الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

إنذار بعد الأربعين… 12 علامة تنتبهك ان جسمك في خطر

الأحد 30/نوفمبر/2025 - 05:06 م
فاروق كامل حسون أخصائي
فاروق كامل حسون أخصائي التغذية العلاجية والعلاج الطبيعي

أكد د. فاروق كامل حسون أخصائي التغذية العلاجية والعلاج الطبيعي إن السؤال الذي يتردد على مسامعه بعد سن الأربعين يكاد يكون واحدًا: "يا دكتور… أنا كنت في أفضل حال، إيه اللي اتغيّر فجأة؟".


ويؤكد خلال صفحته الرسمية على الفيس بوك أن ما يحدث لم يكن مفاجئًا على الإطلاق، بل هو نتيجة تراكمات طويلة، يعلن فيها الجسد اعتراضه بعد سنوات من التحمل والصمت. فالأربعون ليست مجرد رقم، بل لحظة فارقة يُغيّر فيها الجسم قواعد عمله، ويبدأ بإرسال إشارات صريحة يطالب فيها بإعادة ضبط المسار.


يشرح د. حسون أن معظم المشكلات التي تظهر في هذه المرحلة ليست أمراضًا طارئة بقدر ما هي نتيجة طبيعية لتباطؤ عمليات البناء، وتراجع كفاءة الأعضاء، واختلال الهرمونات، وضعف الهضم، وزيادة العبء النفسي والذهني. ويرى أن الجسد لا ينهار فجأة، بل يعلن تعب السنوات، مطالبًا بتغيير جذري في أسلوب الحياة.


ويضيف أن تراجع الكتلة العضلية وارتفاع نسبة الدهون من أبرز ما يواجهه الإنسان بعد الأربعين؛ وزن ثابت وجسد يتغير، عظام تضعف، وكرش يظهر دون مقدمات. ويشير إلى أن الحل يبدأ من التغذية الغنية بالبروتين، وتمارين المقاومة، والنوم الجيد الذي يُعيد بناء العضلات.


أما المناعة، فيصفها بأنها "تكبر في السن" مع الإنسان. نزلات برد أطول، جروح تلتئم ببطء، وضغوط نفسية تؤثر على الجهاز المناعي قبل أي شيء آخر. ويُوصي بتناول الخضروات والفواكه، والزبادي الطبيعي، والحصول على الشمس وفيتامين "د"، والابتعاد عن التوتر قدر الإمكان.


وفيما يتعلق بالهضم، يؤكد د. حسون أن انخفاض حمض المعدة مع التقدم في العمر يجعل الطعام يتخمر بدلًا من أن يُهضم، مسببًا انتفاخًا واضطرابات مزعجة. والنصيحة هنا تبدأ من مضغ جيد، ووجبات بسيطة، وخل تفاح قبل الطعام، وربما دعم مؤقت بإنزيمات الهضم عند الحاجة.


كما يلفت إلى أن الهرمونات قد تدخل مرحلة اضطراب واضح؛ انخفاض التستوستيرون لدى الرجال، وتراجع الإستروجين لدى النساء، وارتفاع الكورتيزول نتيجة التوتر… لتظهر النتيجة في صورة إرهاق، نسيان، تقلبات مزاج، ودهون عنيدة حول البطن. وتبقى الحركة اليومية، وتقليل السكريات، والنوم المبكر، ودعم الزنك وفيتامين B6 خطوات أساسية لاستعادة الاتزان.


ويركّز أيضًا على خطورة مقاومة الإنسولين، التي تسبب زيادة الوزن رغم قلة الطعام، مشددًا على أهمية فحص الإنسولين الصائم، وتنظيم النشويات، والمشي بعد الوجبات. أما الذاكرة والتركيز، فيرى أنها بحاجة إلى تغذية حقيقية: دهون صحية، أوميجا-3، تقليل الشاشات، وضبط فيتامين B12.


ويشير إلى أن العظام تحتاج "تحميلًا" وليس كالسيوم فقط؛ فالمشي وصعود السلالم والمغنيسيوم وفيتامين K2 مع فيتامين "د" أكثر فاعلية من أي مكملات منفردة. كما يحذر من التوتر المزمن الذي ينهك الجسد في صمت، داعيًا إلى التنفس العميق، والرياضة الخفيفة، ونوم ثابت يعيد للجسم توازنه.


ويتحدث عن الكبد الذي يشيخ مبكرًا مع الإجهاد الغذائي والدوائي، مؤكدًا أن الماء، والصيام، والطعام البسيط، والابتعاد عن المقليات هي أساس الحفاظ على كفاءته. كما يصف ما يسميه "جوع المشاعر"، وهو الأكل الناتج عن الفراغ أو القلق وليس عن الجوع الحقيقي، داعيًا إلى وعي نفسي قبل ملء المعدة.


أما الصحة الجنسية، فيعتبرها مرآة شاملة للحالة الهرمونية والنفسية والغذائية. والنصيحة هنا تبدأ بالنوم الجيد، والتغذية السليمة، والزنك، والأوميجا-3، مع متابعة التحاليل بانتظام. ولا يغفل عن الأعصاب التي تحتاج وقودًا حقيقيًا: دهون مفيدة، فيتامينات ب، وتقليل السكر والشاشات.


ويختصر د. حسون رسالته في عبارة واضحة: "جسمك بيقدم فاتورة سنوات… لكنها فاتورة يمكن تخفيفها أو مسحها بالكامل."


ويحدد ما يسميها القواعد الذهبية بعد الأربعين:

الصيام لإعادة ضبط الجسم وتقليل الالتهابات، التعامل مع الدواء كحل مؤقت وليس أسلوب حياة دائم، والاهتمام بالهضم باعتباره حجر الأساس لكل توازن داخلي.


وفي نهاية حديثه، يوضح أن دور اختصاصي التغذية ليس كتابة نظام أو حساب سعرات، بل قراءة لغة الجسد وفهم إشاراته وربطها بالفحوصات والنوم والهضم والحالة النفسية. ويقول: "أنا لا أكتب ورقة… أنا أعيد ضبط النظام الداخلي للجسم حتى تستعيد عافيتك وتعيش يومك بشكل طبيعي."
ويختتم رسالته بدعوة صادقة:

ابدأ بخطوة بسيطة… صيام خفيف، طبق سلطة، ملعقة خل تفاح، مشي يومي، ونوم مبكر.
خطوة واحدة كافية لتغيير المسار قبل أن يتولى جسدك القرار عنك.