بشري لمرضي السكر.. "لاصقة سحرية " تمد الجسم بالأنسولين دون إبرة لمدة 48 ساعة
في خطوة تُعد من أبرز الابتكارات الطبية الحديثة، أعلن باحثون عن تطوير لاصقة ذكية للأنسولين تُتيح التحكم في مستويات السكر بالدم لمدة تصل إلى 48 ساعة كاملة، من دون الحاجة لأي إبرة. يعتمد هذا الابتكار على حساسات دقيقة تقيس مستوى الجلوكوز بشكل متواصل، وتُطلق جرعات محسوبة من الأنسولين عبر قنوات نانوية غير مؤلمة تخترق طبقات الجلد السطحية بلطف بالغ.
ويوضح الفريق البحثي أن قلب هذه اللاصقة عبارة عن شريحة صغيرة عالية الحساسية تقوم بتحليل كيمياء الدم في اللحظة ذاتها. فعندما ترتفع مستويات السكر يتدفق الأنسولين فورًا، وعندما تنخفض تتوقف اللاصقة عن ضخّه، في محاكاة شبه كاملة لآلية عمل البنكرياس البشري. ويمثل هذا النظام أول تقنية قابلة للارتداء تعمل تلقائيًا وبدقة فريدة، وهو ما قد يغيّر مستقبل التعامل مع السكري.
المرضى الذين خضعوا للتجارب أفادوا بأنهم استعادوا جانبًا من الحياة الطبيعية التي افتقدوها لسنوات؛ لا وخز، ولا متاعب متابعة مستمرة، ولا احتياج لوجبات طارئة للحفاظ على التوازن. وقد أظهرت البيانات الطبية أن اللاصقة حافظت على استقرار مستويات السكر حتى أثناء النوم، والرياضة، وفترات التوتر، فيما سجّلت المستشفيات انخفاضًا ملحوظًا في مضاعفات السكري لدى الحالات الشديدة.
ويرى الأطباء أن أكبر نقاط القوة تكمن في عامل الأمان؛ فالجرعات التقليدية قد تتسبب أحيانًا في هبوط حادّ بالسكر، بينما تمنع اللاصقة هذا الخطر بفضل قدرتها على التعديل الفوري في أجزاء من الثانية، وبسرعة تفوق الاستجابة البشرية الطبيعية. ويؤكد المختصون أن هذا الابتكار قد يصبح الأكثر أمانًا بين أنظمة الأنسولين المطوّرة حتى اليوم.
ويعتقد الخبراء أن انتشار هذه التقنية سيُحدث تحولًا كبيرًا في رعاية مرضى السكري حول العالم، إذ تمنحهم فرصة لحياة أكثر طمأنينة واستقرارًا، من دون ألم أو قلق دائم.