الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
رياضة

عاجل| "أقرب للرحيل من البقاء".. "تحليل" يكشف مخطط ليفربول لمنح محمد صلاح "قبلة الوداع"

الإثنين 01/ديسمبر/2025 - 07:40 م
محمد صلاح
محمد صلاح

يبدو أن الفرعون المصري محمد صلاح بات يشترك مع جماهير وست هام في شعور واحد ذكريات غير مبهجة على أرض ملعب لندن؛ لكنّ الأمر بالنسبة للمصري لا يتعلق بملعبٍ بلا روح أو هزائم عابرة، بل بمحطتين سلبيتين في مسيرة ليفربول الزاخرة، عادتا للواجهة مع جلوسه على دكة البدلاء.

 

انتهت مواجهة لندن بانتصار ليفربول 2–0

ففي مايو 2024، اشتعل الجدل حينما دخل صلاح في نقاش حاد مع يورجن كلوب، كاشفًا حدود العلاقة بين اثنين من أبرز صُنّاع أمجاد ليفربول خلال العقد الماضي، وبعدها بعام ونصف، جاء قرار آرن سلوت بإبقائه على مقاعد البدلاء في مباراة وست هام، ليفتح الباب أمام أسئلة أكبر من مجرد اختيارات فنية.

 

انتهت مواجهة لندن بانتصار ليفربول 2–0، لكنها بدت وكأنها بداية لمرحلة قد تشهد أفول دور صلاح، أو ربما—وفق رؤية سلوت—محاولة لإعادة تشكيل الفريق وسط جدول مزدحم.

 

جلوس النجم المصري في وقت يتعاظم فيه الجدل حول مستقبله، وبعد سلسلة نتائج سيئة للفريق خارج ملعبه، منح الأمر بُعدًا رمزيًا إضافيًا، خصوصًا مع تألق فلوريان فيرتز وتسجيل ألكسندر إيزاك أول أهدافه بقميص النادي.

 

جاء قرار الاستبعاد بعد أيام فقط من هفوات دفاعية أُلقي جانب منها على صلاح، سواء أمام آيندهوفن حيث تجاوز ماورو جونيور صلاح بسهولة ليسجل، أو في تصريحات مارك كوكوريلا الذي أكد تعمّد تشيلسي استهداف الجهة اليمنى لليفربول بسبب تردد صلاح في التراجع. وحتى في مواجهة مانشستر سيتي، ترك المصري كونور برادلي وحيدًا أمام سرعة جيريمي دوكو.

 

هذه المؤشرات دفعت سلوت للاعتماد على جو غوميز ودومينيك زوبوسزلاي كجبهة دفاعية أقوى، ما جعل صلاح ضحية أولى للبحث عن صلابة أكبر خارج الأرض.

 

وفي ثلاث مباريات لم يبدأها صلاح هذا الموسم—غالطة سراي، فرانكفورت، ووست هام—كان القاسم المشترك أنّها خارج أنفيلد، ما يغذّي احتمال غيابه عن مواجهة إنتر المرتقبة في سان سيرو.

 

الأكثر دلالة أن ثلاثة لاعبين مختلفين شغلوا مركزه، ما يعكس مشكلة أعمق: غياب البديل الطبيعي للجناح الأيمن. ومع عدم اقتناع سلوت بفيديريكو كييزا كحل أساسي، وعدم توفر لاعب متعدد الأدوار مثل ماني أو دياز، بدا أن هوية الفريق الهجومية تشهد إعادة كتابة.

 

تراجع أرقام صلاح مقارنة بالموسم الماضي—حيث سجل 29 هدفًا وصنع 18—أضفى مزيدًا من القلق. أربعة أهداف وتمريرتان بعد 13 مباراة ليست أرقامًا لصلاح الذي عرفته جماهير ليفربول. ومع صعوبة سلوت في المزج بين إيزاك، فيرتز، إيكيتيكي، وجاكبو في منظومة واحدة، أصبح وجود صلاح مهددًا ليس فقط بفعل المستوى، بل بتكدس الخيارات الهجومية الباهظة.

 

وإذا كان الماضي يخبرنا بشيء، فهو أن مدربي ليفربول لا يترددون في اتخاذ قرارات كبرى لتجديد الدماء. فعلها شانكلي، وبايزلي، وكلوب. وربما يفعلها سلوت اليوم، ولو على حساب أهم لاعب في حقبة النادي الحديثة.

 

قبل عام، قال صلاح في مقابلة مثيرة للجدل إنه "أقرب للرحيل من البقاء". واليوم، يبدو على مقاعد البدلاء أقرب من أي وقت مضى إلى نهاية رحلته في أنفيلد، وربما إلى نهاية حقبة كاملة في تاريخ ليفربول.