الصلاة النارية: كيف تُقربك من الله وما حكمها الشرعي ؟
في عالمنا اليوم المليء بالتحديات والضغوط اليومية، يبحث الكثير من المسلمين عن طرق روحية للتقرب إلى الله وطلب العون في مواجهة الأزمات والصعاب.
ومن بين هذه الوسائل برزت الصلاة النارية كإحدى الصيغ الروحانية الأكثر شهرة بين الناس، حيث يلجأ إليها البعض لتحقيق الراحة النفسية وتيسير الأمور.
وعلى الرغم من انتشارها بين جمهور واسع، أثارت الصلاة النارية جدلًا فقهيًا حول مدى ثبوتها وأحكامها الشرعية.
وفي هذا التقرير يُسلط موقع مصر تايمز الضوء على مضمون الصلاة النارية، وصيغتها، والحكم الشرعي عليها، وأهم النصائح المتعلقة بأدائها بالشكل الصحيح للحصول على نتائجها المباركة، مع التمييز بين المأثور عن النبي ﷺ والصيغ المنتشرة لاحقًا.
ما هي الصلاة النارية؟
الصلاة النارية هي صيغة صلاة على النبي ﷺ يُردد فيها المسلم كلمات مثل: “اللهم صل صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًا على نبي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب، وحسن الخواتيم…”، ويُستمر بالدعاء على آله وصحبه.
وقد اشتهرت هذه الصيغة بين المسلمين باعتبارها وسيلة لطلب الفرج وتيسير الأمور، بفضل معانيها الروحية العميقة وكلماتها المؤثرة.
حكم الصلاة النارية
أثار العلماء جدلًا حول هذه الصلاة، حيث يرى البعض أنها غير ثابتة عن النبي ﷺ، وأن بعض عباراتها قد تُفهم بشكل خاطئ، مثل “تنحل به العقد” و”تنفرج به الكرب”، مما يوهم أن النبي ﷺ هو الذي يحقق هذه الأمور بذاته، بينما العقيدة الإسلامية تؤكد أن الله وحده هو المجيب للكرب وقاضي الحوائج.
سبب التحريم عند بعض العلماء
استند المحرّمون للصيغة على نصوص القرآن والسنة، مثل قوله تعالى:
“أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ…” (النمل: 62)، وقول النبي ﷺ لابنته فاطمة: “اعملي ما شئت، فإني لا أغني عنك من الله شيئًا”، مؤكدين أن النبي ﷺ لا يملك نفعًا أو ضرًا إلا بإذن الله.
الصيغة المشروعة للصلاة على النبي
الصيغة الصحيحة كما وردت في الحديث المتفق عليه: “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ… اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ…”، وهي الصيغة المأخوذة عن النبي ﷺ والتي يوصي بها العلماء دائمًا.
رأي دار الإفتاء في الصلاة النارية
قال الدكتور أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بـ دار الإفتاء، إن الصلاة النارية أو التفريجية أو القرطبية هي جميعها أسماء للصيغة نفسها، لكنها ليست بدعة محرمة طالما تقرّبت فيها القلوب إلى الله بصدق، مع مراعاة ثبوت الصيغة الصحيحة عن النبي ﷺ في الصلاة على النبي.
سبب التسمية
أوضح الدكتور ممدوح أن الصلاة النارية سُمّيت بهذا الاسم تشبيهًا لسرعة تأثيرها كما يحدث مع النار، بينما تُعرف بالتفريجية لأن من يداوم عليها يُنال فرجًا كبيرًا، وسميت بالقرطبية نسبة للإمام القرطبي الذي كتب عنها وذكر فضلها.
أقرا أيضاً:
أمين الفتوى يوضح كيفية أداء الصلاة لذوي الهمم عند عدم سماع الأذان



