطباء من أن بعض الإصابات تكون خفية بدون أعراض واضحة لكنها تسبب خسائر كبيرة في الوزن النهائي للطيور.

كيف يتم التشخيص في مصر؟

يعتمد الأطباء البيطريون في الحقل على 3 عوامل أساسية:

ملاحظة تصرفات القطيع وتغير شهيته

فحص الزرق ولونه ودرجة سيولته

تشريح الطيور النافقة وملاحظة وجود نزيف داخل الأمعاء أو تآكل في جدارها

ويحدد هذا الفحص درجة الإصابة ونوع الطفيل المتسبب في المرض.

خسائر اقتصادية كبيرة يتحملها المربي

تؤدي الكوكسيديا في كثير من المزارع إلى:

زيادة استهلاك العلف دون زيادة مقابلة في الوزن

ارتفاع نسبة النفوق

انخفاض متوسط الوزن النهائي

زيادة مدة الدورة الإنتاجية

تحمل تكلفة أدوية ومتابعات إضافية

ويشير متخصصون إلى أن الكوكسيديا قد ترفع تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الدجاج بنسبة 7% إلى 15% في بعض المزارع.

إصابة الدواجن بالكوكسيديا داخل أحد مزارع الدواجن

كيف يمكن الوقاية من المرض؟

يرى الأطباء أن السيطرة على المرض مرتبطة بشكل مباشر بإدارة المزرعة، وتشمل:

1. تحسين النظافة والإدارة

الحفاظ على فرشة جافة

التخلص من الزرق المتراكم

تقليل الرطوبة

تحسين التهوية خاصة في الشتاء

2. تطبيق نظام "كل الداخل – كل الخارج"

وهو من أهم الخطوات لتقليل فرص العدوى.

3. برامج التحصين أو الأدوية الوقائية

تلجأ العديد من المزارع إلى إضافة مضادات الكوكسيديا في العلف وفق بروتوكول يحدده الطبيب.

العلاج عند حدوث الإصابة

عند ظهور الأعراض، يُعالج القطيع عبر:

إضافة مضادات الكوكسيديا في مياه الشرب لعدة أيام

دعم الطيور بفيتامينات تساعد على وقف النزيف وتحسين المناعة

عزل الحالات الشديدة إن أمكن

تحسين ظروف العنبر خلال فترة العلاج

ويؤكد الأطباء أن التدخل المبكر هو الفارق بين خسائر محدودة وخسائر كبيرة.