العلاقة الزوجية خلال الحمل بين الدعم النفسي والحوار وبناء الروابط الإنسانية
تؤكد سماح عبد الفتاح، الاستشارية الأسرية، أن مرحلة الحمل تمثل محورًا بالغ الأهمية في العلاقة الزوجية، موضحة أنها ليست رحلة فردية للزوجة فقط، بل اختبار حقيقي لطبيعة التواصل بين الزوجين؛ فقد تقربهما هذه المرحلة بدرجة كبيرة أو تخلق توترًا إذا غاب الوضوح والصراحة.
تشير عبد الفتاح، خلال حلقة برنامج "الرحلة" على قناة «الناس»، إلى أن الحوار هو مفتاح تجاوز هذه المرحلة، داعية الزوجين إلى التعبير عن مشاعرهما بوضوح؛ سواء إرهاق الأم واحتياجها للدعم، أو ضغوط الأب ومخاوفه. وتؤكد أن “اللحظات الصغيرة” من تبادل المشاعر هي التي تبني الرابط الحقيقي بينهما وتمنحهما قوة لتجاوز تحديات الحمل.
دعم الزوج ومسؤولية المحيطين ودور الاستعداد النفسي للحياة الجديدة
تضيف الاستشارية الأسرية أن دور الزوج لا يقتصر على المشاركة المنزلية أو مرافقة زوجته للطبيب، بل يتمثل أساسًا في أن يكون “خط الدفاع الأول” ضد أي انهيار نفسي محتمل عبر الدعم المعنوي والإنصات والطمأنة، مشددة على أن الكلمة الطيبة والابتسامة والاحتواء تُحدث فارقًا كبيرًا في نفسية الحامل.
تلفت عبد الفتاح إلى ضرورة أن يهيئ الأهل والأصدقاء بيئة داعمة وهادئة بعيدًا عن القصص المخيفة أو النصائح المربكة، مؤكدة أن الرجوع للطبيب هو المرجع الأساسي لأي استشارة، وأن التعامل مع مشاعر السيدة الحامل يجب أن يكون بحساسية عالية حتى لا تتفاقم مخاوفها.
توضح عبد الفتاح أن الحمل ليس استعدادات مادية فقط، بل بداية حياة جديدة واستعداد نفسي وروحي وجسدي، معتبرة أن وصول المولود يحوّل البيت من اثنين إلى أسرة كاملة، وهي تجربة إنسانية وروحانية تغير نظرة الأم للعالم ولأسرتها.
تختتم الاستشارية الأسرية بالتأكيد على أن عبارة “مبروك المدام حامل” ليست جملة عابرة، بل إعلان لبداية فصل جديد مليء بالمشاعر المتناقضة، لكنها في النهاية معجزة إلهية ونعمة تستحق الدعم، داعية الجميع إلى مساندة كل امرأة حامل بالكلمة الطيبة حتى تمر رحلتها بسلام.
