ناجي الشهابى: عليك أن تكون عند هذا الحدث العظيم دعوة للمشاركة بكثافة في صناديق الاقتراع
أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل أن العملية الانتخابية المصرية الأخيرة ديناميكية غير مسبوقة، لم تكن مجرد استحقاق دستوري عابر، بل كانت محطة فارقة في تاريخ مصر النيابي الممتد لأكثر من 200 عام. هذا التميز لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عدة عوامل، أبرزها المتابعة اللصيقة والشفافة للقيادة السياسية، والنداء الموجه للمواطن المصري بضرورة إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
كما أكد أن حديث الرئيس، الذي تابع كل تفاصيل ودقائق العملية الانتخابية وعاشها لحظة بلحظة، بمثابة رسالة واضحة بضمان نزاهة وشفافية المسار الديمقراطي. هذه التوجيهات كان لها تأثير مباشر وملموس، لا سيما في المرحلة الثانية، حيث تم إعادة فرز وإبطال نتائج نحو 19 لجنة انتخابية. هذا الإجراء الحاسم يؤكد أن الدولة جادة في صيانة الإرادة الشعبية وضمان عدم التلاعب بالأصوات، وأنها تضع المصلحة العليا فوق أي اعتبار.
إن إعادة هذه اللجان لم تكن مجرد قرار إداري، بل هي تأكيد على أن "المسؤولية القومية" لا تقع فقط على عاتق الأجهزة الإدارية، بل تمتد لتشمل الناخب نفسه. هذا التبذير الحقيقي للجهد والوقت في إعادة الانتخابات يضع المواطن أمام حقيقة دامغة: صوته له قيمة، وأي تقصير في الاختيار الصحيح هو إهدار لتلك القيمة.
أوضح اننا اليوم أمام حدث عظيم، ليس مجرد اختيار بضعة نواب، بل اختيار مجلس نواب مصر، برلمان مصر، المؤسسة التي ستنفذ باسم الشعب السلطة التنفيذية، وباسمه ستشرّع السلطة القضائية. هذا البرلمان هو المرآة التي تعكس وعي الشعب ونضجه السياسي.
يجب على كل مواطن مصري يشارك في جولة الإعادة أن يكون على قدر هذا الحدث. الاختيار الصحيح يتطلب وعياً سياسياً حقيقياً، وقدرة على التمييز بين المرشحين بناءً على برامجهم ومدى قدرتهم على تمثيل الشعب بصدق وإخلاص. المشاركة بكثافة ليست مجرد رقم في سجل الحضور، بل هي رسالة انتماء وثقة في المسار الديمقراطي.
في الختام، توجيهات الرئيس أرست الأساس لعملية نزيهة، والآن الكرة في ملعب الشعب. المسؤولية مشتركة، والرهان على وعي المصريين في بناء سلطة تشريعية قوية ونزيهة هو الرهان الأكبر في هذه اللحظة التاريخية.





