صوت " كحة الطفل ".. يحدد الفرق بين حساسية الأنف و الصدر ..خلي بالكم
قال د. أحمد عادل أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة أن سؤال الأمهات حول سبب كحة أطفالهن يتكرر بشكل يومي: هل هي بسبب حساسية الأنف أم حساسية الصدر؟ ححس
ويشير خلال منشور علي صفحته الرسمية على الفيس بوك إلى أن التشابه الكبير بين الأعراض يجعل الكثيرين يخلطون بين الحالتين، رغم اختلاف طريقة التعامل والعلاج. ويوضح أن فهم الفروق الأساسية يحمي الطفل من مضاعفات قد تمتد لسنوات.
يشرح د. عادل أن حساسية الأنف تُعد الأكثر شيوعًا، وتنشأ عادة من التعرض لاستنشاق مواد مثيرة للحساسية مثل الغبار، والعطور، وشعر الحيوانات، وحبوب اللقاح، ودخان السجائر، والعفن. وتظهر أعراضها غالبًا في صورة عطس متكرر، وسيلان أو انسداد بالأنف بمخاط شفاف، وحكة بالأنف أو العينين، إلى جانب دموع واحمرار العين وصوت “خنّة” مزعج. ويؤكد أن هذه الحالة لا يصاحبها ضيق تنفس حقيقي، وأن حدّتها ترتفع عند التعرض للمهيجات أو في مواسم معينة.
أما حساسية الصدر (الربو التحسسي)، فيوضح أنها تتعلق بالشعب الهوائية وليس بالأنف، وقد تكون ذات طبيعة وراثية أو تأتي بعد التهابات صدرية متكررة في الطفولة. وتبدو أعراضها بوضوح في شكل كحة متكررة خاصة أثناء الليل أو مع المجهود، وصفير أو “أزيز” عند التنفس، وضيق في النفس، وتعب سريع مع الحركة. ويشير إلى أن برودة الجو أو التعرض للغبار والعطور يزيدان الأعراض بشكل كبير.
ويؤكد د. عادل أن الكثير من الأطفال يعانون من حساسية الأنف والصدر معًا، نظرًا لارتباط الجهاز التنفسي العلوي بالسفلي. ويمكن ملاحظة ذلك عند اجتماع أعراض العطس وسيلان الأنف صباحًا مع الكحة الليلية أو الأزيز، أو عندما تتفاقم الأعراض مع نفس المثيرات مثل التراب أو الروائح النفاذة. كما يلفت إلى أن استمرار الكحة حتى بعد تحسن الأنف مؤشر قوي على وجود حساسية صدرية مصاحبة، خاصة إذا كشف الطبيب عن وجود صفير بالرئتين.
ويشرح أن علاج كل حالة يختلف رغم ارتباطهما الوثيق. ففي حساسية الأنف يعتمد العلاج على مضادات الهيستامين، وبخاخات الأنف الكورتيزونية الخفيفة، مع تجنب مسببات الحساسية بقدر الإمكان. بينما تعتمد حساسية الصدر على البخاخات الموسعة للشعب لفترات قصيرة، إضافة إلى البخاخات الكورتيزونية المنتظمة وفق تقييم الطبيب.
ويقدم د. عادل خلاصة عملية تساعد الأمهات على التمييز:
إن بدأت الأعراض بالعطس وسيلان الأنف ثم ظهرت الكحة… فالأرجح حساسية أنف.
وإن كانت الكحة وضيق النفس هما الأساس دون أعراض واضحة بالأنف… فالأقرب أنها حساسية صدر.
أما اجتماع العلامتين، فغالبًا الطفل يعاني من الحساسيّتين معًا.
ويؤكد في ختام حديثه أن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة مع طبيب الأطفال هما الطريق الآمن للسيطرة على الحالة ومنع تطورها، مشددًا على أن تجاهل الأعراض أو علاجها بشكل عشوائي قد يزيدها تعقيدًا.