"شغلتني عنها النار الكبرى".. القصة المذهلة لرد الإمام علي زين العابدين عندما التهم الحريق بيته وهو يصلي
سلّط الشيخ أحمد سعيد فرماوي، من علماء وزارة الأوقاف، والذي شغل إمامة مسجد الإمام علي زين العابدين لسنوات، الضوء على سيرة الإمام علي بن الحسين، الملقب بـ"زين العابدين" و"ذي الثفنات"، كاشفًا عن عمق زهده وعبادته التي فاقت الوصف، والقيم الأخلاقية التي جسدها حتى في أصعب المواقف.
رد الإمام علي زين العابدين عندما التهم الحريق بيته وهو يصلي
وأشار “فرماوي”، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج “الكنز”، المذاع على قناة “الحدث اليوم”، إلى أن الإمام علي زين العابدين ورث عن أبيه الإمام الحسين رضي الله عنه زهدًا وعلمًا وتقى وورعًا، كاشفًا عن مظاهر العبادة والزهد الخارقة التي كان يتمتع بها الإمام، مشيرًا إلى أن هذه الليالي كانت ليالي "طوال" وأن "البركة كانت موجودة" قبل 1400 عام.
وروى أن الإمام علي زين العابدين حج 20 حجة على قدميه، اقتداءً بوالده الذي حج 25 حجة ماشيًا، وذكرت بعض الكتب أنه كان يصلي 1000 ركعة في اليوم، مشابهًا في ذلك لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي كان يختم القرآن في ركعة الوتر، ونُقل عن جارية الإمام قولها: "ما قدمت إليه طعاماً بالنهار ولا فرشت له فراشًا بالليل"، في إشارة إلى أنه كان صائمًا قائمًا بشكل دائم.
وروى قصة تُجسد يقين الإمام علي زين العابدين وصلته الوثيقة بالله، حين نشب حريق في بيته وهو قائم يصلي الليل، وهرع الناس لإطفاء الحريق، وعندما انتهى من صلاته سألوه عن سبب عدم خروجه أو شعوره بالنار، فأجاب بكلمته العظيمة: "شغلتني عنها النار الكبرى".
وأوضح أنه لم تقتصر فضائل الإمام علي زين العابدين على العبادة، بل تجلت في حلمه وكرمه، وروى قصة تعرض فيها الإمام للإهانة من أحد السفهاء الذي جعله يسبه ويشتمه، وعندما اقترب الإمام علي زين العابدين من بيته، وكاد الغلمان والأبناء يوقعون بالرجل ليضربوه، كفّهم الإمام عنه، ونزع خميصته (عباءته) وأعطاها للرجل، ودفع إليه كيسًا به 10 آلاف دينار؛ فبكى الرجل وقال: "أشهد بالله لا إله إلا الله أنك من أبناء الأنبياء".
وحول المكانة الخاصة لأهل البيت في مصر، أكد أن حب آل البيت في مصر المحروسة متأصل، مشيرًا إلى أن مصر كانت مستقر آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ منتصف القرن الأول الهجري، حيث جاء إليها الآلاف من أبناء الحسن والحسين لينعموا بالأمن والأمان وحب المصريين، مشددًا على الراحة النفسية التي يشعر بها زوار مسجد الإمام علي زين العابدين، الذي يأتيه الناس من كل فج عميق وعلى جميع المستويات.




