لماذا طُورد آل البيت؟.. عالم بالأوقاف: الظلم مرتبط بصراع العروش والباحثين عن الحكم السياسي
كشف الشيخ أحمد سعيد فرماوي، من علماء وزارة الأوقاف، عن تفاصيل وفاة الإمام علي زين العابدين والتقدير الذي كان يحظى به آل البيت من الصحابة الأوائل، موضحًا أن الإمام علي زين العابدين وُلد في 3 شعبان سنة 38 هجرية، في خلافة جده الإمام علي بن أبي طالب بالمدينة المنورة، وكانت وفاته في 25 من المحرم سنة 95 هجرية بالمدينة المنورة، وتولى غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ولده محمد الباقر (الذي كان ابن بنت عمه الحسن السبط)، وأنجب الإمام 15 ولداً (11 ذكراً و 4 إناث)، وكان يحرص على تسمية أبنائه بأسماء الشهداء والأنبياء، مع تكرار الأسماء مثل علي والحسين وفاطمة.
وأشار “فرماوي”، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، إلى مظاهر الحب والتقدير العميق الذي كان يظهره الصحابة الكرام لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن سيدنا علي سمّى أبناءه بأسماء أبي بكر وعمر، وكذلك فعل الإمام الحسن والإمام الحسين، وضرب مثالاً بسيدنا عمر بن الخطاب، الذي كان يُعطي الإمامين الحسن والحسين عطاءً ماليًا أعلى من عطاء ابنه عبد الله، معللاً ذلك بكونهما من أهل السابقة وقرب النسب من النبي.
وذكر قصة الإمام علي زين العابدين عندما جاءه وفد من العراق، حيث سألهم: هل أنتم من المهاجرين أو الأنصار أو التابعين بإحسان؟، وعندما نفوا انتماءهم لأي من الفئات المذكورة في القرآن، طردهم بحدة قائلاً: "أغربوا عني، خيبكم الله"، لأنه لم ير فيهم صفات محبي آل البيت، وروى موقف سيدنا عبد الله بن عباس الذي أمسك بخطام ناقة سيدنا زيد بن ثابت، وعندما نهاه زيد، قال ابن عباس: "هكذا أمرنا أن نفعل بتابعينا".
وحول سر الظلم التاريخي الذي تعرض له آل البيت على مر العصور، أكد أن الأمر مرتبط بصراع العروش، موضحًا أن آل البيت لم يكونوا "أهل دنيا أو يسعون إلى حكم سياسي"، لكنهم تعرضوا للظلم من "الذين اشتغلوا بالعروش والمناصب السياسية" مثل الأمويين والعباسيين، مشيرًا إلى أن الأمة أجمعت على لقب "الإمام" لسيدنا علي (إمام علم، إمام هداية)، بينما اقتصر لقب من جاء بعده على "الخليفة" أو "أمير المؤمنين".
ولفت إلى أن القوى التي كانت تسعى للحكم السياسي لا تطيق آل البيت، مؤكدًا أن السيدة زينب، عندما أراد يزيد نفيها من المدينة، "قالت مصر"، في إشارة إلى أن مصر أصبحت الحصن الآمن لآل البيت، داعيًا إلى التمسك بآل البيت، مؤكدًا أن النجاة معهم.





