الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

طبيب يكشف " السر الخفي " للسيطرة الكاملة علي سكر الدم

الإثنين 01/ديسمبر/2025 - 12:52 م
كيف تسيطر على سكر
كيف تسيطر على سكر الدم


كشف د. محمد عبد البديع استاذ السكر عن بروتوكول علمي متقدم يصفه بأنه «السر الخفي» للسيطرة المحكمة على مستويات السكر، وهو بروتوكول لا يعتمد على الدواء في بدايته بقدر ما يعتمد على كيفية استقبال الجسم لأول لقمة في الوجبة. وأوضح أن الإنسان، حين يبدأ طعامه بنسبة 10% من الألياف الخام، يعيد برمجة ثلاث منظومات متداخلة: الهرمونية، والعصبية، والميكروبيومية، وهي المنظومات التي تتحكم في السكر من لحظة دخول الطعام وحتى انتهاء الهضم.
واضاف خلال صفحته الرسمية على الفيس بوك أن هذه القاعدة البسيطة – التي يسميها Dose Priming – تُفعّل في اللحظة نفسها تسعة محاور بيولوجية تعمل مجتمعة على حماية البنكرياس، وتحسين حساسية الإنسولين، ومنع الارتفاعات المفاجئة في الجلوكوز.
وأوضح أن المحور الأول يبدأ من المعدة نفسها؛ إذ تستقبل المستقبلات الكيميائية إشارة بطيئة عندما تكون اللقمة الأولى غنية بالألياف، فتهدأ وتيرة الهضم ويُمنع الاندفاع السريع للسكر. أما المحور الثاني فيتعلق بإيقاف ما يسميه «صدمة الجلوكوز السريعة»، حيث تعمل الألياف كحاجز هلامي يبطئ مرور السكر لمدة قد تصل إلى 22 دقيقة، وهو ما يفسر الفارق بين ارتفاعات شديدة وأخرى معتدلة لنفس الوجبة.
وأشار إلى أن الألياف تفعّل، في المحور الثالث، هرمونات الشبع مثل GLP-1 وPYY قبل دخول الكربوهيدرات، ما يجعل إفراز الإنسولين تدريجيًا ويحمي خلايا البنكرياس على المدى الطويل. ويأتي بعدها المحور الرابع، وهو كبح موجة الالتهاب بعد الوجبة، إذ تخفض الألياف إنتاج الجذور الحرة وتحمي الأعصاب والأوعية والكبد من الأضرار المزمنة.
وأضاف أن المحور الخامس يعيد ضبط الإيقاع الهرموني للأمعاء، فينخفض هرمون الجوع ويصبح الجسم أكثر قدرة على التحكم في الاستجابة الغذائية، ما يجعل الوجبة «منضبطة» لا «مفاجِئة». ثم يأتي المحور السادس الذي يرفع حساسية الإنسولين أثناء الوجبة نفسها، فيساعد العضلات والكبد على امتصاص الجلوكوز بكفاءة أكبر.
وتحدث د. عبد البديع عن دور الألياف في تعديل بيئة الميكروبيوم، وهو المحور السابع، موضحًا أنها تزيد إنتاج البوتيرات وتقلل الالتهاب وتعيد بكتيريا الأمعاء إلى حال أقرب للشخص السليم. أما المحور الثامن فيتعلق بتهدئة الجهاز العصبي، إذ يمنع هذا الأسلوب الاندفاع العصبي الذي عادةً ما يصاحب الارتفاعات السريعة في السكر.
ويختتم بالمحور التاسع، وهو منع «جوع ما بعد الوجبة»، حيث يمنع التدرج البطيء للسكر الهبوط اللاحق وبالتالي يختفي النهم للحلويات والعطش الشديد والدوخة بعد الطعام خلال أيام معدودة من تطبيق القاعدة.
ويشير إلى أن التطبيق عملي وسهل: كمية صغيرة من الخس أو الجرجير أو الخيار أو البروكلي تُتناول قبل الوجبة بخمس دقائق مع المضغ البطيء، ثم تُستكمل الوجبة بشكل طبيعي. ويؤكد أن النتائج تظهر خلال عشرة أيام فقط، حيث يصبح السكر ثابتًا أغلب ساعات اليوم، ويطرأ تحسن على النوم والجلد والشهية ومقاومة الإنسولين، إلى جانب تحسن ملحوظ في التراكمي خلال أسابيع قليلة.
ويؤكد د. محمد عبد البديع أن «البداية الصحيحة للوجبة» قد تكون أكثر تأثيرًا من كثير من العلاجات، لأنها تعيد برمجة المنظومة التي تدير السكر لحظة بلحظة.