خبير آثار: “التجلّي الأعظم” بسانت كاترين نموذج عالمي يجمع السياحة البيئية والعلاجية والروحانية
أكد الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، أن مشروع “التجلّي الأعظم” بسانت كاترين يعد أحد أكثر المشروعات تطوراً في مصر، حيث استطاع أن يحقق توازناً فريداً بين التطوير العمراني والحفاظ على قدسية المكان وطبيعته البيئية الأصيلة، خاصة أنه موقع مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2002.
وأوضح عامر خلال حديثه في برنامج "ساعة من سيناء" المذاع على قناة أزهري، أن المكان يمثل ثروة طبيعية وروحانية استثنائية، مشيراً إلى أن الطبيعة الجبلية المغطاة بالثلوج شتاءً تمنح الزائر تجربة فريدة تجمع بين جمال المشهد وعمق الروحانيات.
وأضاف عامر أن سانت كاترين تمتلك إمكانات واسعة لتطوير أنماط سياحية متعددة، تشمل السياحة العلاجية بفضل مناخها النقي وارتفاعها الصحي عن مستوى البحر، إضافة إلى السياحة البيئية التي تستفيد من الطبيعة البكر للمكان، والسياحة الروحانية والدينية المرتبطة بقدسيته لدى الديانات السماوية الثلاث.
وأكد أن الدولة تعمل على تنويع منتجاتها السياحية للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2026، وهو ما يتطلب تعزيز المواقع ذات القيمة التاريخية والروحية العالية مثل سانت كاترين.
وأشار الخبير الأثري إلى أن المشروع يأتي ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى رفع جودة الخدمات السياحية المقدمة، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أعداد السائحين خلال العام الحالي بنسبة وصلت إلى 23% في الربع الأول. وأوضح أن الترويج السياحي أصبح أكثر احترافية، وأن مصر تقدم حالياً تجربة سياحية تنافسية على مستوى العالم، تجمع بين التراث والطبيعة والخدمات الحديثة دون الإخلال بالأصالة.
وذكر أن “التجلّي الأعظم” ليس مشروعاً تطويرياً فحسب، بل هو مشروع لإحياء المكان وإعادة تقديمه للعالم في صورة تعكس قيمته الروحية والبيئية. وشدد على أن الالتزام بمعايير اليونسكو يمنع أي تدخل يخل بالهوية الطبيعية، وهو ما يجعل التطوير في سانت كاترين نموذجاً يحتذى به عالمياً في كيفية الجمع بين التراث والتنمية المستدامة.





