الالتهاب الكبدي A… الفيروس الصامت يضرب الكبد من حيث لا تتوقع .. احترس

 
أكد د. محمد السيد صدقي استشاري التغذية العلاجية أن التهاب الكبد A يُعد من العدوى الفيروسية الحادة التي تستهدف الكبد مباشرة، وتنتقل غالباً عبر الطعام أو الماء الملوثين. ويوضح أن هذا المرض ينتمي إلى فئة العدوى المحدودة ذاتياً، إذ يتعافى معظم المرضى تلقائياً دون أن يترك أثراً دائماً على الكبد، رغم ندرة حدوث فشل كبدي حاد في بعض الحالات.
يشرح صدقي أن العامل المسبب هو فيروس التهاب الكبد A، وهو فيروس RNA من عائلة الفيروسات البيكورنية، يتميز بقدرته على الانتقال بسهولة عبر الطريق الفموي ـ البرازي، خاصة في البيئات التي تضعف فيها معايير النظافة. وتشمل مصادر العدوى الشائعة تناول خضروات غير مغسولة جيداً، أطعمة بحرية نيئة، مياه ملوثة، إضافة إلى المخالطة اللصيقة لشخص مصاب، كما يحدث في دور الحضانة.
ويشير عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك إلى أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة، وعلى رأسها المسافرون إلى مناطق ذات انتشار مرتفع في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، والأشخاص المخالطون لمصابين..
وحول الأعراض، يوضح صدقي أن المرض يمر بمرحلتين واضحتين؛ الأولى بادرية تتمثل في الحمى والإرهاق وفقدان الشهية والغثيان وآلام البطن والعضلات. وتعقبها مرحلة اليرقان التي تظهر فيها العلامة الأبرز: اصفرار الجلد والعينين، إضافة إلى تغيّر لون البول إلى الداكن، وبهتان لون البراز، وحكة جلدية قد تزعج المريض.
ويؤكد أن المضاعفات نادرة، إلا أنها قد تشمل فشلاً كبدياً حاداً، أو التهاباً كبدياً خاطفاً قد تصل نسبة الوفاة فيه إلى نصف بالمئة، كما قد يشهد بعض المرضى انتكاسة بعد الشفاء الظاهري.
أما عن العلاج، فيشير صدقي إلى عدم وجود دواء نوعي للفيروس، وأن التدخل يعتمد على الراحة التامة، وتجنب الكحول والأدوية التي ترهق الكبد، مع الالتزام بتغذية خفيفة ومتوازنة وتناول السوائل لمنع الجفاف.
ويشدد على أن الوقاية هي السلاح الأهم، إذ يُعد التطعيم واحداً من أكثر اللقاحات أماناً وفعالية بنسبة تصل إلى 95%، ويعطى على جرعتين بفاصل يتراوح بين 6 و12 شهراً، خاصة للمسافرين. كما تبقى النظافة الشخصية – وغسل اليدين وطهي الطعام جيداً وشرب مياه آمنة – حجر الأساس في منع العدوى.
ويختتم د. صدقي بالتأكيد على أن التهاب الكبد A لا يتحول إلى مرض مزمن على الإطلاق، وأن الشفاء الكامل هو السيناريو المعتاد في أغلب الحالات.