الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

منظار المعدة… الطريق الوحيد لاكتشاف الأمراض قبل فوات الأوان

الثلاثاء 02/ديسمبر/2025 - 12:56 م
أمراض الجهاز الهضمي
أمراض الجهاز الهضمي


اكد د. محمد صفيان عضو الجمعية الأمريكية لمناظير الجهاز الهضمي والكبد أن السؤال الأكثر تردادًا داخل العيادات هو: «هل أنا فعلاً محتاج لمنظار؟ ولا العلاج يكفي؟» موضحًا أن كثيرًا من المرضى يظلون يدورون في دائرة التشخيص غير الدقيق، رغم أن تحاليلهم تبدو «طبيعية»، بينما تكمن المشكلة الفعلية في تفاصيل لا تظهر إلا عبر المنظار.
واشار خلال صفحته الرسمية على الفيس بوك إلى أن الاعتماد على التحاليل والسونار فقط يؤدي في حالات كثيرة إلى تأخر التشخيص، لأن السونار لا يُظهر التهابات المعدة، ولا قرحاتها، ولا فتق الحجاب الحاجز، ولا حتى مشاكل الصمام الواصل بين المعدة والمريء.
واضاف أن معظم مرضى الارتجاع المزمن يتناولون أدوية الحموضة لفترات طويلة، فتتحسن الأعراض أيامًا ثم تعود من جديد، فيتوه الطبيب والمريض معًا، بينما السبب الحقيقي قد يكون ارتجاعًا صامتًا، أو التهابًا في المريء، أو ضعفًا بالصمام، أو قرحة دقيقة لا يمكن اكتشافها إلا بالمنظار.
وأوضح د. صفيان أن إحدى أكثر الجمل التي يرددها للمرضى هي: «ليست كل الآلام تُعالج بالدواء… فبعضها يحتاج أن نراه مباشرة». لافتًا إلى أن 90% من الحالات التي تأخر تشخيصها كان سبب التأخير فيها الخوف من إجراء المنظار.
متى يصبح منظار المعدة ضرورة حقيقية؟
وشدد د. صفيان على أن المنظار يصبح الخيار الأدق عند استمرار ألم فم المعدة، أو عودة أعراض الارتجاع بشكل متكرر، أو ظهور حرقان يمتد إلى الصدر مصحوب بكحة أو بحة صوت، إضافة إلى حالات الغثيان المتكرر، وصعوبة البلع، وفقدان الوزن غير المبرر، والأنيميا مجهولة السبب، والأعراض المستمرة رغم علاج جرثومة المعدة.
كما أن الألم الشديد بعد تناول الطعام مباشرة قد يكون مؤشرًا على مشكلة داخلية لا تكشفها الفحوص الروتينية.
لماذا المنظار أدق من السونار والتحاليل؟
اوضح د. صفيان أن قوة المنظار تكمن في كونه فحصًا مباشرًا، يسمح برؤية الالتهابات والقرح وجهًا لوجه، وتحديد نوع الفتق إن وجد، وتقييم صمام المريء بدقة، مع إمكانية أخذ عينات عند الحاجة، الأمر الذي يغيّر خطة العلاج كليًا، ويحول بين المريض والدوامة الطويلة للعلاجات المؤقتة.
ويضيف أن المنظار يفسّر حالات يُظن فيها أن الأعراض نفسية أو ناتجة عن زيادة الحمض، بينما تكون المشكلة الحقيقية ارتجاعًا صامتًا، أو بطئًا في إفراغ المعدة، أو التهابًا مزمنًا لا يظهر في أي تحليل.
وقائع يراها الأطباء يوميًا
يروي د. صفيان أن كثيرًا من المرضى يظلون عامًا كاملًا يتناولون أدوية الحموضة دون استجابة ثابتة. ومع أول منظار، تتضح الحقيقة: التهاب مريء، أو صمام مرتخٍ، أو فتق صغير، أو التهاب ناتج عن جرثومة نشطة. ويؤكد أن معرفة السبب هي الخطوة التي تفصل بين علاج يهدّئ الأعراض و علاج يحسم المشكلة من جذورها.
علامات تستوجب المنظار فورًا
يشدد المصدر على ضرورة عدم التأجيل في حال ظهور قيء مصحوب بدم، أو براز أسود، أو صعوبة بلع متزايدة، أو ألم يوقظ من النوم، أو فقدان وزن سريع غير مبرر، أو ظهور أعراض جديدة بعد سن الخامسة والأربعين، أو وجود تاريخ عائلي لقرح شديدة أو أورام.
الخلاصة
يرى د. محمد صفيان أن منظار المعدة ليس إجراءً مخيفًا كما يعتقد البعض، بل هو الأداة الأكثر دقة في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي. وحسب تأكيده، فإن الخطر الحقيقي لا يكمن في المنظار ذاته، وإنما في تأجيله عندما تكون المؤشرات واضحة. فالتشخيص السليم يبدأ من رؤية المشكلة كما هي، لا كما تظهر في التحاليل.